مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 02-06-2014, 10:11 AM   #14
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132


كثيرا من الناس يكون الين من الزبد واحلى من العسل مالم تقربه او يكن بينك وبينه مطالبه او تبادل حقوق هنا يظهر على حقيقته وينكشف باطنه كما هو .. وربما تمسكن واظهر لك وجهه الطيب البشوش عندما يريد شي .. وكثيرا ما يصبغ رغباته وحاجاته بصبغة عاطفيه يظهر فيها لك الاخلاص وانه حريص على راحتك ويتعامل معك بالمثل .. وهو في الحقيقه يسوق رغباته ويرش عليها عطور العواطف والقيم .. من اجل ان يصيد بها شي مما تحبه نفسه

ان ظاهره عبادة النفس والاشياء تغطي مساحه واسعه من النفوس .. وكثير من النفوس لم تهذب من حظوظها وشهواتها .. ولم تعظم في انحائها التمثلات القيميه والعواطف الانسانيه الصادقه .. وكل هذه بسبب عدم مراقبة النفس وتهذيبها وعدم فهم حقائق التعاطف والتمثل القيم

فحقيقة التعاطف ان تعامل غيرك كما تعامل نفسك وتحب لغيرك ما تحب لنفسك وتنصف الاخرين منك وتحرص على الاحسان ونفع الاخرين بهدف ترقية نفسك وكسب رضى ربك

وحقيقة التمثل القيمي ان ترجو بالامتثال السلوكي والقلبي ما عند الله لا تريد به نيل محمده ولا كسب منافع انيه ..

وهذه الاشياء منفصله عن حقيقة نفسك التى تتمحور حول حظوظها وشهواتها وعاداتها ..
وكل ساع لاصلاح نفسه عليه ان يفهم نفسه ويفهم حقائق التعاطف وحقائق التمثل القيمي ..
ثم يجاهد نفسه على هذه المبادي ويرقبها ويتابعها ويجعل هذه الفضائل من عاداتها وملكاتها ..



وظاهره المتاجره بالقيم والتلاعب بالعواطف كثيره عند المحتالين الذين لا يظهرون لك الا وجه واحد ونفس واحده ومظهر واحد عند كل الناس لكن عندما تتعامل معهم او يكون بينك وبينهم اخذ وعطاء تنكشف اوارقهم وتظهر حقائقهم وتصاب بالذهول مما تراه وتسمعه ..


واصعب الاشياء اكتشاف محتال لا يعرف انه محتال .. وكثير ممن اتقن تمثل القيم وأجاد العزف على العواطف لا يشعر انه يستخدم هذه القيم والعواطف لرغباته ومصالحه الخاصه .. وقد رأينا كثير من الموجهين والمرشدين يعدون الناس بالمن والسلوى اذا تمثلوا القيم واحسنوا العزف على وتر العواطف وكأن هذه الفضائل تعمل من اجل تحصيل شهوات خاصه ومنافع انيه ..


والحق ان العواطف تحسن اذا كان عازفها يريد بها نفع الناس والاحسان اليهم ولا يعملها من اجل ان يروج لذاته بين الناس ويكسب بها شي من المنافع والحظوظ كما يفعل المحتالون ..

وكذا القيم يراد بها الوصول الى حياة سعيده في المأل وحياة رضية في الحال لانها سبب لرضى الرب وحلول رضوانه والفوز بدار كرامته وليس القصد منها نيل الحظوظ والشهوات وكأنها ذهب وفضة نشتري بها ما نحبه في الحياة ..


ان ظاهره البزنس او (( المتاجره )) او تشيئ العواطف والقيم يجب ان نقف عندها مليا ونتأمل اثارها في واقعنا الاجتماعي وتمثلتنا السلوكيه .. فنحن نرى ان العواطف صار يتعامل معها كثير من الناس كما يتعامل مع الذهب والفضه والارصده .. هي عباره عن شيك او مال ينال بها الانسان حظوظه ومطامعه وحاجاته الخاصه .. اما المتاجره بالقيم وجعلها سلما للوصول الى المنافع الخاصه فهي اشهر من ان تذكر واظهر من أن تجلى ..

ولعلك تدرك أن السبب في ذالك ان كثير ممن تسنمو التوجيه والارشاد الديني والاجتماعي جعلوا التمثل للقيم واخذ العواطف سبب لنيل الحظوظ والمشتهيات .. وغلفوا عن ربط العواطف بالانسانيه والقيم بالربانيه .. فهم يربطون التعاطف والتمثل القيمي بالسعاده والراحه ونيل الوظائف والاموال وتدفق الرزق والسمعة الحسنه والرفعه في الدنيا ونظر القلب لمثل هذه الامور يحولها الى سلعه يتاجر بها من لا خلاق له ..


ونقصد بقولنا ربط العواطف بالانسانيه

ان يكون التعاطف الناس من اجل نفع الناس والاحسان اليهم .. فتكون دائرة التعاطف يراد بها نفع الاخرين والاحسان اليهم ودفع الاذي عنهم وبهذا تتحقق الاخوه التى دعاء اليها الاسلام ويتمثل الانسان قول النبي عليه السلام لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه اخرجاه .. فيتعامل الفرد مع الاخرين وكأنه يتعامل مع نفسه وبذا يكون دافع الاحسان لا يراد به نفع خاص ولا يتحول الاحسان وطيب المعشر الى سلعه يكسب بها الفرد مصالح خاصه ..


ونقصد بقولنا ربط القيم بالربانيه

ان يكون دافع القيم وهو امتثال ما امر الله به في الظاهر والباطن هو نيل ما عند الله والفوز بكرامته ولا يتحول الى نيل ما عند الناس وكسب الحظوظ والهوى والشهوات .. هذا يحول القيم الى سلعه يتاجر بها بعض الناس والمشكله انهم لا يشعرون انهم جعلوا القيم كالبندقيه يصيدون بها المصالح والمنافع


والمقصد من هذا كله

ان نفهم حقائق النفوس وتوجهاتها .. ثم نفهم حقائق التعاطف والتمثل القيمي

ثم نراقب انفسنا ونتابعها ونحاسبها ونجاهدها على التمثل القيمي المخلص الراجي لما عند الله

والتعاطف الصادق الصادر من حب الاخرين والسلامه من الحقد والحسد

وبدون معرفه للنفوس والقيم والتعاطف ..

ومحاسبه ومرقبة ومجاهده للنفوس على هذه الامور

سوف نقع بلا شك في المتاجره بالتعاطف والتمثل القيمي ..

وتحويلها الى ارصده ننتفع بها من اجل انفسنا لا من اجل الفضيلة ونيل رضى الله والفوز بكرامته

الزنقب غير متصل