مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 22-06-2014, 05:10 PM   #11
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132

ومن امثلة الغرالي قوله تعالي (( فأخلع نعليك )) قال ان موسى فهم خلع النعال وفهم خلع الدينا والاخره وتوجه بالعباده الى الذات وحدها اومحض الذات بالحب .. حتى تعبد الله بدون غرض ..
وأنت ترى ان هذا الزعم نفي للنفس بحيث لا تعبد الله لحاجه بل لحبه سبحانه لانه اهل الكمال .. ولكنه لا ينفي نفسه في تفسير القران .. ذالك ان هذه الفكره غلبت على نفسه ..

وحجة اهل التفسير الاشاري اننا لا نكر الظاهر .. وتفسير جاري على مقاصد القران ولا يخرج عن الشرع يقول الغزالي ان ابطال الاشاره مذهب الحشويه وابطال الظاهر مذهب الباطنيه

ومن الامثله قوله في النحل (( اتخذ من الجبال بيوتا )) قالوا ننزللها على الانسان اذا اخذت اكرم الصفات فارتفع عن حضيض الشهوات والاهواء وسبل ربه هو هضم الشرع نفهم معانيه والشراب المختلف الونه هو الخطاب المختلف بأختلاف الافهام والافراد اي مرعاة الفروق الفرديه في الخطاب الدعوي وفيه شفاء من امراض الاديان والانفس ..

وقال الجنيد عن سكونه حال الوعظ انني اتحرك من الداخل (( وترى الجبال تحسبها جامده وهي تمر مر السحاب )) وعن عدم دخول الملائكه بيت فيه كلب أو صورة وكذالك القلوب لان الذي يأتي بالنور الى القلوب هم الملائكه بأمر الله فاذا كان في القلب كلاب الصفات من حسد وحقد وشهوات والصوره هي حب غير الله ..

وبعضهم حمل التفسير بضرب المثال من هذا البال والحق انه ليس من التفسير الاشاري به هو من ضرب تنزيل الايه على الواقع بعد فهم المعني وهناك فرق بين تنزيل الفهم على الواقع وبين تأيسس فهم ينطلق من احوال غالبه على القلب ..

وقسم ابن عاشور التفسير الاشاري الى ثلاثة اقسام

الاول ما كان من ضرب المثال وهو ان يغلب على القلب حال ثم ينزل هذا الاحوال على امثلة القران مثل قوله (( ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه )) على القلب فهو اساس الصلاح الجسدي فاذا سجد اي خضع خضعت الجوارح وتخريبها بالمعاصي والمنكرات

الثاني ما كان من اللفظ في الوقوف او الوصل مثل (( من ذا الذي يشفع )) اي من ذل ذي اي النفس شفع عند الله

الثالث الترهيب والترغيب مثل قوله (( فعصى فرعون الرسول فأخذناه اخذه وبيلا )) وكذ القلب اذا عصى داعي الله ربما اخذ .. كالعود الذي لا ثمرة فيه ليس له الا النار ..


وأنت ترى

ان كل هذا مبني على ان الدين عبارة عن امرين ظاهر وهو علم الشريعه ويعرف باللغه ويسلك بالمجاهده والادب وباطن وهو علم الحقيقه ويعرف بالهديه والفتوح ..

قال التسترى ان لكل ايه ظاهر وهو التلاوه او الفهم الببياني وباطن وهو الفهم الاشاري والحد هو القانون الشرعي الستمد من الفهم البياني والمطلع وهو تشرب القلب بالفهم ووقوفه عليه
والتفريق بين المعني اللغوي والمراد القصدي من الايه لان العرب فهموا القرن وحرموا الاستفاده منه بسبب انهم لم يتدبروه ..

وذكر السيوطي عن ابن عباس انه قال ان القران ذو شجون وفنون وظهور وبطون لا تنقضى عجائبه ولا تبلغ غايته وقال الشاطبي القران نوعان ما كان انفجاره من القران وما كان انفجاره من اصل الموجودات كليا او جزئيا

والمرض هو الحركه لغير الله وبغير الله والميل للشهوات والشفاء بالعصمه والمنع والموت بعدم الذكر والحياة بالذكر والخصومه بين الروح واللعقل والطبع والهوى والشهوه والمقاتله للباغيه بسيوف المراقبه وسهام المطالعه وانوار المدافعه ..

الزنقب غير متصل