ترجمة فيلسوف محب الحكمه .. وأول من اطلقها سقراط .. قالها كردة فعل على أهل السفسطه الذين يقولون أننا نعرف كل شي .. فقال سقراط ان احب المعرفه ولا ازعم انني اعرف .. وهذا يوحي بتواضعه
واختلف الناس قديما وحديثا في تعريف الحكمه
قال افلاطون ادارك الحقائق كما هي .. فهي المعرفه .. فعلى هذا يكون عالم الكيمياء حكيما والطبيب حكيما والمهندس حكيما لانه يعرف في فنه الحقائق كما هي ..
وقال ارسطو هي اللعلم بالاشياء العلياء .. اي الالهيات .. لانها ثمرة العلم ونتيجته .. اي ان العلم يدلك على الله والموجودات تدل على الموجود وفي كل شي له ايه تدل عليه .. وبهذا تكون الحكمه هي دلالة المصنوع على الصانع ..
وقال الكندي الحكمه هي معرفة حقائق الاشياء على قدر الطاقة البشريه والتشبه بأفعال الله قدر الطاقه فهي علوم وحسن عمل .. أما التشبه بأفعال الله فهذا امر لا يجوز لان الله لا يشبه شي ولان اصل الاسلام هو الفصل بين الخالق والمخلوق .. فلله صفة تخصه وحقوق تخصه .. وللمخلوق صفة تخصه ومخلوق تخصه .. أصل الشرك في البشر سببه وهو عدم الفصل بين الله وبين المخلوق في الصفات وفي الحقوق ..
وقال ابن سيناء هي استكمال النفس البشريه بإكمال التصور وكمال البرهان على قدر الطاقة البشريه .. وكأن الغاية هو العلم لوحده .. واكثر فلاسفة المسلمين عندهم حسن تصور وحسن تأليف ولهم سلوكيات شاذه ..
والطاقة البشريه الوسع البشري او ما يمكن للانسان ان يصل اليه .. فمن المعلوم ان لكل انسان قدرة خاصه لا يستيطع ان يتعدها وهي مختلفه بأختلاف الناس ولكنها تبقى طاقة بشريه .. وكما أن للمعده سعه وللعضلة البشريه سعه وللابصار غاية ونهايه وللسمع نهاية كذالك القدارت العقليه لها حد وغاية ونهايه ..
وكل التعريفات تدل على انها الجهد العقلي في معرفة الوجود بكافة اشكاله وصوره .. اي اعمال الانسان عقله في نفسه وجماعته وما حوله من الاشياء وما ورءا الاشياء من الغيوب .. عن طريق التأمل والتبصر والقياس وطول التفكير ..
وقد قسمت الفلسفه الى قسمين
القسم النظري وهو ما لايترتب عليه عمل وهي ثلاثة (( الرياضيات .. الطبائعيات .. الالهيات ))
القسم العملي وهو ما يترتب عليه عمل وهي ثلاثة (( تهذيب الانفس .. تهذيب الاسره .. اصلاح المدينه))
وبهذا تعرف ان الفلسفه الاجنبيه لا تقيد بأي قيد شرعي ولا عرفي بل هي بحث عقلي محض في كل ما حول الانسان .. وبهذا فارقت الفلسفه الاسلاميه التى هي اعمال العقل فيما يجوز للعقل أن يعمل فيه وهو الكلام في الموجودات الا الالهيات والشرعيات فلا يتكلم فيه الا بدليل من الوحي
والعقل كما انه يخضع للتجربه في عالم الحس .. ويخضع للاستقراء في عالم الموجودات كذالك يجب عليه ان يخضع للوحي في عالم الغيوب وعالم التشريع الذي هو حق الله وحده ..
وقد بداء البحث العقلي في الوجود عن طريق التأمل منذ نزل ادم الى الارض ثم سرى هذا التأمل العقلي في شعوب الارض .. وبهذا تكون الفلسفه ولدت مع الانسان نفسه وهي اصلاح المعاش واكتشاف طبائع الاشياء بالعقل ..
وقبل اليونان كانت الفلسفه في مصر والعراق ..وانما اليونان لهم فضل التحقيق والتنقيح والتلاقح حيث ساهموا في تطويرها ورفعها فهم لم يبدؤ من الصفر بل بداء من حيث انتهي الاخرون ..
وأول ترجمه في الاسلام كانت في عام ( 80 ) هـ حيث امر خالد بن يزيد ان يترجم له شي من الكيمياء من اليونان والقبطيه ..
والحكمه فاعلها العقل وغايتها معرفة الحقيقه وسعادة البشريه ومادتها التأمل والتبصر والتدبر والتفكر او تفاعل الذات مع الموضوع وصورتها اقوال وافعال راشده ..
والحكمه تأثرت بالاديان صحيحها وفاسده ومن خبرات الشعوب والافراد صحيحها وسقيمها ففيها الوهم والحقيقه والاحتمالات والكذب ونحوها لان العقل البشري غير معصوم .. وكما أن العين تخطي في النظر ويسبق الوهم على الاذن فكذالك العقل قد يهم وقد يخطي وهذا وارد كثرا ..
وعند المسلمين العلوم نوعان عقليه وهي استخدام العقول لمعرفة حقائق الاشياء .. وعلوم نقليه وهي استخدام العقول لتصحيح النقل وفهمه والعمل به بأصول استنباطيه واستدلاليه مضبوطه متبعه يقلد فيها الصحابه في طريقة الاستنباط ويجري على عاداة العرب في فهمها وكلامها واستنباطها لان الامه الاسلاميه امة عربيه نزل القران بلغتها وبمعهودها ونزل على الصحابه فهم اقرب الناس للفهم .. فهم اهل الاختصاص كما يقال .. واذا لم نقل بذالك فمعني ذالك ان فهم القران عام لكل امة ولكل لسان وفي كل ثقافه وفي كل عصر وبذالك يفقد القران والسنه الاستقلال ويكون تابع لغيره والاصل ان الوحي يقود الانسان ويحكم على الواقع بما فيه ..
قال بعض الناس
ان علم الكلام يختلف عن الفلسفه من حيث الانتماء المنهج والموضوع والغايه
فالفلسفه انسانيه تصدر من الانسان في كل مكان وزمان وهي اعمال العقل في الاشياء
ومنهجها الحريه المطلقه بدون ضابط شرعي اوحتى اخلاقي
وموضوعها الانسان والالهيات والكون
وغايتها معرفة الحقائق والتشبه بأفعال الله والوصول للسعاده
اما علم الكلام
فينتمي الى المبتدعه من المسلمين
ومنهجه البحث العقلي
وموضوعه السمعيات والنبوات والالهيات والمعاد
وغايته تقرير العقيده والدفاع عنها ..
قال الايجي علم الكلام هو أثبات العقائد الدينيه بأيراد الحجج ودفع الشبه .. اهـ