مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 01-06-2014, 09:46 AM   #23
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132



قال بعض الصوفيه ان التصوف هو صدق التوجه الى الله من حيث يرضى الله لا من حيث ترضى ..

اقول ان هذا التعريف يتضمن امرين

الاول تصفية العزم وتقويته

الثاني تحرير الاتباع



1 - تصفية العزم هو ان لا تقصد بحركتك الا ربك .. وهذه التصفيه تحتاج الى امرين

الاول المراقبة الدائمه للخطرات

الثاني التمييز بين الخواطر





ومرقبة الخطرات ان لا تغفل عن خواطر وهممك الوجدانية طرفة عين

ذالك ان قلبك سريع التقلب والتغير ..

قال العلماء ان المحاسبة تكون قبل العمل واثناء العمل وبعد العمل

هكذا بهذه الثلاثية لكثرة تقلب القلب وتغيره وتبدله

فتخيل انك عزمت على ان تسبح وتهلل مائه مرة

هنا يجب عليك ان تحرر القصد ثم تلاحظ تغيره في اثناء العمل فربما طرى عليك شي

ثم تلاحظه بعد الانتهاء من العمل فربما حدث سمعه او تنقله من ديوان السر الى ديوان العلانيه

وهكذا في كل عمل ..

تضع على قلبك اجهزه المراقبة والتصنت وكأنك تراقب مريض في غرفة العناية الاجهزه تراقب جسده

في كل احواله حتى نبض العرق يظهر بالاجهزه وبالاصوات .. وأنت تتابع كل شي ..



والتمييز بين الخواطر ان تعلم ان هناك خواطر نفسانيه وشيطانيه ورحمانيه تتناوب على قلبك

فالواجب عليك التمييز بينها وايثار الرحمانية والاعراض عن الشيطانيه والنفسانيه

والنفسانيه هو خواطر في محبوبات النفس ومرغوباتها ومكروهاتها

والشيطانية هي كل تحضيض على فعل الشر او تنفير وتعجيز عن فعل الخير

ذالك انه يتناول على نفسك ثلاثة كلهم يتكلم معها ويطلب اليها تنفيذ مراده

فجسدك الملي بالشهوات وحاجتك الاجتماعيه تطالب نفسك بالاشباع وتحقيق ما تصبو اليه

وهي تلح عليك كما يلح الصبي على امة .. فهو لا يصبر عن مراده ولا يسكت عن مطالبه

وشهوات النفوس كالخمر للعقول .. هي تغطي العقل وتحجبه عن رؤية مصالحه ومنافعه


2 - تحرير الاتباع وهو كمال التسليم للشرع بدون معارضة ولا معانده

فالعبوديه تقتضى الخضوع للمعبود في كل تفاصيل الحياة

وهذا يحتاج الى امرين

الاول اثبات النسبه للمعصوم

الثاني فهم ما يريده المعصوم



فأثبات النسبه ان تتحقق من صحة الاثر او الاسناد الى الرسول عليه الصلاة والسلام

ذالك ان المكذوب على النبي اكثر من الصحيح الوراد عنه فجملة الصحيح من الحديث النبوي

لا تتجاوز خمسة الالاف حديث وقد تقل عن ذالك ..

والمكذوب عليه يصلى الى مئات الالوف من الاحاديث عند كل الطوائف

فلابد من فحص الاسناد قبل ان تتكلم عن الحديث


اما فهم ما يريده المعصوم هو فهم المقصد لا فهم المعني ففط ..

والناس منهم من يخطي في الفهم .. ومنهم من يفهم المعني اللغوي .. والرسخون يفهمون

مقاصد المعصوم من كلامه وهذا هو الفقه الحقيقي ..

فالفقه ان تفهم مراده لا مضمون كلامه فقط ..

وأنت ترى اننا نتكلم بكلام ثم يفهم منا مالا نريده .. ويحتج علينا بكلامنا .. ثم ندافع عن انفسنا

ونقول اننا لا نقصد هذا المعني بأي حال من الاحوال .. وأنما نقصد من المعاني كيت وكيت

لاننا نفرق بين فهم مقاصدنا وفهم مضمون كلامنا ..

وكم كذب على شخص وقول مالم يقل بسبب انفتاح باب التأويل والسعه الدلاليه للتراكيب والجمل

مما يجعلها تحمل اوجها متعارضة تحتاج الى بيان صحيح من المتلكم حتى ينفي المجاز ويثبت الحقيقه
الزنقب غير متصل