الموضوع: فلسفة الروقيين
مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 29-05-2014, 09:07 AM   #12
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132

التطير هو أن تعتقد أن مصيبة حصلت بسبب أحد مع أنه لم يفعلها لكنه عليه بعض الذنوب أو المآخذ, مثل رياح أو غرق أو فياضانات, وهذا ما يفعله بعض الناس, بسبب ذنوب أهل تلك المدينة جاء الطوفان أو جاءت المصيبة أو جاءت الحرب, هذا هو التطير, مثلما قال أهل القرية لرسلهم : {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} أي ربطوا المصائب التي تأتيهم بسبب الرسل, فقال لهم الرسل: {قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ} لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى, وهذا هو الصحيح أن كل طائره معه, قال تعالى: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} وقال: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ}.

ما الذي يجعل الإنسان يضحك؟


الضحك على الشيء علامة انفصاله وتميزه عن الحقيقة بوضوح, أما الصناعي (الباطل) الذي لم يصل بعد مرحلة أن تضحك عليه هو مؤلم و متعب, وإذا تميز عندك أصبح مضحك, وهذا من رحمة الله حتى لا يخنقنا الصناعي, فتحتاج إلى مستوى من الفهم حتى تنفر من الباطل, ومستوى أعلى حتى تضحك عليه.

الإنسان يضحك على خلاف الحقيقة, سواء خلاف الحقيقة كوجود مثل من يؤمن بخرافة وجود العفاريت, أو خلاف الحقيقة بالتوصيف و التحديد مثل من يحسب الحمار حصانا, أو مخالفة واضحة للمنطق مثل من يريد أن يزيل جبلا بملعقة, أو استخدام كلمة بغير محلها في اللغة.

معنى هذا أن العقاد في كتابه: (جحا الضاحك المضحك) لم يكن دقيقا حين قال أن الضحك أساسه التناقض, فالتناقض من ضمن الأشياء التي تخالف الحقيقة, فأساس الضحك مخالفة الحقيقة.

وعلى هذا الإنسان الطبيعي يضحك على الإنسان الصناعي أكثر من أن الإنسان الصناعي يضحك على الإنسان الطبيعي لأن الصناعي يخالف الحقيقة أكثر. ولهذا الضحك خاصة الإنسانية كما ذكر العقاد ولا يوجد حيوانات أو طيور تضحك, لأن الضحك مبني على التمييز. على قدر سعة المجالات التي تستطيع أن تضحك عليها على قدر سعة تمييزك بشرط أن تكون أخلاقية, الأطفال مثلا حين يشاهدون مسرحية كوميدية لا يضحكون إلا على المشاهد الواضحة لهم مثل يمشي و يسقط فجأة, لهذا القريب من مستواك الفكري هو يضحك من نفس الأشياء التي تضحك منها.

في المقالب المؤلمة يحصل مشاهد مخالفة للإنسانية, مثل من يمسك بيد شخص أعمى ويسير به إلى حفرة ليسقط فيضحك عليه, ما يمنع من الضحك هنا هو مخالفة ما حصل للأخلاق و من يضحك فقط من هذا الموقف هو كأنه شيطان ليس عنده شعور إنساني.




لماذا الإنسان الطيب دائما يهان ويخدع ويستغله الناس؟ ألا يوجد حل لهذا؟


ملاحظة: يتردد في هذا المقال ذكر كلمة "الصناعي" وهي: كلمة تشمل كل الأفكار الباطلة سواء مقصودة أو غير مقصودة, والباطل لا أساس له في الطبيعة, لهذا نسمي الحق بالطبيعي, وعليه فالشخص الصناعي هو من يتبنى الأفكار الصناعية سواء بقصد أو بغير قصد, وهي أفكار من صنع الشيطان.


الناس الصناعيين يرون أن الإنسان الذي لا يمارس الصناعي من كذب وغدر وظلم وغيرها هو ضعيف, هم يرون أن القوة في الصناعي والضعف في الطبيعي, و يرون الإنسان الطيب الذي ليس بارعا بالمجالات الصناعية مجال حيوي يريدون استثماره و استغلاله, فالصناعي نظرته شيئية للآخرين, فيرون مثل هذا الإنسان الطيب شيء مفيد يجب استثماره, وكثيرا ما يتجاهلون حتى حقوقه بسبب غلبة نظرتهم الشيئية على نظرتهم الإنسانية, فيبدو لعيونهم أنه روبوت أكثر مما يبدو كإنسان! فيستغلون العامل المخلص مثلا وينسون حتى أنه يجوع وبحاجة إلى أكل! ويرون أنه إذا لم يستغلوه هم سيستغله غيرهم إذن هم أولى به, مثله مثل أي شيء مفيد وصلت إليه قبل غيرك!

إذا دخل الشخص الطيب في مجالات الصناعيين و احتقر الطبيعي الذي عنده سيهزمونه بلا شك وعليه أن يتحمل نتيجة خطأه, "إذا جاريت في خلق سفيها *** فأنت و من تجاريه سواء", فمهما كان الإنسان الطيب لن يستطيع أن يهزم الصناعيين ببذاءة لسانهم و قلة حيائهم, و لن يستطيع أن يكذب ويتآمر مثلهم. ومن هنا تتكون العقد النفسية, حين ندخل في مجالات الصناعيين نريد أن ننجح فيها, لهذا أقول أن العقد هي ذنوب فنحن احتقرنا الطبيعي وصدقنا أن النجاح هو بالخط الصناعي وعندما كسرونا وغلبونا تكونت عندنا العقد.

حتى تهزم الصناعيين بمجالاتهم يجب أن تتبنى الخط الصناعي كله وتعيش فيه وهذا مالا يستطيعه الإنسان الطيب لأنه لا يريده, ولكن الإنسان الطيب يمتلك قوة جبارة لا يمتلكها الصناعيون و يستطيع أن يجعلهم يشعرون بالضعف و الانكسار, وهي قوة المجالات الطبيعية التي هو يعرفها وبارع فيها أكثر منهم, والمثل يقول (اللي تربح فيه العب فيه), فالطبيعي مثلا يعرف قيمة الأشياء ويقدرها لهذا هو يستغل الموجود أفضل منهم, فشيء يرونه الصناعيون لا فائدة منه و يرمونه حين يستلمه الشخص الطبيعي و يشتغل عليه سينبهر منه الصناعيون ويحسدونه عليه. لهذا إذا احترم الإنسان الطيب الطبيعي الذي عنده ولم يجره الصناعيون لمجالاتهم بل هو يجرهم إليها سيهزمهم بسهولة. فمثلا حين تدخل مع شخص صناعي بحوار فكري تجده يحاول أن يسحبك إلى مجالاته الصناعية كالملاغاة و الحيل و البذاءة, ولن تهزمه بهذا, لكن إذا تجاهلت هذا وسحبته إلى مجالاتك الطبيعية كالمنطق و الالتزام بوضوح الفكرة وترابطها وأخلاقيتها ستغلبهم بسهولة. فسحب الصناعيين إلى مجالاتك الطبيعية يهزمهم, ولا يُلجأ إلى العنف والوسائل الصناعية إلا في حال الضرورة كالدفاع عن النفس.

قبضة الطبيعي يجب أن يضعها أمامه ولا يفتح لهم صدره. التعاملات الأخلاقية الطبيعية يعتقد الصناعيون أنها ضعف, لكن في اعتقاد الطبيعيين أنها هي القوة الساحقة, مثل: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}, أليست هذه قوة تحويلية؟ ومثل عدم المقاطعة فيخطئون عليك لكن لا تقاطعهم, هذه قوة وعدم تأثر, أي أن الإنسان الطبيعي المؤمن يحترم الإنسان فيهم ولكن ليس عنده اي احترام للمفكر فيهم, فيأتيك واشي ويقول لك أن فلان لا يحبك فترسل رسالة عبر هذا الواشي أنك تحبه, أليست هذه قوية بقوة الصفعة؟

الطبيعي يدور حول الحق والحقيقة, أليس الحق قوة باعتراف الجميع؟ إذن لماذا نقول أن الطبيعي ليس فيه قوة؟ والله قال : {وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا}, لأنهم مزودين بقوة مع أنهم بشر مثلهم بل و أقل إمكانات منهم, من أين هذه القوة؟ إنها من قوة الطبيعي (الحق).

الإنسان الطبيعي يدور حول الأخلاق أليست الأخلاق قوة؟ لو لم تكن الحق والأخلاق قوة لما تقمصها الصناعيون و مثلوها ليأخذوا شيئا من قوتها, الدين وحب الله أليس قوة؟ لهذا الصناعيون يتلبسون بها أحيانا حتى يأخذوا من قوتها. المعرفة الحقيقية أليست من اهتمام الإنسان الطبيعي؟ و ألم يقال أن المعرفة قوة؟ الإبداع أيضا مفتوح أمام الإنسان الطبيعي لأنه ليس عنده أي قيود بشرية تمنعه من الإبداع والتحرر من النمطية ما لم يخالف أوامر الله. إذن كل أسباب القوة هي بيد الإنسان الطبيعي, فالإنسان الطبيعي هو من لديه العقل ويسير حسب المنطق, وتجد الصناعيون يتمسحون بالمنطق ويدعون العقلانية.

قوة الصناعي أصلا هي بتقمص الطبيعي إذن الطبيعي هو القوة, أليسوا يتقمصون المنطق والرحمة والدين والرأفة بالحيوان.., إذن تلك هي القوة وهي عالم الطبيعي, أي أن الصناعيون عالة على الطبيعي بالقوة! أليس الذكاء قوة؟ الطبيعي يرتبط بالحقيقة والمنطق السليم والأخلاق وقول الحق إذن سيكون ذكي ورأيه صائب وكلامه صحيح. الصبر أليس من صفات الطبيعي؟ أليس الصبر قوة؟ الصناعيون ليس عندهم صبر. فالإنسان الطيب كل الأسلحة عنده لكن لا يستخدمها أو لا يقدر مفعولها.

المشكلة هي بالنظرة الآنية للقوة, القوة ليست آنية, فالإنسان لا يعيش لحظة واحدة بل لحظات كثيرة والنظرة الآنية للقوة من العجلة, فكل شيء يحتاج صبر حتى يعطي مفعوله.

هذا هو منهج القرآن, فالله قال: {إن الله مع الصابرين}, {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}, {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل}, {وجادلهم بالتي هي أحسن}, {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}, {لا يريدون علوا في الأرض}. والقرآن يدعو للعبودية لله والتحرر من سيطرة أفكار الصناعيين وذوقهم ومزاجهم و نقدهم, فالمؤمن يهمه تقييم ربه وليس تقييمهم, و القرآن يدعو للتوكل على الله وعدم الخوف من الناس, كل هذه الاشياء تعطي القوة.

القرآن هو الذي كشف قوة الطبيعي: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه}, {إن الباطل كان زهوقا} {إِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} {وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة}, {فإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون}, {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}, {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}, أي أنهم ليسوا يرونه كذاب بل صادق وأقوى منهم. والقرآن أخبرنا عن نصر الله لعباده المؤمنين وأن الله سيقف معهم, وهذا يعطي شعور بالقوة, ويخبرنا عن نصره لأنبيائه من قبل وتدمير أعدائهم.

الإنسان الطبيعي المؤمن لا يظهر بمظهر المحارب أبدا بل يظهر للناس بوجه الطيب, لكن هذا لا يعني أنه محارب نذل يختبئ ويظهر بالوجه الطيب, كلا ليس هكذا, لأنه لا يقصد الإساءة لهم بل نفعهم بكل الظروف, وبهذا هو يحرجهم ويكشف ضحالة عقولهم وقلة أخلاقهم لأنفسهم.

وهذا حقيقة صادمة لأن أكثر الناس يقولون أن الطيب ضعيف وساذج ويؤكل حقه و يغلب, والأمثال كثيرة بهذا المعنى, مثل: "إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب", "ومن لا يظلم الناس يُظلم", "إنما العاجز من لا يستبد", فيحسبون أن الظلم والاستبداد قوة بينما هو اختيار للضعف والموقف المحرج إذا نظرت للموضوع من الآخِر.

الخطاب الصناعي المكشوف يسبب نفور شديد من الناس و رعب, والصناعي الذي يعلن الصناعي على أنه هو الصواب لا يمكن أن يقبله أحد, مثل من يرى ان قتل الناس وتعذيبهم هو الصواب حتى لو لم يتعرضوا له, مثل هذا الصناعي فاشل و لا يبقى بسبب أنهم أعلنوا الصناعي ولم يخبئوه, لكن الصناعي الذي يجرم ويقتل ولكن يقول أنه من أجل السلام وأنه يحارب أناس مجرمين وخطرين فهذا وضعه أخف من وضع الذي يعلن الصناعي على أنه هو الصواب ويفتخر فيه, فيفتخر بقتله للناس وتعذيبهم ونهب أموالهم, فالصناعي شيء كريه ومخجل ومن يعلنه ويفتخر به سيكون مصيره خوف من الناس منه و نفورهم وبالتالي ضعفه وتوحده.

الصناعيون تأتيهم ضربات مؤلمة وقوية من الطبيعيين لكنهم لا يقولون بسبب قوتها, والشيء إذا تجاوز عن الحد لا يذكر, فالتفوق المتجاوز للحد لا يستطيعون أن يذكره الناس لأنه سيكون على حسابهم.

كثيرا ما يدعي الصناعيون السعادة ويبحثون عن المتعة, ومن أجل هذا يخسرون الكثير ويبذرون, بينما الطبيعي بأشياء قليلة يستطيع أن يكون سعيدا سعادة تجعل الصناعيين يغارون منه, فهم يرون أن أسباب السعادة عندهم أكثر منه ولكنهم ليسوا سعداء مثله, ومن يستهلك رصاصات أكثر من أجل صيد حمامة واحدة لا يجيد الصيد مثل من يصيدها بطلقة واحدة, وهذا ينطبق على المبذرين الذين يبحثون عن السعادة ولا يجدونها بينما الطبيعي بأقل القليل يسعد, إذن الصناعيون لا يعرفون فن السعادة رغم بحثهم الشديد عنها, والسعادة هي الشيء الوحيد الذي إذا طُلب لذاته هرب (وهذه تصلح أن تكون لغزا), لكن أن تطلب الاستقامة والخير ستتعثر بالسعادة في طريقك. الصناعيون يتخبطون ويسرفون بحثا عن السعادة ويضحون من أجلها و لا يحصلون عليها, وهذا من قوة الطبيعي فيرونه شخص مثالي وسعيد و مستمتع, بينما هم ضحوا بالكثير من أجل السعادة ولم يحصلوا عليها. الإنسان الطبيعي بأي مكان يستطيع أن يجد سعادة, لأن العبودية لله وليس للناس ولا للنفس هي أول شرط للسعادة, فالطبيعي عنده استعداد للسعادة وهذا شيء ليس عند الصناعيين ولا يعرفونه.

الطبيعي لا يأخذ من الصناعيين شيء ولا يتأثر بهم و هذه قوة بحد ذاتها, فيغضبون كيف هذا لا يستلذ بعالمنا ولا يحتاجنا بشيء؟! والاستغناء قوة, والتوكل على الله قوة, والارتباط بالحق ولو على حساب هوى النفس قوة, والصبر قوة, والتعلق بالحقائق قوة.

إذا قال الطيب أنا سأصبر وأطيع الناس على طول حتى أرضيهم لن يفيده هذا بل سيستغلونه أكثر ويرمونه بعدما استهلكوه كما يرمون الحذاء إذا انقطع. لكن بما أنهم أهملوا الإنسان واحتقروه عليه أن يستغل هذا ويحترم هو الإنسان, حينها سيغلبهم.


داً على موضوع : لو الانتحار حلال كنت انتحرت من زمان .. للعضو : نفسي أتغير, من منتدى المثالية الأخلاقية:

نفسي أتغير:
حالتى مثل ملايين الاشخاص .. لو الانتحار حلال كنا انتحرنا من زمان
ايوة دى حقيقة كل رهابى واراهن اى شخص هنا بالمنتدى انه شفى تماما من الرهاب
الرهاب ليس له علاج ع الاطلاق حتى لو كان الشخص دة جرب كل الحلول وشفى بنسبة 80 %
بيرجع كما هو ولكنه يحاول ان يظهر امام الناس بصوره متميزة وهو بداخله الالام وجروح الرهاب اللعين
معظم الناس هنا جربت كل شىء منها الصلاة وقراءة القرأن والادوية والمواجهه وكل شىء ايجابى
ومعظمنا حاول كتييييييير ومنهم انا 3 سنين واكتر كمان بحاول التخلص من الرهاب وحالتى بتزداد الى الاسوء
ومع ذلك كنت متفائل خير حاولت حاولت كتييييييييييير ومريت بمواقف كتير محفورة بداخل قلبى
انا حاليا عمرى 22 سنه واعانى من الرهاب من فتره تقريبا 8 او 9 سنين
كلامى موجهه للدكاتره النفسيين وايضا الاشخاص العادية الغير مصابيين بهذا المرض
والله والله لا تستطيعون ان تشعروا بداخل اى رهابى لان ربنا مبتلاش حد بيكم بهذا المرض لو تعرفوا فد ايه المعاناه اللى احنا بنعنيها بجد هتقدروا اللى احنا فيه حسوا بينا شويا ورجاء كفى سخرية احنا بشر مثلكم
كلمة موجهه لكل طبيب ارجوكم ساعدونا وكفى كلام ونصائح احنا محتاجين علاج ايجابى سريع

ارجوكم ساعدونى انا تعبان اوى اوى اوى اوى
الرد :

ليس كل خجل هو مرض ، بل هو آتٍ من طلب الأفضل وعدم القدرة عليه ، وهذا علامة النفوس الطيبة ، فمن لا يستحي لا خير فيه ، وقد مرّ رسول الله عليه الصلاة والسلام على رجل يعظ أخاه عن الحياء ، فقال له : "دعه ،إ ن الحياء لا يأتي إلا بخير".

الشخص الخجول والذي يعاني من الرهاب الاجتماعي هو فقط بحاجة إلى مجتمع طيب يحترم شعوره ، وستجده فيما بعد ينطلق تدريجياً وتبدأ قدراته وابداعاته بالظهور و يثق بنفسه أكثر ويحس بطعم الحياة ويذهب الرهاب من المجتمع عنده بالتدريج .

ولكن الأمر السيء هو الإصرار على عدم التغيير ، ونظرة التعظيم للناس ، ونظرة "من تحت لفوق" باتجاه الآخرين – وكأن الناس ناطحات سحاب وأنت قزم بينهم - مع أنهم مليئون بالعيوب الأخلاقية .

حتى تخرج من الرُّهاب ، انظُر لعيوب الآخرين وابحث عنها قبل أن تبحث عن ميزاتهم . فمن يحرص على مساعدة غيره سوف يبحث عن عيوبهم ونواقصهم لكي يساعدهم ، لا لكي يسيء إليهم أو يسخر منهم . أما من يبحث عن ميزاتهم فقط فهو إما شخص يبحث عن مصلحته ، أو يريد ان يعرف ميزاتهم لكي يقلّدها .

والرهاب الاجتماعي دائماً يكون مع الناس الجدد في حياتنا ، وقد قيل :

يعيش المرء ما استحيا بخيرٍ --- ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
فــلا والله مـا بالـعـيش خـيـرٌ --- ولا الدنيا اذا ذهـب الحـياءُ
اذا لم تـخـش عــاقبة اللـيالي --- ولم تستح فاصنع ما تشاءُ

أنا لا ألومك كثيراً على الرهاب من المجتمع ، لأن المجتمع ليس منزوع الشوك والشرور ، ولكني ألومك على كبت الذات وتحطيمها ، فأنت لست أقل من غيرك ، ويكفي الخجول فخراً أنه يستحي ، و المستحيّ دائماً قريب من الأخلاق والشعور الإنساني .

بداية علاج الرهاب هو أن تتغير نظرتك لنفسك ولغيرك . عليك يا عزيزي أن ترتفع عن مستوى المشكلة كلها .

ولابد للإنسان أن يبتعد عن ذاته ولو قليلاً . ابحث عما يضرّ غيرك وجنّبهم إياه ، وابحث عما ينفع غيرك وقدّمه لهم ..

وبعبارة أخرى : ساعد غيرك تُساعد نفسك ، علّم غيرك تعلّم نفسك ، عالج غيرك تعالج نفسك ، وهذه سنة كونية . لأنك الآن سلّمت أمرك لله وتخلصت من أنانيتك ، وكلما خرجت من ذاتك تجد نفسك شفيت وتعلمت ، أي : لن تنفع نفسك من خلال نفسك ، بل من خلال غيرك .

كلما حاولت أن تساعد نفسك بنفسك ، تجد أن المشكلة تتفاقم ، لأنك تضع تركيزك دائماً على النتيجة ، وإذا لم تر النتيجة كما ترغب وتحب ، فإنك تحس بالإحباط وتعود لجلد الذات وتحطيمها .

الأصحاء هم الغافلون عن أنفسهم دائماً، أي المشغولون بغير أنفسهم ، لذلك الانهماك بالعمل يعتبر خروجاً عن الذات وعلامة على الصحة النفسية . ولهذا المكتئب يحبّ النوم لأنه يخرج عن ذاته ، وهذه هي الحقيقة : فعندما تدور حول ذاتك فأنت كمن يعبد ذاته ، إن ذاتك مرتبطة بالأشياء بينما أنت تريد من الأشياء أن ترتبط بك ، ولكن أنت كيان يسير ، ومع ذلك تريد أن يقف الكون كله ويدور حول فلكك ، ثم تأتي وتتساءل : لماذا هذا أهملني ؟ ولماذا هذا لم يسمعني ؟ لماذا هذا أفضل مني ؟ وكأنك كوكبٌ يقول للكواكب الأخرى : لماذا لا تقفون وتدورون حولي ؟

ومن أجل هذا أيضاً يتعاطى المدمنون المخدرات والكحول ، لكي يخرجوا عن ذواتهم . وهناك من يتنّقلون بين الأماكن المختلفة ، وكذلك الذين يشاهدون الأفلام بكثرة ، وهذه كلها علامات على الاكتئاب . الانهماك بالطبيعة ومتابعة الحيوانات والرحلات وما شابه ، كلها صور من الخروج عن الذات ، وغيرها الكثير .

الدوران حول الذات ينافي التوكل على الله ويقرّبك للأنانية ، مع ذلك فهي حلول مؤقتة ، ولكن الحل الدائم هو بتسليم الذات لمن هو خيرٌ في رعايتها منّا وهو المستحق لذلك وهو الله سبحانه وتعالى . ويكون جزاء هذا التسليم هو الطمأنينة والرضا، وكذلك الاهتمام بالآخرين اكثر من النفس ، لأن الله يريد ذلك، و كذلك الايمان والتسليم الحقيقيان لله علاج لكل المشاكل النفسية ، لأن الله وعد عباده بحياة طيبة ، والله لا يخلف وعده ، إن الله هو الذي يقدّر لك شؤونك وأمورك ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، أي يحسب لك بدلاً عنك ، فهو سبحانه يعرف مصلحتك اكثر منك ، ولست أنت من صنع الكون ولست مصدر القرار فيه .

ومن صور الدوران حول الذات : المقارنات مع الآخرين ، ففي كل مرة يقارن الشخص نفسه بأحد ، يجد نفسه محبطاً ، ويكون هو الخاسر في المقارنة دائماً ، لأنه لا يستطيع أن يكون مثله أبداُ ، وبهذا هو يسيء لنفسه . وهذه ميزة لك لو تأملتها ،فالشخص الآخر لا يستطيع أن يكون هو مثلك أيضاً ، ومثل تلك المقارنات لا تدل على رضا بقسمة الله عز وجل ، وأهم نقطة في الخروج عن الذات هو أنه يُنْصِف الذات ، أي تعطي نفسك حقها ، فترى الأشياء السيئة والحسنة فيك معاً ، فتقول عن نفسك : "حاولت أن تفعل كذا وكذا ، ومع ذلك فشكراً لك فأنت لم تقصر" . هنا أنت تنصف ذاتك وتعطيها حقها ، لأنك خرجت عنها وأصبحت ترى نفسك مثلما ترى شخصاً آخر .

الذي يعرف الله لا يشعر بحسد على الأنبياء والصالحين مثلاً ، لأنه يشعر بجمالهم ، فهو قد ترك أنانيته ، والذي يترك أنانيته يستطيع أن يستمتع بجمال غيره وبجمال نفسه أيضاً ، ومن باب أولى أنه لا يحسد أصحاب النعم المادية ، سواء كانت جسمية أو اجتماعية أو عقلية أو مالية ، لأنه يدري أن ذلك اختبار ، ويعلم أنها ليست نابعة من قدراتهم وعلمهم هم ، بل هي توفيق من الله لكي يبلوهم بها .

أما اصحاب الفضائل فإنك لا تحسدهم ، لأنك تتوه وتضيع بجمالهم ، ولهذا المتآخين في الله لا يحسدون بعضهم مهما كان بينهم من تفاوت ، لأن الخروج عن الذات يجمعهم ، وكل ميزة في أي واحد فيهم هي ميزة للكل ، وذلك لأن هدفهم واحد .

الأنانية دائماً مرتبطة بالمادية ، فالأناني يكون بخيلاً ويكون حسوداً وغيوراً وطماعاً وشكاكاً ويضطر للكذب وفخوراً ...الخ ، وأيضاً محبطاً لنفسه ، لأنه لا يعرف قيمته إلا من خلال ما يصل إليه أو يمتلكه من ماديات ، ولا يعرف قيمة جماله الذاتي ، وهو ليس شكوراً أيضاً ، لأن المادية تقتضي الزيادة دائماً و أن تنظر الى ما ليس عندك ( قانون )

من زيادة الخوف على الذات والمشاعر الذاتية ينتج الرهاب الاجتماعي ، وكأن الشخص يجب أن يكون كاملاً .

والذي تهمه نفسه ستجده يطلب رأي الناس في كل شيء ، مثل أن يقول : هل إذا أخذت الشهادة سيمدحني الناس ؟ هل هذا الشيء يكرهه الناس ؟...الخ ، وذكرهم الله تعالى في كتابه ، فقد قال : {وطائفة قد أهمّتهم أنفسهم} .

إن الشخص إذا عرف قدر نفسه يهون عليه الانتقاد ، فحينها سيقول لنفسه : من أنا حتى لا اُنتقد ؟ وبهذا يكون ابتعد عن التكبر .

ولن يكون الإنسان جميلاً حتى يخرج من ذاته وأنانيته، وحينها سيكون مركز جذب ، وسيحبه الناس .

والخروج عن الذات يساعدك في نقطة تقبل النقد ، لأنك تنتقد نفسك أساساً ، ولا تكتمل الثقة بالنفس حتى يتقبل الشخص جميع الانتقادات من جميع الأذواق والمشارب بكل أريحية ، وهذه علامة من علامات الصحة النفسية والثقة بالنفس، ولا يقولها إلا شخص ممتلئ من الداخل ، وأيضاً لا يبالغ بقيمة ذاته ، لأنه يأخذ الرأي الصحيح ، ومستعدٌ أن يأخذ قسمته ونصيبه ..

أيضاً قضية الاهتمام بالنِّعم قبل الاهتمام بالنواقص ، فمن علامات الشخص الطيب أنه يشكر ، واهتمام المسلم بالشكر سيجعله يبحث عن ميزاته ، ويأتي غيرك وينتقدك أيضاً ، وهذه إضافة لك وفائدة في إصلاح هذا الشخص الآخر الذي هو أنت ، و ربما كنت أنت قد سبقت نقدك لنفسك؛ لذلك ربما لا يأتون بجديد إذا انتقدوك .

فالشعور الأناني وشعور الغيرة من الغير قد يأتيك ، لكن اقمعه واقضِ عليه .

الأنانية تأتي من الاهتمام بالمجتمع ، ومع الوقت تبدأ بالتنازل عن ذوقك وتميُّزك وكيانك ، ويتعلق رضاك برضا المجتمع ، وهذا ما لا يُدْرَك ، وهذا الوضع يؤدي لنفس النتيجة ، فإن أخرجت الناس من حساباتك فستخرج عن ذاتك والعكس .

الذي يرتبط بذاته لن يكون له طريق إلا طريق واحد : هو نفسه ، ولكن إذا لم يهتم لنفسه فسيكون له طريق آخر وهو طريق الأخلاق والفضائل ، ومن خلاله يعرف إذا كان يفكر بأنانية أو لا ، لأنك لا تعرف الشيء إلا اذا خرجت عنه .

الأناني لا يعرف الأخلاق ، لأنه ليس له طريق آخر يقارن عن طريقه ومن خلاله ، فيقع في الرذائل وهو لا يدري ، ويقع في الفضائل وهو لا يدري ، فيحسب أن الفضائل أنانية ، ويحسب أن الرذائل مصالح .

لا بد أن تفصل نفسك ، وتتعامل مع نفسك كشخص آخر مختلف ، تحبُّه إذا عمل العمل الطيب ، وتكرهه إذا عمل العمل السيء ، وتحاول أن تسعى للوصول إلى المثالية في كل حياتك .

ولا يسخط على ذاته السخط الكثير المستمر إلا شخصٌ متكبرٌ يريد كما أراد المتنبي في قوله :

أريد من زمني ذا أن يبلغني .. ما ليس يبلغه من نفسه الزمنُ

فهو لم يجلد نفسه فقط ، بل جلد الزمان معه!
وهذه من صور الطموح ، فالطامح دائماً يعذب نفسه . مثل من يقول : النوم أكثر من أربع ساعات = فشل ، فيعتبر أن في نومه هذا إضاعة للوقت الذي قد يستغله بالمزيد من المصالح.

فالتوازن النفسي لا يكون إلا لشخص مؤمن بالله ، فإذا نظرت للناس تجد مشاكلهم ناتجة عن معرفة ما يستطيعه الشخص وما لا يستطيع ، ومشاكل أخلاقية من تكبر وحسد وقلة الشكر وغيره ، وهذه لا تأتي إلا من ضعف إيمان ، أو ضعف في فهم الأخلاق مع الله ، فحينما تغار من أحد أن أعطاه الله نعمة ، فمن أنت حتى تطلب من الله أن يزيل نعمته عنه وينقلها إليك ؟ وهل الله ضيعك أساساً حتى تقول ذلك ؟

{وأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن}

مشاكل الأمراض النفسية هي مشاكل أخلاقية مع الله .

الخروج عن الذات لا يكون إلا لأحد سلم نفسه لله ، فليس الله أهم من نفسك . وفي نفس الوقت فإن بقاءك على نفسك يجلب لك الأمراض ، فتخيل شخصين : أحدهما يفكر بنفسه ومشاكله وشؤونه الخاصة فقط ، وشخص آخر ترك نفسه وبدأ يساعد الناس ويتعلم ...الخ ، تركناهما لمدة سنة ، وعندما نعود إليهما وننظر ماذا حدث لهما ، سنجد الشخص الأول مريض جداً ويعاني من العقد النفسية ، بينما الشخص الآخر تجده كوّن علاقات طيبة مع الآخرين وكسب فوائد مادية ومعنوية تعود على الذات بالنفع .

والخروج من النفس أنواع منها :
الخروج الراجع : مثل من تجده يحاول الدخول بالمجتمع عن طريق العمل والصداقات النفعية كي يستفيد لا ليفيد الآخرين .
ليس هناك أسوأ من شخص يفكر بذاته كثيراً ، فتجده مثلاً حينما يخرج من اجتماع لأصحابه تجده يفكر : لماذا هذا الشخص نظر إلي هكذا ؟ لماذا اهتموا بهذا ولم يهتموا بي ؟ ... الخ

قم بأعمالك لوجه لله ، والله سيعمل لمصلحتك : {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ، ومن سخط فله السخط ، اقبل نفسك التي قبلها الله لك ، وما الشيء الذي يمنعك من قبولها ؟

إن كثرة النظر لما عند الآخرين يفقدك قيمة ما عندك ، فالله لا يخلق لا شيء .

لا بد أن ندفع جزاء النعم التي أعطانا الله إياها ، والله قد أعطاك ، والله يرحم من يرحم عباده ، و دائماً تتعلم إذا علّمت أولاً . ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، ومن يخدم غيره سيسخّر الله من يخدمه ويهتم لأمره .

إن السعادة ليست تأتي من داخل الذات ، بل تأتي من خارجها .
كل ألم وتعب يصيبك ، فهو يعني أنك منحرف عن الخط السليم .

الخروج عن النفس كما قلت هو باب العلاج النفسي ، ولكن لا يوازن هذا معرفة الله عن طريق الأخلاق ، فتجد المسلم يقول : إن لله محياي ومماتي ، وليس لنفسي ورغباتي وشهواتي . فالعابد لله لا يكون أسيراً لنفسه ، لأن الدنيا غدّارة ومتقلبة ، فالمؤمن لا يهمّه كل هذا ، لأنه مستقر على ثابت ، فالشهادة والمنصب والطموح مثلاً ليست أشياء ثابتة يُعتمد عليها ، فالكثير من أصحاب المناصب ورجال الأعمال انتحروا وهم في أوج مجدهم .

هوِّن على نفسك يا أخي ولا تقسو عليها ، فهي غالية .

وشكراً ..
الزنقب غير متصل