22-06-2014, 01:22 PM
|
#8
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
المنطق المعرفي هو دراسة حصول المعرفه في الذات العارفه كيف يحصل وما هي المعرفه الصحيحه والخاطئه وكيف تنموا وتتطور المعرفه في الذات العارفه .. بعبارة اخرى نقول دارسة المعرفة الصحيحه واللمعرفه الخاطئه في الذات العارفه وفي الخارج الموضوعي ..
اولا ما مصدر المعرفه ؟؟
المثاليون واهل السفسطه قالوا هي الذات العارفه (( اصالة التصور )) فنحن نكتشف الاشياء التى زودنا بها من عالم المثل فالنفس تولد والمعارف فيها في حالة كمون والتعلم يكشف لها ما كان كامنا في ذاتها وبهذا يفرقون بين الذاكرة الاصليه والذكراه الكسبيه .. فالذاكرة الاصيله هي علوم زوت بها الذات من عالم اخر حين تكونت في بطن امها .. والذاكره الكسبيه هو ما تعلمه الانسان من مهارات ومعارف وعادات
اما اهل السفسطه فقالو بذاكرة واحده وهي الذاكرة الاكتسابيه وجعلوا ذات العارف هي اصل المعارف فالحق ما صدقه الانسان وامن به ولو لم يقم عليه الدليل والبرهان لانه لاوجود لاشياء ثابته في الكون والانسان يضل في احساسه ويضل في عقله فالعين ترى السرب والعقل يثبت شي وينكره .. فاذا كان الحس يخطي والعقل يخطي فلا يمكن الركون اليهما بل نقول ان لكل انسان قناعته وهي صحيحه لكنه عنده ولا تلزمنا ..
اما المشككه فقالوا المعرفه هي ان تشك ثم تبني معارفك على يقين تؤمن به وكل معرفة لم تشك فيها ولم تؤسس لها من جديد ببرهان عقلي فهو معرفة خاطئه .. وهذا المذهب يقرب من مذهب المتكلمين الذين اوجبوا النظر على كل عاقل وقالوا ان اول واجب هو الشك او النظر او القصد الى النظر .. وقال المعتزله الواجب هو الهدم والبناء .. وقد نسب هذا المذهب الى ديفيد هيوم من المحدثين ..
وحجة المحدثين ان كل شي قابل للشك .. وكل شي يحوى ادلة وجوده وادلة بطلانه ولكل مذهب ودين ادلة اثبات وادلة نقض او ادلة داعمة ورد على الخصوم ..
ولكن هذا المذهب يستلزم عدم وجود حق ثابت في الاشياء .. والتزم هذا المذهب بهذه المسلمه وقال ان اقول ان الانسانيات (( اديان .. مجتمعات .. انفس .. عادات .. تقاليد .. قوانين )) الخ كلها قابلة للاخذ والرد والواجب فيها التسامح .. بخلاف الماديات (( الفيزياء واللكمياء والاحياء )) فهي غير قابلة للشك بل لا بد من التجربه والاثبات او النفي او التوقف ..
وبناء على هذا المذهب تبطل الاديان ويوجد حق ثابت وغير باطل .. وهذا يضاد القران ويبطله لان القرن يثبت ان السماء والارض خلقت من اجل الحق وهو صرف العباده لله رجاء ثوابه وخوفا من عقابه بطاعة رسله ..
وقيل نعرف بالحس فما د عليه الحس فهو الحق وبهذا قال لوك وقال اننا نعرف الاشياء بأربع مراحل ادراك ثم حفظ ثم تمييز ثم تقييم .. وقيل اننا نعرف الاشياء بالحس والعقل .. والحق اننا نعرف الاشياء بالوحي والعقل والتجربه او الحس .. لكن الحاكم على العقل هو الوحي .. ولا يمكن ان يناقض الوحي العقل ولا التجارب او المحسوسات .. لان خالق الانسان ومنزل القران واحد ..
وتطور المعارف يختلف بأختلاف الذات العارفه .. فخصوبة الخيال وتقليب الفكره على وجوه مختلفه وحدة الذهن ودوام الملاحظه والتامل واحضان الفكره موجب للاشراق والاكتشاف ..
وطريقة عمل الذهن رياضي فهو يطرح ويقسم ويضرب ويجمع ويصنع اشكال للمعارف في الذهن قال ديكارت ( اللعقل يتبع قوانين الرياضيات ) وقيل هي قوالب وانماط واشكال ذهنيه جامده او متغيره متطوره حيه تنموا وتكبر وتضعف وتقوى .. ونحن ندرك الاشياء ثم نقضيها ثم نجمع بين الامرين ..
وعندنا انواع من المنطق الاول الذاتي الاستبطاني والثاني تجريبي حسي مادي والثالث اجتماعي يتفاعل فيه عقل المجموع مع الموضوع الخارجي .. والرابع جدالي تتفاعل فيه الاشياء بحركة دائمه وينتج عنها اشياء مختلفه .. وبرجماتي نفعي ينظر الاشياء من جانب النفع ..
ما سبب الخطاء في المعرفه ؟؟
الذاتيون يقول السبب عدم صفاء الذهن وقلة علمه وتذكره .. والموضوعيون يقولون خفاء الموضوع وعدم وضوحه والمثاليون يقولون عدم تذكر الموضوع في النفس العارفه والمشككه يقولون عدم الشك بالموضوع والابرام واللنقض والمحو والاثبات بناء على قصد وبحث ومعرفه .. بعبارة اخرى نقول ان بعض الناس يقولو فكر زين وبعضهم يقول ابحث عن الحقيقه وبعضهم يقولول لا تتعب نفسك فالوضع غير واضح وبعضهم يقول لا تصدق كل ما يقال لك ولا تجزم بكل ما تفكر فيه .. وهكذا
كل انسان يأخذ بمنهج معرفي اما الشك او التفكير السليم او النسبيه .. الخ . .
|
|
|