مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 16-06-2014, 09:52 AM   #5
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
صح عن ابي الدرداء قوله (( لا يكون الرجل فقهيا حتى يرى للقران وجوها ))

ولعل اختيار مصطلح (( الوجوه والنظائر )) اخذ من هذا الاثر ..

ومعني الوجوه هو ان تعرف اختلاف معني المفرده بحسب السياق والمفهوم والمبني والحروف وجرس الكلمه

ثم بعد هذه الامور تنظر الى الاستنتاج العام الذي يجعل فهمك للقران اقرب للصوب




مثل قوله تعالي (( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين ))



1 - السياق

الايه في خسارة قوم فرعون لعز الدنيا بسبب رفضهم لدعوة الرسل

والسياق يدل على التبكيت والاعتبار بأحولهم

ولا يدل على التفجع لان من مات كافر لا يستحق ان يتفجع لحاله ..

والسياق هو النظر الى ماقبل الايه وما بعدها والمناسبة التى قيلت فيها


2 - المفاهيم

الجنات هي الاشجار والعيون هي الانهار والمياه والزورع هي ما سوى الشجر من

نبتاتات او ماليس له ساق من النبتات او الحب من النبات والمقام هو محل الاقامة

والنعمه هي الحالة الحسنه .. والفاكه هو المتلذذ المتنعم المرفه المسرور


3 - المبني

جنات وعيون وزروع جأءت بصيغة الجمع ونونت ممايدل على الكثره والوفره

المقام والنعمه جاءت بصيغة الافراد ونونت لاعتبار الجنس وكأنها تعميم بعد تخصيص

اي ان ذكر بعض ما كانوا فيه ثم طوى ذكر بعض النعم في لفظ عام وهو النعمه والمقام

او افرد المقام بأعتبار ان اقامة الانسان لا تكون الا في محل واحد ولا يكون في مكانين

في وقت واحد ..

وفاكهين جاءت بصغية الجمع وبصيغة اسم الفاعل الذي يدل على الكثره والتعدد ممايدل

على تنوع المسرات واللذائذ في حياتهم


4- الحروف

كم للتكثير .. ومن زائده للتوكيد .. ودخول حرف الجر على الفاكه (( فيها فاكهين ))

يدل على الانغماس في النعمة واحاطة النعمه بهم


5 - جرس الكلمه وهو نغمتها وطريقة النطق بها وارتباطها بغيره

تلاحظ في جنات وعيون وزروع ومقام انها تجري على لسانك بأيقاع متوسط

تخرج فيه الكلمات من اقصى الحلق وأوله والحروف متناغمه متناقسه

وتلاحظ في ايقاع كلمه فاكه مد الفاء ووقوف الكاف في الفم ثم سهولة الهاء

وهذا يشي بأن التنعم له تكدر وتنغص وأقبال وادبار ..




6 - الاستنتاج العام

ان الله يذكر من حال قوم فرعون وما كانوا فيه من النعيم الدنيوي اشياء لم تخطر

على البال ويؤكد ان ذهاب ذالك بسبب محاربة الرسل وعدواتهم وترك اتباعهم

وغاية ذالك تحذير اولي البطر وأهل النعم من الاغترار بالحياة ورفض دعوة

الرسل وأن سبيل المحافظه على النعمه هو الخضوع للحق والتواضع للخلق

آخر من قام بالتعديل الزنقب; بتاريخ 16-06-2014 الساعة 10:04 AM.
الزنقب غير متصل