مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 12-05-2014, 01:04 PM   #18
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
التأصيل الاسلامي للدرسات النفسيه ..

الكتاب يبحث في فرض الرؤية الاسلاميه على العالم من خلال علم النفس كما فعلت الرؤية الامريكيه والروسيه في فرض نفسها كمدرسة لها مفاهيم وطرق بحث ومسلمات .. ومصادر علم النفس الاسلامي هي الوحي في الغيبيات كتأثير نزع الشيطان بالافكار الشريره والانفعالات الشيطانيه التى تقوي ارادة الفعل في النفس البشريه .. والعقل كمحاولة النظر الواقعي للاشياء او النظر التفأئلي الانفعالي للاشياء وترك النظر التشأمي .. والتجارب كمعرفة ما يرضيك ومايسخطك من خلال تأمل ما تجربه وما يحدث لك .. ومعرفة كيف تتعامل مع الاخرين من خلال ما تعرفة عنهم بالتجارب ..والنظريات النفسيه ليست فوق النقد ولها سلبيات وايجابيات وهي جزئيه لا كليه نسبيه لا مطلقه وهذا عام في كل العلوم الانسانيه انها تقرب من الحقيقه وتفسر جانب من الوجود البشري ولا تدعي انها تصل الى الحقائق وتفسر كل الظواهر البشريه .. والنظريات ترجمت كما هي بدون نقد حضاري او تراثي لها أي اننا لم ننظر اليها بأعتبار الواقع الاجتماعي ولا بأعتبار التراث الاسلامي .. وشرط المناسبه للواقع الاجتماعي والحضاري هو الشرط الاساسي للانتفاع من علم النفس المعرفي والعلاجي والتربوي .. والاسلام يوسع دائره ادلة علم النفس من التجريبيه المعممه الى الوحي الى التأمل العقلي الى الانطباع الفطري والوجداني .. واذا كان يحق للدرونيه ان تؤسس لها مدرسه في علم النفس ويحق لعالم النفس فرانك لان يؤسس مدرسه مبنيه على خبرته في سجون النازيه الا يحق للاسلام العظيم ان يقول كلمته في علم النفس .. وفرانكل يرى ان علاج الانفس اليأسة المحطمه بأعطاء معني للحياة وأن من كان لحياتة معني تحمل كل الظروف القاهره وكأن يسأل من اشتكي اليه لماذا تعيش .. فاذا قال لابنائي او اخي او تحقيق حلمي يقول له عش من اجل هذا المبداء وسوف يذهب عنك تعاستك لان الحياة اذا فرغت من المعني سقطت .. وشعارة اذا كان لك سبب في حب الحياة سوف تتحمل كل الظروف الصعبه ويرى ان سبب المرض النفسي هو احباط ارادة الانسان الحديث وسعيه وراء المعني ..
والبيئه هي التى تشكل النفوس ذالك ان النفوس تولد مثل الخامه والبيئه تشكلها واذا كان ذالك كذالك كان لكل بيئه مشاكلها وافكارها وعلاجها وطرق في تحصيل سعاداتها .. وعلم النفس يحاول ان يجعل الفرد اكثر امن وسعاده وتفأل ومثل هذه الامور لا تحدث في فراغ بل في نفس بشريه في جسد عضوي تعيش في وسط اجتماعي .. ولذا كان الجسد والجماعه والنفس برغباتها وطموحها هي الماده التى تتكون منها الشخصيه .. فالشخصيه ما تكونت عليه النفس بسبب الخصائص الجسديه والاجتماعيه والنفسيه .. فمن هذه الثلاث تخلقت الشخصيه بعقلها وعواطفها وإراداتها ..
وهناك هوه بين النظرية والتطبيق في علم النفس في المجتمعات الغربيه فكيف بالمجتمعات المستورده لهذا الافكار التى استعارت عقول الاخرين وحكمته على واقعها وعلى نفوسها وكأن عقول الاخرين وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكل النظريات النفسيه التى تفسر السلوك الانساني نسبيه فيها جزء من الحق وجزء من الباطل وجزء مجهول وهي لا تفسر كل السلوك البشري بل تفسر جزاء منه ..
وهناك فرق بين التعامل مع الجسد المادي الذي لا يختلف بأختلاف الاشخاص والبلدان فالكبد هي الكبد من ناحيته تركيبها وعملها ولا تختلف بأختلاف الاشخاص والجماعات فلا يلزمك ان تعرف عمره واسرته ودينه وثقافته وتاريخه .. بل اكشف وعالج فقط .. وعلم النفس طرح كبديل للدين الذي استقال عند الوضعيه في قانونها الثلاثي وهي ان البشريه بدأت بتعدد الالهه ثم توحدها ثم العلم المادي ..
والكتاب يبحث في شرعيه علم النفس وتاريخه الاسلامي والفرق بين النظرية الغربيه والرؤيه الاسلاميه في تحديد مفهوم العلم والانسان .. ونحوها ..
1 – واقع علم النفس في المجتمعات المسلمه
هو علم غربي اكاديمي مهجور او مستعمل على نطاق ضيق او بأسلوب دعاية كسبيه لم يصل الى ان يكون فعل اجتماعي عام يتجه اليه كل الناس او علم طبي كميائي يعالج الامراض النفسيه بالمهدئات والمخدارت التى تسكن الالم ولا تقضي عليه .. ونفعها مثل نفع تسكين الم الضرس قبل خلعه .. فهو نافع في التسكين لا في العلاج او في تخفيف المرض لا في القضاء عليه .. وقد بداء في الغرب بمحاولة الانفصال عن الفلسفه واللحاق بالعلوم الطبيعيه فهو علم الرجل الابيض ومحاولة الجلوس على كرسي الدين .. وفي الجامعات السير خلف جحر الضب هو المتبع فيها .. وتحكيم العقل الغربي على العقل الشرقي قضى بأعتزال العقل العربي عن الانتاج والابداع ورؤيه ما يحتاج اليه وصار مقلد في غالب امره .. وبهذا يكون علم النفس له ثلاث اتجاهات غربي استعماري وهو ترجمه العلم الغربي وقومي وهو النظر العربي وتأصيلي وهو الاسلامي ..
وتأثير العقل الغربي على العقل الشرقي امر لا يخفي لانه المتسيد ومنتج العلوم والنظريات مع انقطاع عن التراث والواقع الاجتماعي والانتاج الذاتي المبني على تأمل عميق وبحوث تجريبيه وتفسير تأملي عميق .. مما يشيع الاغتراب وفقدان الهويه الثقافيه والمهنيه في الساحه العربيه الانسانيه فالاغتراب ان ينفصل المتخصص الانساني عن المحيط الثقافي والتراثي وفقدان الهويه الثقافيه ان يضيع التميز الاجتماعي والمهنيه هو الخلط بين التخصصات فيتكلم بلسان عالم النفس وعالم الاجتماع والطبيب النفسي وقرر نجاتي ان التلمذه على مائده الاستاذه هي اللوان الثقافي السائد ..
بداء التأصيل بكتابات حاولت الجمع بين علم النفس الغربي والاتجاه الصوفي والكلامي والنصوصي لكنها لم تبن نظرية او أتجاه اسلامي في البحوث ولم تنتج مفاهيم جديده وكان قصاري جهدها ان حاولت اسمله المفاهيم او البحث لها عن شواهد نصوصيه او اجتهاديه والانتاج المعرفي شرطه التخمر العلمي والتأمل الواقعي ونقصد بالتأمل العلمي النظر الى المعلومه بعدة اتجاهات وفي عدة امور في الواقع والتأمل الواقعي هو محاولة تنظير الواقع وجعله في اطار واقعي ..
موقف الناس من التأصيل منهم من رفضه من منطلق اسلامي او علماني ومنهم من قبله من منطلق قومي او اسلامي .. فمن كانت عنده قناعة بضروره الهويه الخاصه للعلم التى ترفعه من اطار المحليه الى اطار العالميه التنافسيه قال بوجوب الاسلامه او العربنه ان صح التعبير حتى يكون للعلم شخصيه حضاريه خاصه تتسم بأمرين دوام الاطلاع والاستفاده ..دوام البحث والتأمل والنظر .. ومن هذين الامرين ينتج امر ثالث وهو الانتاج المعرفي المبني على الخبره التراكميه .. والخبره التراكميه هي مجموع ما استفاده الباحث من دوام الاطلاع ودوام التأمل مثل ابن خلدون في نظرته لعلم التاريخ حيث ان اطلع وتأمل فأنتج .. لان الاستمرار في الاطلاع بدون تأمل ذاتي يجعلك مستهلك للمنتجات الغربيه وغير مبدع ومنتج ومتفاعل بل في موقف التلميذ النتجيب الذي يستقبل ويفهم ويطبق ولا ينتقد او يطور .. وكذالك التأمل بدون اطلاع يجعلك تصاب بأحد امرين اما ان تبداء من حيث انتهي الاخرون .. او تصاب بالشح المعرفي والفقر التحصيلي .. وانتاج المعرفي يبني على بناء الذات ونمو الذات .. فبنائها بالعلم والتعلم ونموها بالتأمل وتقليب المعلومه وتخصيبها .. ولعلنا نشبه هذه الخطوه في العلوم الانسانيه بالطعام الذي تأكله فالجسم يهضم ويحيل هذا الطعام من ميت الى شي حي في انسجته وخلاياه وفرازاته .. ونشبه من يطلع ولا نتج بمن يعيش على الابر المغذيه فلا يحيل جسمه الطعام الى اشياء اخرى بل يحتاج الى طعام محال الى اجزء غذائيه نافعه يستفيد منها مباشره .. ونشبه من لا يطلع ولا ينتج بمن يعش على اغذيه محدوده فيصاب بالانيماء او فقر الدم بسبب فقدان العناصر الغذائيه اللازمه لبناء الجسد .. فكمال الانسان في تنويع طعامه وقدرة جسمه على تحويله الى عناصر يستفيد منها الجسم في التغذيه والنمو والقوه ..
موقف من رفضه من زاوية اسلاميه ..
قال انه علم غربي مادي وضع من اجل تغطيه الحاجه للدين في المجتمعات الغربيه حيث ان الدين عزل واستلم كرسيه علم الاجتماع وعلم النفس كما يقول المؤلف .. فلا حاجه لنا به وأجيب ان سؤ استعماله لا يعني ابطاله .. فعلم الذره استخدم لدمار البشر ولحياة البشر بالادويه وعلم الكمياء استخدم في الدواء والسلاح الذي يقتل الابرياء والعلم الشرعي استغله النفعيون وشوهوا الديانه والتعبد قام به بعض الشياطين من اجل اكل اموال الناس بالباطل والتحايل عليهم .. ففضيلة الشي لا يسقطها سوء استعماله .. لان الاستعمال شأن بشري قابل للخطاء والنسيان والغلط .. وفضيلة الشي شأن كمال له شروط وواجبات .. فما في هذا العلم من ماديه وحيوانيه وجنسيه .. فالانحراف في العلم لا يوجب رد العلم مثل الانحراف في علم المنطق وعلم الكلام اوجب لبعض العلماء رده مطلقا والصواب انه يرد اذا ابطل حق او احق باطل او شكك في مسلم ويحمد اذا كشف شبهة والان عريكه ..
قال الغزالي ان بعض الناس رد كل الفلسفه انكر ما فيها من الحق في باب الطبيعيات ومن اعجب بما فيها من دقائق العلوم في الطبيعيات قبل ما فيها من الالهيات والحق ان يجب ان يقبل ما فيها من الحق ويرد ما فيها من الباطل .. والواجب التصحيح والتطوير ..
ومن رفض الاسلمه قال ان العلوم شي ولاديان شي اخر ولا يجوز ان تدخل الاديان في البحوث العلميه وهو قاس العلوم الطبيعيه على العلوم الانسانيه التى تقبل النسبيه ويدخلها الشأن الحضاري والاجتماعي ولو قيل انها علميه في البحوث والنتائج فإن نسبيتها في التفسير والاطار النظري امر لا ينكره احد .. ولو اخذت بحثا تجريبا واكدت نتائجه وعرضته على روسي وامريكي وصيني وعربي لفسر كل واحد منهم النتائج بالنظريات التى يؤمن بها في رؤية للانسان والحياة والدين .. فبحوثه علميه وتفسيره حضاريه .. فالمناهج التجريبيه والاحصائيه والاستقرائيه انما تجمع المعلومات ويبقى التفسير والتأويل والحكم والتعميم خاضع للمدرسه التى ينتمي اليها الباحث .. فأنا اعرف بوجود ظاهره الاعجاب بين الفتيات في المدارس من خلال بحث تجريبى على بعض المدارس التى اعتقد انها تمثل كل المدارس ويبقى في هذا البحث شك هل العينه تطابق المجتمع الكلي وهل الاسئله والمقابله تكفي لاستخراج المعلومه وهل الشخص يكون صادق حين يتكلم معي كل هذا الامور ظنيه وبعد ان احصل على النتائج هل يحق لي تعميمها على المجتمع وكيف افسرها هل هي طبيعيه ام شاذ هامه ام سويه .. وهل هي غالبه ام وظاهره وعامه ام طبيعيه ..؟؟
فأنت ترى ان هذا البحث يختلف عن بحث في قابلية الحديد للتمدد والخشب للاحتراق والماء للغليان عند عرضها على النار فمثل هذا لانسبيه فيه ولا يختلف بأختلاف الاشخاص والازمان والامكان .. قال بعض المختصين ان الشئون الحضاريه والاجتماعيه في علم النفس مثل الهواء في الارض والدم في البدن ضروريه والهواء قد يتلوث والدم قد يفسد وكذا البيئه قد تفسد فيفسد التفكير ..
فإن قيل ان الايدلوجيه لا تدخل في العلم ؟؟
اجيب ان الايدلوجيه هي اجابه خاطئه وملزمه والعلميه هي اجابه صحيحه وملزمه والاسلام لا يفرض على علم النفس اجابه خاطئه وملزمه وأنما يفرض عليه اجابه ملزمه في شي لا يدركه العقل البشري كالحديث عن الغيوب وتفاصيل الفضائل والمحاسن التى لا يتسقل العقل بمعرفتها .. ثم ان الايدلوجيا الوضعيه الزمت الناس بالمنهج التجريبي في العلوم الانسانيه وهو منهج نسبي ظني لا قطعي وقبلت بتنوع المدراس التفسيريه .. ثم ان مفهوم الاسلام العلم يقتصر على العلوم التجريبه عندهم وعندنا تثبت المعرفه بالعقل والوحي والالهام والحس والتجربه فنحن لم نضع انفسنا في غرفه مغلقه او نعزل بين التفكير الديني والانساني وكأننا في غرفتين منعزلتين .. ومفهوم الانسان عندنا انه ذا طبيعة مزوجه ففيه غريزه الجسد واشراق الروح .. والانسانيه ان تحقق هذين الامرين فيك .. فليس الانسان ارواء للجسد بالشهوات ولا خضوع للروح بالصلوات واهمال للجسد بل هي اعطاء الجسد حقه والروح حقها ..
والعلم بصيغته المجرده معني كلي مطلق يختلف معناه بحسب الاضافه وعلى حسب الاضافه تكون طبيعة البحث فيه الموصله للحقيقه ..
وقام علم النفس الروسي على اربع مسلمات
1 – الحتميه بين السبب والاثر ونحن نقول بالعاده بين السبب والاثر التى قد تبطل
2 – الانعكاس هو عكس العالم الخارجي على العقل في مستويات متعدده يظهر من خلالها الوعي والاحساس والشعور والعواطف ونحن نقول ان العالم الخارجي ليس هو المؤثر الوحيد والنفس ليس تعكس فيه وانما تتفاعل وعندنا عالم الغيب وعالم الشهود وما جبل عليه الانسان من الخصائص والمقومات ..
3 – الماديه التاريخيه للظاهره النفسيه فالانسان لا يفهم الا في سياق غائي لانه ابن التاريخ لا ابن الجسد فالصراع الطبقي يخلق في النفس ظواهر متعدده من حب وكره وادارك وتصور وارده والصواب ان الظواهر النفسيه تعمتد على التكوين الجسدي الغددي والعصبي والتأثير الاجتماعي الاني والتاريخي والطبع الوراثي الفطري والوالدي
4 – الماديه الجدليه في النمو النفسي أي ان الانسان محكوم بالصراع بين الدوافع والاهداف عبر الاطروحة والنقيض والتركيب .. فالطريقة التى ينعكس فيها العالم الخارجي في نفسك هي الظواهر النفسيه وهي محكومه بعوامل اجتماعيه تاريخيه ثم عوامل بيولوجيه .. والامراض النفسيه سببها البناء الطبقي للمجتمع الذي يفرز الشعور بالظلم والحرمان والتكبر والاستعلاء لا بسبب الاحباط وكبت الدوافع الجسميه والنفسيه .. والعلاج يكون بالعمل المنتج الذي يحسس الانسان بأحترامه لنفسه ويربطه بالواقع ويخرجه من عزلته الانفعاليه حتى تعود اليه ثقته بنفسه ..
فأنت ترى انهم يؤمنون بالحتميه الاجتماعيه في التأثير على الظواهر النفسيه التى انها انعكاس للواقع الاجتماعي
ما حاجتنا للتأصيل ؟؟
نفسيه بحيث ننظر الى الظواهر النفسيه من خلال زاوية حضاريه واقعيه اجتماعيه .. لغويه ننتج لغات خاصه بنا بدون ترجمه عقيمه مربوطه بالاساطير التراثيه الغربيه اوالمجتمعات الغربيه وتوحيد علماء المسلمين وتقدم جهد اسلامي معرفي وحاجه حضاريه حتى لا يفسر اسلامنا بنظرياتهم ونكون مستهلكون فقط .. وحاجة انسانيه لان ديننا ورؤتنا يحتاج اليها العالم اليوم .. وليس الهدف ان نبحث في علم الاجتماع الديني او في علم تقريب بين بعض فروع علم النفس والنصوص بل نريد انتاج معرفي اسلامي يتماز بالاصاله والمعاصره .. وينافس الغرب والشرق في الانتاج المعرفي ..
وأول من سمي علم النفس الاسلامي الاستاذ احمد فؤاد الاهواني عام 1963م
الزنقب غير متصل