اﳌنطقيات
كل لفظ ﻻ تريد أن تدل ﲜزء منه على جزء من معناه فهو مفرد، كقولك: إنسان، فانك ﻻ تدل بأجزائه فيه على
شئ.
وكل لفظ تريد أن تدل ﲜزء منه على جزء من معناه فهو مركب، كقولك: رامى اﳊجارة، فانك تدل برامي على
شيء وباﳊجارة على شيء آخر. سواء كانت كثﲑة ﰱ التوهم أو ﰱ الوجود.
وكل لفظ ﻻ ﳝكن أن تدل به ﲟعناه الواحد على كثﲑين يشتركون فيه فهو جزئى، كقولك: زيد.
الكلى الذاتى هو الذى توصف به ذات الشئ ﰱ ذاته، كما توصف النار باﳊرارة واليبوسة اللتﲔ ﰱ ذاا.
والكلى العرضى هو الذى توصف به ذات الشئ بعد ذاته، كالسواد والبياض ﰱ اﻹنسان.
اﳌقول ﰱ جواب ما هو: هو الذى يدل على كمال حقيقة ما يسأل عن ماهيته.
اﳌقول ﰱ جواب أى ما هو: هو الكلى الذاتى الذى ﳝيز شيئا عما يشاركه ﰱ ذاتى له.
اﳌقول ﰱ جواب ما هو بالشركة: ما يكون داﻻً على كمال حقيقة أشياء يسأل عنها معاً، وﻻ يكون كذلك
ﻷفرادها.
اﳉنس: هو اﳌقول على كثﲑين ﳐتلفى اﳊقائق ﰱ جواب ما هو.
الفصل: هو اﳌقول على كلّى ﰱ جواب أى ما هو.
النوع :هو أخص كلّيﲔ مقولﲔ ﰱ جواب ما هو.
اﳋاصة: هى كلّية عرضية مقولة على نوع واحد.
العرض العام: هو كلى عرضى يقال على أنواع كثﲑة.
فصل
كل لفظ مفرد يدل على شيء من اﳌوجودات
فإما أن يدلّ على جوهر، وهو ما ليس وجوده ﰱ موصوف به قائم بنفسه مثل إنسان وخشبة، وإما أن يدل على
كمية: وهو ما، لذاته، ﳛتمل اﳌساواة بالتطبيق أو التفاوت فيه، إما تطبيقاً متصﻼً ﰱ الوهم - مثل اﳋط والسطح
والعمق والزمان، وإما منفصﻼً كالعدد، - وإما على كيفية وهو كل هيئة غﲑ الكمية مستقرة ﻻ نسبة فيها، مثل
البياض والصحة والقوة والشكل: - وإما على إما تطبيقاً متصﻼً ﰱ الوهم - مثل اﳋط والسطح والعمق والزمان،
وإما منفصﻼً كالعدد، -وإما على كيفية وهو كل هيئة غﲑ الكمية مستقرة ﻻ نسبة فيها، مثل البياض والصحة
والقوة والشكل؛ - وإما على إضافة كالبنوة واﻷبوة؛ - وإما على أين كالكون ﰱ السوق والبيت؛ - وإما على مﱴ كالكون فيما مضى أو فيما يستقبل أو ﰱ زمان بعينه؛ - وإما على الوضع ككل هيئة للكلّ من جهة أجزائه كالقعود
والقيام والركوع؛ - وإما على اﳌِلك واﳉِدة كالتلبس والتسلح؛ - وإما على أن يفعل شئ، مثل ما يقال: هو ذا
يقطَع، هو ذا يحرِق؛ - وإما أن ينفعل شىءٌ، كما يقال: هو ذا ينقطع، هو ذا ﳛترق.
فهذه هى اﳌقوﻻت العشر.
فصل
اللفظ الذى يقع على أشياء كثﲑة
إما أن يقع ﲟعﲎ واحد على السواء وقوع اﳊيوان على اﻹنسان والفَرس، ويسمى متواطئاً؛ - وإما أن يقع ﲟعانٍ
متباينة وقوع العﲔ على الدينار والبصر، ويسمى مشتركاً؛ - وإما أن يقع ﲟعﲎ. واحد ﻻ على السواء، ويسمى
مشكﱢكاً: وقوع اﳌوجود على اﳉوهر والعرض.
اﻻسم: لفظ مفرد يدلّ على معﲎ دون زمانه اﶈّصل.
الكلمة: وهى الفعل: لفظ مفرد يدلّ على معﲎ وعلى زمانه، كقولنا: مضى.
القول: كل لفظٍ مركب.
والقول اﳉازم: ما احتمل أن يصدق به، أو يكّذب به، وهو القضية.
والقضية اﳊملية: هى الﱴ ﳛكم فيها بوجود شىء هو اﶈمول، لشىء هو اﳌوضوع؛ أو بعدمه له: كقولنا: زيد
كاتب، زيد ليس بكاتب؛ واﻷول يسمى إﳚاباً، والثاﱏ يسمى سلباً.
والقضية الشرطية اﳌتصلة: هى الﱴ ﳛكم فيها بتلو قضية تسمى تاليا لقضية أخرى تسمى مقدما؛ أو ﻻ تلوه. واﻷول
هو اﻹﳚاب، كقولك: إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود؛ والثاﱏ هو السلب: كقولك: ليس إذا كانت
الشمس طالعة فالليل موجود.
والشرطية اﳌنفصلة هى الﱴ ﳛكم فيها بتكافؤ القضيتﲔ ﰱ العناد، أو سلب ذلك: مثال اﻷول: إما أن يكون هذا
العدد زوجا، وإما أن يكون فردا؛ مثال الثاﱏ: ليس إما أن يكون هذا زوجا، وإما أن يكون فردا.
والقضايا اﳊملية ﲦان: شخصية موجبة، كقولك: زيد كاتب؛ وشخصية سالبة، كقولك: زيد ليس بكاتب -
واﳌوضوع فيهما ﲨيعا لفظ جزئى؛ ومهملة موجبة، كقولك: "إن اﻹنسان لفى خسر"؛ ومهملة سالبة كقولك:
اﻹنسان ليس ﰱ خسر - واﳌوضوع ﰱ كليهما كلى، وتقدير اﳊكم عليه مهمل؛ وﳏصورة كلية موجبة كقولك:
كل إنسان حيوان؛ وﳏصورة كلية سالبة كقولك: ليس وﻻ واحد من الناس ﲝجر؛ وجزئية موجبة كقولك: بعض
الناس كاتب؛ وجزئية سالبة كقولك: ليس كل إنسان بكاتب، وبعض الناس ليس بكاتب - فان كلتيهما تسلبان عن
البعض وﳚوز أن يكون ﰱ البعض إﳚاب.
والنقيضتان ﰱ الشخصيات ﳘا قضيتان ﳐتلفتان باﻹﳚاب والسلب بعد اﻻتفاق ﰱ معﲎ اﳌوضوع واﶈمول والشرط
واﻹضافة واﳉزء والكل - إن كان هناك جزء وكل - والفعل والقوة والزمان واﳌكان؛ - وﰱ اﶈصورات أن تكون هذه الشرائط موجودة، ﰒ أحدﳘا كلى واﻵخر جزئى. جهات القضايا ثﻼثة: الواجب، واﳌمكن، واﳌمتنع: الواجب
كقولك: اﻹنسان حيوان، واﳌمتنع كقولك: اﻹنسان حجر، واﳌمكن كقولك: اﻹنسان كاتب.
العكس: يصﲑ اﳌوضوع ﳏموﻻ واﶈمول موضوعا مع بقاء اﻹﳚاب والسلب والصدق على حاله. - الكلية السالبة
تنعكس مثل نفسها: فإنه إذا ﱂ يكن شىء من كذا ذاك، فﻼ شىء من ذاك كذا: فانه إذا ﱂ يكن أحد من الناس
حجرا، فﻼ يكون أحد من اﳊجارة إنسانا. فأما الكلية اﳌوجبة واﳉزئية اﳌوجبة فﻼ ﳚب أن تنعكسا كليتﲔ :فإنه
ليس إذا كان كل إنسان حيوانا أو بعض اﳌتحركﲔ أسود، ﳚب من ذلك أن يكون كل حيوان إنسانا أو كل أسود
متحركا - ولكن ﳚب أن تنعكس جزئية: فإنه إذا كان كل كذا أو بعض كذا ذاك فبعض ذاك الذى هو كذا هو
كذا. - واﳉزئية السالبة ﻻ تنعكس: إذ ليس إذا ﱂ يكن كل حيوان إنسانا ﳚب أن ﻻ يكون كل إنسان حيوانا.
القياس
القياس مؤلف من أقوال إذا سلمت لزم عنها لذاا قول آخر - مثال ذلك أنك إذا سلمت أن كل جسم مؤلف،
وكل مؤلف ﳏدث - لزم من ذلك أن كل جسم ﳏدث.
والقياس منه اقتراﱏ، ومنه استثنائى. واﻻقترانيات ﰱ اﳊمليات ثﻼثة أشكال: شكل يكون فيه ما هو متكرر ﰱ
اﳌقدمتﲔ ﳏموﻻ ﰱ إحدى القضيتﲔ موضوعا ﰱ الثاﱏ، وهذا يسمى شكﻼ أوﻻ، أو يكون هذا اﳌتكرر ﳏموﻻ فيهما
ﲨيعا، ويسمى الشكل الثاﱏ؛ أو موضوعا فيهما ﲨيعا، ويسمى الشكل الثالث. ومن شأن هذا اﻷوسط أن ﳚمع بﲔ
الطرفﲔ بنتيجة وﳜرج من البﲔ فيصﲑ أحد الطرفﲔ موضوعا ﰱ النتيجة ويسمى اﳊد اﻷصغر ومقدمته صغرى،
واﻵخر يصﲑ ﳏموﻻ ﰱ النتيجة ويسمى حدا أكﱪ ومقدمته كﱪى.
فصل
الشكل اﻷول ﻻ ينتج إﻻ أن تكون الصغرى موجبة
والكﱪى كلية
وتكون العﱪة ﰱ الكيفية: أعﲎ اﻹﳚاب والسلب، وﰱ اﳉهة :أعﲎ الضرورة وغﲑ الضرورة الكﱪى. مثال اﻷول:
كل ح ب، وكل ب ا كيف كان - فكل ح ا كذلك. إﻻ أن تكون الصغرى ﳑكنة والكﱪى مطلقة فالنتيجة ﳑكنة.
وللثاﱏ: كل ح ب، وﻻ شىء ﳑا هو ب ا كيف كان، فﻼ شىء ﳑا هو ح ا كذلك. والثالث: بعض ح ب، وكل ب
ا كيف كان، فبعض ح ا كذلك. والرابع: بعض ح ب، وﻻ شىء من ب ا، فليس بعض ح ا. وما عدا هذا فليس
تلزم عنه النتيجة.
الشكل الثاﱏ شريطته أن تكون الكﱪى كلية وﳜتلفان باﻹﳚاب والسلب. فالضرب اﻷول منه قولك: كل ح ب،
وﻻ شىء من ا ب - ندعى أنه يلزم منه: ﻻ شىء من ح ا. برهان ذلك: أنا نعكس الكﱪى فتصﲑ: ﻻ شىء من ب
ا، ونرجع إﱃ الشكل وننتج ذلك. الضرب الثاﱏ: ﻻ شىء من ح ب، وكل ا ب ينتج كذلك، ويبﲔ بعكس
الصغرى فينتج: ﻻ شىء من ا ح، ﰒ ينعكس: فﻼ شىء من ح ا. - الضرب الثالث مثل قولك :بعض ح ب، وﻻ شىء من ا ب، ينتج: ليس بعض ح ا ويبﲔ بعكس الكﱪى. - والضرب الرابع مثل قولك: ليس كل ح ب، وكل ا
ب - ينتج: ليس كل ح ا؛ وﻻ يبﲔ ذلك بالعكس بل باﻻفتراض :ليكن البعض الذى هو ح وليس ب هو د فيكون:
ﻻ شىء من د ب، وكل ا ب ينتج: ﻻ شىء من د ا، ود بعض ح فيكون كل ح ا. والعﱪة ﰱ اﳉهة للسالبة، ﻷن
السالبة ترجع كﱪى ﰱ الشكل اﻷول بعكس أو افتراض. وكانت العﱪة ﰱ اﳉهة ﰱ الشكل اﻷوﱃ للكﱪى. واﳊق
أنه إذا اختلط ضرورى وغﲑ ضرورى فالنتيجة ضرورية.
الشكل الثالث شريطته أن تكون الصغرى موجبة وﻻ بد من كلية. - الضرب اﻷول منه: كل ب ح، وكل ب ا
ينتج :بعض ح ا - ويرجع إﱃ اﻷول بعكس الصغرى. والضرب الثاﱏ: كل ب ح، وﻻ شىء من ب ا فﻼ كل ح
ا - ويرجع إﱃ اﻷول بعكس الصغرى. والضرب الثالث: بعض ب ح، وكل ب ا ينتج: بعض ح ا - ويبﲔ بعكس
الصغرى. الضرب الرابع: كل ب ح، وبعض ب ا، ينتج: بعض ح ا ويبﲔ بعكس الكﱪى ﰒ عكس النتيجة، أو
باﻻفتراض: بأن نفرض الشىء الذى هو بعض ب ا هو د، ويكون كل د ا، فإذا قلنا: كل د ب، وكل ب ح ينتج:
كل د ح. ﰒ إذا قلنا: كل د ح ، وكل د ا ينتج: ح ا. - الضرب اﳋامس: كل ب ح، وليس كل ب ا ينتج: ليس
كل ح ا، وﻻ يبﲔ بالعكس بل باﻻفتراض. - الضرب السادس: بعض ب ح، وﻻ شىء من ب ا، فليس بعض ح ا
يتبﲔ بعكس الصغرى. والعﱪة ﰱ اﳉهة الكﱪى، فاا تصﲑ كﱪى ﰱ اﻷول بعكس أو افتراض اللهم إﻻ أن تكون
الصغرى ﳑكنة والكﱪى مطلقة.
واعلم أنه قد يقترن من الشرطيات اﳌتصلة قرائن على ﳕط هذه اﻷشكال. فاجعل بدل اﳌوضوع: مقدما، وبدل
اﶈمول: تاليا. فان كان اﳌقدم ﰱ أحدﳘا تاليا ﰱ اﻵخر فهو الشكل اﻷول. وإن كان تاليا ﰱ كليهما فهو الشكل
الثاﱏ. وإن كان مقدما ﰱ كليهما فهو الشكل الثالث .والشرطية الﱴ "3ب" تتألف من اﳌقدم والتاﱃ الطرفﲔ هى
النتيجة. والشرائط تلك الشرائط. والكلية اﳌوجبة ﰱ اﳌتصﻼت كقولنا: كلما كان ا ب فيكون ح ء. والكلية
السالبة فيها كقولنا: ليس ألبتة إذا كان ا ب فيكون ح ء؛ واﳉزئية اﳌوجبة كقولك: قد يكون إذا كان ا ب ف ح
ء؛ واﳉزئية السالبة كقولك: قد ﻻ يكون إذا كان ا ب ف ح ء، أو ليس كلما كان ا ب ف ح ء. مثال الضرب
اﻷول من الشكل اﻷول: كلما كان ا ب ف ح ء، وكلما كان ح ء ف ه ز - ينتج: كلما كان ا ب ف ه ز. -
ومثال الضرب اﻷول من الشكل الثاﱏ: كلما كان ا ب ف ح ء، وليس ألبتة إذا كان ه ز ف ح ء - ينتج: ليس
ألبتة إذا كان ا ب ف ه ز - ويبﲔ كذلك بالعكس. ومثال الضرب اﻷول من الشكل الثالث: كلما كان ح ف ا
ب، وكلما كان ح ء ف ه ز - ينتج: قد يكون إذا كان ا ب ف ه ز - ويبﲔ بالعكس. - ﰒ عليك سائر التراكيب
وامتحاا واﻻفتراض فيها كقولك: ليس كلما كان ح ء ف ه ز، وكلما كان ا ب ف ه ز - نقول ينتج: ليس كلما
كان ح ء ف ا ب - برهان ذلك: إما نفس الوضع الذى يكون فيه ح ء وﻻ يكون فيه ه ز وذلك عندما يكون ح ط
فيكون: ليس ألبتة إذا كان ح ط ف ه ز وكلما كان ا ب ف ه ز، فليس ألبتة إذا كان ح ط ف ا ب. ﰒ نقول: قد
يكون إذا كان ح ء ف ح ط، وليس ألبتة إذا كان ح ط ف ا ب - ينتج: ليس كلما كان ح ء ف ا ب.
لقياسات اﻻستثنائية إما أن تكون من اﳌتصﻼت
وإما أن ﻻ تكون من اﳌتصﻼت
فالذى من اﳌتصلة فاما أن يكون اﻻستثناء بعﲔ اﳌقدم فينتج عﲔ التاﱃ: كقولك: إن كان هذا إنسانا فهو حيوان،
لكنه إنسان فهو حيوان؛ وﻻ ينتج استثناء نقيض اﳌقدم كقولك: لكنه ليس بانسان، فﻼ يلزم منه أنه حيوان أو ليس
ﲝيوان. فإن كان اﻻستثناء من التاﱃ فإن استثنيت نقيض التاﱃ أنتج نقيض اﳌقدم، كقولك: ولكن ليس ﲝيوان،
فينتج: فليس بانسان. وأما إذا استثنيت عﲔ التاﱃ ﱂ يلزم أن ينتج شيئا كقولك: لكنه حيوان، فليس "4ا" يلزم أنه
إنسان أو ليس بانسان.
وأما من الشرطيات اﳌنفصلة فإذا استثنيت عﲔ واحد منها أنتج نقيض البواقى ﲝاﳍا منفصلة إن كانت كثﲑة، أو
نقيض الباقية ﲝاﳍا. مثال اﻷول: هذا العدد إما زائد، وإما ناقص، وإما مساو. فان استثنيت أنه ناقض أنتج: فليس
بزائد وﻻ مساو أو ليس إما زائدا وإما مساويا. مثال الثاﱏ: هذا العدد إما أن يكون زوجا، وإما فردا؛ لكنه فرد،
فليس بزوج. وأما إذا استثنيت نقيض واحد منها أنتج عﲔ البواقى ﲝاﳍا أو عﲔ الواحد الباقى ﲝاله - مثاله: لكنه
ليس بزائد، فهو إما ناقص وإما مساو. وأيضا: لكنه ليس بفرد فهو زوج.
وأما إن كانت اﳌنفصﻼت غﲑ حقيقية - وهى الﱴ نكون من موجبات وسوالب، أو سوالب كلها، فﻼ ينتج إﻻ
استثناء النقيض - مثاله: إما أن يكون عبد اﷲ ﰱ البحر، وإما أن ﻻ يغرق، لكنه يغرق، فهو ﰱ البحر؛ لكنه ليس ﰱ
البحر، فهو ﻻ يغرق. وإذا قلت: لكنه ﰱ البحر أو ﻻ يغرق - ليس يلزم منه شىء. وكذلك: إما أن ﻻ يكون زيد
حيوانا، وإما أن ﻻ يكون زيد نباتا، لكنه حيوان فليس بنبات؛ فليس ﲝيوان. وﻻ يلزم من قولك إنه ليس ﲝيوان أو
ليس بنبات شىء. - واﳌنفصلة اﳊقيقية هى الﱴ يدخلها لفظة: "ﻻ ﳜلو."
فصل
قياس اﳋلف
هو أن يأخذ نقيض اﳌطلوب ويضيف إليه مقدمة صادقة على صورة قياس منتج فينتج شيئا ظاهر اﻹحالة، فيعلم أن
سبب تلك اﻹحالة ليس تأليف القياس وﻻ اﳌقدمة الصادقة، بل سببها إحالة نقيض اﳌطلوب - فإذن هو ﳏال،
فنقيضها حق. فإن شئت أخذت نقيض اﶈال وأضفت إﱃ اﳊقة فينتج اﳌطلوب على اﻻستقامة.
اﻻستقرار: هو أن تنتج حكما على كلى لوجوده ﰱ جزئياته كلها أو بعضها، كما ﲢكم أن كل حيوان ﳛرك عند
اﳌضغ فكه اﻷسفل. - وهذا ﻻ يوثق به: فرﲟا كان اﳊيوان ﳐالفا ﳌا رأيت كالتمساح.
التمثيل: هو اﳊكم على غائب ﲟا هو موجود ﰱ مثال الشاهد. ورﲟا اختلف. وأوثقه ما يكون اﳌماثل به "4ب" أو
اﳌشترك فيه علة للحكم ﰱ الشاهد - وليس بوثيق: فرﲟا كان علة اﳊكم ﰱ الشاهد ﻷجل ما هو شاهد ورﲟا كان
اﳌشترك معﲎ كليا ينقسم إﱃ جزئﲔ فتكون العلة أحد اﳉزئﲔ، وﱂ يدخل التفصيل ﰱ القسمة اﳌؤدية إﱃ العلة. فان
ﱂ يكن هذان اﳌانعان وصح أن اﳊكم لعلة انقلب التمثيل برهانا. الضمﲑ: قياس تذكر فيه صغراه فقط، كقوﳍم: فﻼن يطوف ليﻼ فهو إذن ﳐتلط - وحذفت الكﱪى إما لﻼستغناء
به، أو للمغالطة.
فصل
اﳌقدمات الﱴ منها تؤلف الﱪاهﲔ هى اﶈسوسات
كقولنا: الشمس مضيئة .واربات كقولنا: الشمس تشرق وتغرب، والسقمونيا تسهل الصفراء واﻷوليات كقولنا :
الكل أعظم من اﳉزء، واﻷشياء اﳌساوية لشىء واحد متساوية . والتوترات كقولنا: إن مكة موجودة.
وأحق الﱪاهﲔ باسم الﱪهان ما كان اﳊد اﻷوسط سببا لوجود اﻷكﱪ واﻷصغر كقولنا: هذه اﳋشبة تعلق ا النار،
وكل ما تعلق به النار . فهذه اﳋشبة احترقت. والذى بعكس هذا يسمى دليﻼ.
الﱪهان ﰱ العلوم إﳕا يتألف من مقدمات ذاتية اﶈموﻻت. ﰱ ﳏموﳍا أمور مقومة ﳌوضوعاا كاﳊيوان لﻺنسان، أو
خاصة ﳍا أو ﳉنسها من كاﻻستقامة للخط واﳌساواة له. - والكﱪيات ﰱ الﱪاهﲔ أكثرها من اﻷمور الذاتية ﲟعﲎ
الثاﱏ.
لكل علم برهاﱏ شىء هو موضوعه: كاﳌقدار للهندسة، ومبادىء له مقدمات أو حدود؛ وما كان من اﳌبادىء غﲑ
بﲔ بنفسه يبﲔ ﰱ علم آخر -.مثل هى اﳌطلوبات، ورﲟا صارت اﳌطلوبات مقدمات ﳌطلوبات أخرى.
اﳌطلب ب "هل "يتعرف حال الوجود أو العدم. اﳌطلب ب "ما" يتعرف حال شرح اﻻسم. فإن كان الشىء
موجودا فيطلب باﳊقيقة حده أو رﲰه، واﳊد من أجناس وفصول، والرسم من أجناس وخواص .واﳌطلب ب
"الكيف" يطلب حاله، وب "اﻷى" خاصيته الﱴ يتميز ا، وب "ﱂ "علته.
والقياسات اﳉدلية مقدماا هى اﻷمور اﳌشهورة الﱴ يراها اﳉمهور وأرباب الصنائع، فرﲟا كانت أولية ورﲟا كانت
غﲑ أولية "5ا" ﲢتاج أن تبﲔ. ورﲟا ﱂ تكن صادقة وإﳕا تدخل ﰱ اﳉدل ﻻ من حيث هى صادقة أو كاذبة، وأولية
وغﲑ أولية، بل من حيث هى مشهورة كقوﳍم: الكذب قبيح. فأما السائل من اﳉدليﲔ فله أن يستعمل اﳌقدمات
اﳌسلمة من ايب وإن ﱂ تكن مشهورة. واﳌشهورات الﱴ ليست بأولية وﱂ يقم عليها برهان من ﲨلة الصادقة فيها
فاﳕا تصﲑ عند اﳉمهور كاﻷوليات بسبب التمرن واﻻعتياد، حﱴ لو توهم اﻹنسان نفسه خلق ﰱ اﳋلقة اﻷوﱃ
عاقﻼ وشكك نفسه فيها أمكنه أن يشك، وﻻ يشك ﰱ اﻷوليات.
القياسات اﳌغالطية: مقدماا مقدمات مشبهة وقياساا قياسات مشبهة، واﳌقدمات اﳌشبهة هى الﱴ تشبه اﳊق ﻷجل
مشاركة ﰱ اﻻسم أو مشاركة ﰱ صفة من الصفات العامة أو ﻹغفال شرط من القوة والفعل والزمان واﻹضافة
واﳌكان، وما ذكرناه ﰱ شرائط النقيض الﱴ ا يتميز اﳊق من الشبيه. ورﲟا كانت وﳘية، وهى أحكام الوهم ﰱ
أمور معقولة على ﳓو أحكامها ﰱ اﶈسوسة، فيكاد تشبيه اﻷوليات كحكم من حكم أنه ﻻ وجود لشىء ليس ﰱ
داخل العاﱂ وﻻ ﰱ خارجه. وأما القياسات اﳌشبهة فهى الﱴ تفقد الشرائط اﳌذكورة ﰱ اﳌنتجات. والتحرز من ذلك
بأن ﳜطر حدود القياس مرتبة مفردة معاﱏ اﻷلفاظ، وﳚتهد ﰱ أن ﻻ يقع اﻷوسط ﰱ إحدى اﳌقدمتﲔ إﻻ ﳓو وقوعه ﰱ اﻷخرى، واﻷكﱪ وﻷصغر ﰱ القياس إﻻ ﳓو وقوعها ﰱ النتيجة ﰱ اﳌعﲎ وﰱ الشرائط وﰱ اﻻعتبارات كلها بﻼ
اختﻼف ألبتة، وأن ﳛذر اﳌهمل وﻻ يستعمله أصﻼ.
فصل
القياسات اﳋطابية
تكون مؤلفة من مقدمات مقبولة أو مظنونة أو مشهورة ﰱ أول ما يسمع غﲑ حقيقية - مثال اﳌقبولة أن يقال: هذا
نبيذ مطبوخ، والنبيذ اﳌطبوخ ﳛل شربه فهذا ﳛل شربه - والكﱪى مقبولة ليست بينة وﻻ مشهورة، إﳕا هى مقبولة
من أﰉ حنيفة. - وأما اﳌظنونة فكما يقال: فﻼن يطوف بالليل ومن يطوف بالليل فهو سارق -.ومثال اﳌشهورة ﰱ
بادىء الرأى قولك: فﻼن أخوك الظاﱂ، واﻷخ الظاﱂ ينبغى أن ينصر وإن كان ظاﳌا - فإن هذا أول ما يسمع يظن
"5ب" أنه مشهور، لكنه باﳊقيقة ليس مشهور، بل اﳌشهور: الظاﱂ ﻻ ينصر وإن كان أخا.
ومنفعة القياسات اﳋطابية ﰱ اﻷمور اﳌدنية من اﳌنع والتحريض والشكاية واﻻعتذار واﳌدح والذم وتكبﲑ اﻷمور
وتصغﲑها.
فصل
القياسات الشعرية من مقدمات ﳐيلة
وإن كانت مع تلك ﻻ يصدق ا، لكنها تبسط الطبع ﳓو أمر وتقبضه عنه مع العلم بكوا كاذبة كمن يقول: ﻻ
تأكل هذا العسل فانه مرة مقيئة، واﳌرة اﳌقيئة ﻻ تؤكل، فيهم الطبع أنه حق مع معرفة الذهن بأنه كاذب فيتقزز
عنه. وكذلك ما يقال بأن هذا أسد وهذا بدر فيحس به شىء ﰱ العﲔ مع العلم بكذب القول.
ومنافع القياسات الشعرية قريبة من منافع القياسات اﳋطابية فإا إﳕا يستعان ا ﰱ اﳉزئيات من اﻷمور دون
الكليات والعلوم.
فهذا آخر اﳌنطقيات من عيون اﳊكمة، وصلى اﷲ على اﳌصطفﲔ من عباده عموما، وخصوصا على نبينا ﳏمد وآله
الطاهرين.
فصل
كل ﳏمول ننسبه على موضوع
فاما جنس كقولك: اﻹنسان حيوان، وإما فصل كقولك :اﻹنسان ناطق، وإما فصل اﳉنس كقولك: اﻹنسان
حساس، وإما جنس الفصل كقولك: اﻹنسان حساس، وإما جنس الفصل كقولك: اﻹنسان مدرك، وإما جنس
اﳉنس كقولك: اﻹنسان جسم، وإما فصل الفصل كقولك: اﻹنسان ﳑيز - وقد ﳝكن أن يركب تركيبا ثالثا - وإما
عرض خاص كقولك: اﻹنسان ضحاك، هذا العرض من ﲨلة ما يسمى ﰱ كتاب الﱪهان عرضا ذاتيا؛ وإما خاصة
اﳉنس كقولك: اﻹنسان متحرك باﻹرادة، وإما خاصة الفصل، وهى بعينها خاصة الشىء إن كان الفصل مساويا
وليست ﲞاصية إن كان الفصل أعم - مثاله: اﻹنسان متحيف. ومن هذا الباب خاصة فصل اﳉنس. - وإما عرض عام ويدخل فيه خاصة اﳉنس وعرض اﳉنس وخاصة اﳉنس وخاصة الفصل الذى هو أعم. فجميع ذلك عرض
عام، وما سوى ذلك فهو كواذب ﻻ ﲢمل الشىء .وﲨيع ذلك إما باﳊقيقة، وإما بأغلب الظن.
اﶈموﻻت ﰱ الﱪاهﲔ اﻷجناس وفصوﳍا، والفصول وأجناسها وفصوﳍا، واﻷعراض اﳋاصة، وﻻ يدخل فيها
اﻷعراض العامة الﱴ تكون عارضة أوﻻ ﳉنس موضوع علم الشىء، ويدخل فيه علم اﻷعراض العامة. وإذا كانت
تعرض للشىء من غﲑ أن تعرضه ﳉنسه أوﻻ وبالعموم، وأعﲎ بالشىء ﻻ موضوع اﳌسألة بل موضوع الصناعة
كاﳌقدار للهندسة. وإﳕا يدخل ﰱ الﱪاهﲔ ما كان من ذلك حقا ﰱ نفسه، ﻻ ما يكون مشهورا.
فاﻷمور الداخلة ﰱ الﱪاهﲔ هى اﳌقدمات للموضوعات ولﻸمور الﱴ تعرض ﲟوضوع الصناعة ﻻ تسلب معﲎ أعم
منه إذ كان تقوﳝه أو عروضه باﳊقيقة ﻻ ﲝسب الشهرة وأغلب الظن.
ﰎ اﳌنطق من عيون اﳊكمة