08-07-2014, 03:11 PM
|
#4
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
قراءه في كتاب ... شخصية الفرد العراقي .. للمؤلف باقر ياسين
كتاب لا يخلو من التعميم والتسطيح وغلبة الظرف الاني المضطرب على الحس التحليلي وربط الفرد العرقي بتاريخه منذ خمسة الالاف سنه واسقاط الاحداث التاريخيه على الواقع العراقي فياخذ من شواهد التاريخ ما يدعم نظرة المؤلف ويؤخذ من شواهد الحاضر من يؤيد هذه النظره وبهذا القص التاريخي تؤل شخصية الفرد العراقي
وهو يعتبر ان سماتها السلبيه في ثلاثة اشياء التناقض والدمويه والتسلط
فالتناقض عدم الثبات على الشي والتحول من طرف الى طرف بدون مبرر او فاصل زمني أي انه شخصية متذبذبه وعندها تطرف وجداني ..
والتسلط هو اجبار الغير على الخضوع العقلي والسلوكي
والدمويه هي العدوانية المتفرعه من التسلط ..
فالتناقض شعبي في الولاءت المختلفه .. والتسلط للرؤساء .. والدمويه مشتركه كنتيجه للشخصية العدوانية المتسلطه العنيده المنافسه المتقلبه ..
اذن هو متقلب متجبر عدواني .. وهذه في الحقيقه شخصية المنافق ذالك ان المنافق هو الذي يغلب عليه التقلب والخضوع اذا تأمر احد عليه والتسلط اذا تأمر على الناس وانعدام الرحمه من القلب .. ونستطيع ان نقول انه يرى العراقي يفقد صفة الثبات وصفة المرونه وصفة الرحمه ويغلب عليه التقلب والتصلب والقسوه .. وتلك من سمات المنافقين ..
ويحاول ان يبرر هذه السمات الثلاث بأن سببها ليس من كينونه الفرد بل من الاحداث التاريخيه والسياقات الاجتماعيه الظروف والتجارب الحياتيه ..
فهو يصنع كصنع باسمة كيال في كلامها عن سيكلوجية المرأه يرمون الاخطاء على القدر والمجتمع ويبررون للفرد مثل هذا السلوك .. وهذا نوع من التبرير وعدم معرفة القابلية الفرديه للتغير ..
ودائما تجد كثير من المنحازين لا يعترفون بالاخطاء او يعممون الاخطاء او يبررون الاخطاء او يهولون الاخطاء والمؤلف عمم وبرر وهول الخطاء .. وباسمة كيال بررت وهولت وعممت الخطاء .. وعندنا بعض الناس يعتقد اننا مجتمع ملائكي لايحدث فيه أي خطاء الا شي يسير وبعض الناس بالعكس يعتقد اننا مجتمع شيطاني ملي بالاخطاء والصواب اننا مجتمع بشري نخطي ونصيب والعبره في الحكم علينا بالمجموع الكلي لان الماء اذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث ولو سقط فيه الخبث وهكذا المجتمع اذا غلب خيره اندفع شره كما قال تعالي عن قوم لوط (( فما وجدنا فيها غير بيت من الصالحين )) وقال في اهل مكة (( ولو رجال مؤمنون ونساء لم تعلموهم ان تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما )) فجعل الله دفع العذاب عن اهل مكة بسبب سكنى المستضعفين من المؤمنين معهم وعدم انفصالهم عنهم ..
والصواب في الخطاء ان تعترف به كما هو وتحاول اصلاحه وتعتقد انك مسؤل عنه
فهو اعترف .. واقعي .. مسؤل .. وهذه الثلاث هو العامل ا لامثل في تصحيح الاخطاء لان بعض الناس لا يعترف بالخطاء بسبب النرجسيه الفكريه وبعض الناس يهول ويكبر ويعمم الاخطاء بسبب الهستيرية الفكريه وبعض الناس لا يصلح الاخطاء بسبب الجبريه الفكريه ومرعاة هذه الثلاث نادره في كتابات الناس فكثير منهم سباب عياب او منزه رافع او يأس من الاصلاح مبرر للاخطاء ..
وبهذا جأت الانيباء نبهت على الاخطاء ودعت الى اصلاحها ..
المقصد ان المؤلف يبحث في تحليل الشخصية العرقيه وادلتة الاحداث التاريخيه السياسية فحكم على الفرد من خلال التاريخ السياسي وهذا خطاء جسيم فالشعب شي وساسته شي اخر والتاريخ السياسي ليس كل شي ولا يمثل الا ربع المجتمع .. ذالك ان الظواهر الاجتماعيه هي سياسية ودينيه فكريه واقتصاديه وثقافيه وتعليميه فلابد من النظر الشمولي للمجتمع وهذا منهج ابن خلدون وهو منهج المدرسة الحقليه في علم التاريخ وهي من احداث المدارس التاريخيه بحيث تتكلم عن التاريخ من زوياء متعدده او من خلال الظواهر الاجتماعيه مع مرعاة النقد التاريخي فهي دارسة شموليه ناقده مستنتجه ..
والمؤلف يقول ان الكلام عن الشخصية مثل تخليل الفاكهه أي خطاء يحوله الى خمر وأنا اقول لان الكلام عن الشخصية مثل جراحة القلب تحتاج الى دقة وتوخي الحذر لانك تتكلم عن امة كاملة وتحكم عليها بحكم كامل وهذا من اصعب الامور .. ويقول انها سمات المعدل العام لمجموع الشعب لا كل الافراد وجعلهم سيكوباتيين وهي شخصية غير سويه بل انهم شخصيه مجرمة عند علماء النفس ذالك انها منعدمة الضمير عابدة لشهوتها خارجه عن قيم المجتمع فهل الشعب العراقي خارج على نفسه ..؟؟
لكنه اغتر بتعريف في قاموس علم النفس عن الشخصية السيكوباتيه بانها عصبية سريعة الغضب لا تبصر العواقب .. الخ ..
والتعريف شي والاستعمال شي اخر .. فعلماء النفس جعلوها من الشخصيات المجرمة الخارجه عن النظام الاجتماعي والاستعانة بالقواميس بدون قرأة العلم خطاء فاحش ..
يقول ان الاحباط والخيبه والحرمان هي سبب العدوان والاحباط هو اعاقة النفس عن الوصول لاهدافها والصواب انه الشعور السخط والتوتر والقلق بسبب عدم حصول الانسان على شي يعتقد انه مهم في حياته وهذا التعريف يجمع امرين مهمين
الاول اثر الاحباط على النفس .. الثاني اختلاف الاحباط بأختلاف الاشخاص .. وبهذا نجعل علم النفس يعمل في ميدانة وهو نفس الفرد وعلاقة هذه النفس بالجسم والبيئة الاجتماعيه والطبيعيه هذا هو موضوع علم النفس ..
بعكس علم الاجتماع الذي يركز على المجموع الكلي والخاص والمتميز
فالمجموع الكلي يطلق على امرين
البشريه كلها وفي هذا يبحث علم الانثبولوجيا
الامه او الشعب وبهذا يبحث علم الاجتماع وعلم الاديان
والخاص يطلق على الجماعات الاجتماعيه التى تنضوي تحت الشعب او الامه
والمتميز هو تميز الجماعات الاجتماعيه عن الجماعات الاخويه والغيريه والتاريخيه
ونقصد بالاخويه هي الجماعات من نفس الشعب مثل البدو والحضر
والغير هي الجماعات من البشر مثل الشعب الفرنسي والمصري
والتاريخ اختلاف الجماعات بحسب التاريخ مثل تحولات الشعب العربي والفرنسي ..
وبهذا نبحث في شخصية المجتمع التى تميزه عن غيره وهذا ما فعله المؤلف في كتابه لكنه استعان بهذه البحث بأدبيات علم النفس التحليلي وهو علم فردي لا جماعي وبالاسقاطات التاريخيه .. ثم جمع العرقيين في سلة واحده وهي خطاء
لانه حلل الشخصية الاجتماعيه بمنظور الشخصية الفرديه وهذا خطاء
ولو انه بحث الجماعات الاجتماعيه كما فعل الوردي في بحثه الاجتماعي وتمييزه بين الشخصيه البدويه والحضاريه في العراق
او بحث شخصية الفرد في كل الجماعات الاجتماعيه .. اما ان يحكم على شعب متنوع متعدد فهذا خلط بين منهج علم النفس ومنهج علم الاجتماع .. وفي اعتقادي ان ادوات التحليل ومنهج البحث في الشخصية الاجتماعيه يختلف عن اداوت التحليل ومنهج البحث في الشخصية الفرديه .. ويقرب من فعله ما ذكرة الدليمي في كتابه التشيع عقده ام عقيده حيث استخدم ادوات ومفاهيم مدرسة التحليل النفسي واسقطها على التشيع .. واعتمد على كتاب سيكولوجيه المقهور وكتاب اصول علم النفس .. وما يعرفة عن الفرد الشيعي ثم حاول التركيب وانزال مفاهيم وتصورات المدرسة التحليلية على المجتمع الشيعي ..
والمؤلف يرى ان سبب هذه السمات الثلاث امرين
الاول الاحباط والخيبه والحرمان ومعناها كلها عدم اشباع الحاجات والتوتر والقلق بسبب ذالك
الثاني الظروف والاحداث التاريخيه منذ خمسة الالاف سنه من العهد البابلي الى وقتنا الحاضر ..
ومن نماذج التناقض التاريخيه اقامة تمثال لمود البريطاني وتحطيمه وقول عبدالسلام عارف لا رئيس الا كريم أي عبدالكريم قاسم ثم قتله لما تكمن منه والخضوع للمستبد وفدائة بالروح والدم فاذا سقط يلعنونه ويشمتونه
ومن نماذج التسلط والخضوع الخضوع للحجاج وايذاء على والحسن وخذلان الحسين
ومن نماذج الدمويه القتل للملوك والرؤسا وعد اكثر من ثلاثين ملك قتل من ريموش البابلي الى ابناء الملك فيصل وعبدالكريم قاسم وصدام .. والعرق سقط على يد ملك الفرس كورش مائتي عام ثم هولاكو ثم الاستعمار البريطاني والامريكي .. الفرس والتتار والاوربيين ..
وذكر المؤلف ان طبيعة العراقي اما الخضوع او التجبر وأنه يكره كل دولة قائمه ويداهنها فاذا سقطت مزقها بأنيابه وأنه عصبي المزاج متطرف المشاعر عنيد المذاهب والافكار كما قال على رضى الله عنه عن اهل البصره عهدكم شقاق ودينكم نفاق شحتنم صدري غيظا وأفسدتم على كل رأي وقال الفرزدق كلمة معبره القلوب معك والسيوف ضدك وهذه الكلمه تختصر الدمويه والتناقض والتسلط ..
وافتتح المؤلف فصل التسلط بقول الشاعر
قومي رؤس كلهم .. أريت مزرعة البصل
ومن مظاهرها التسرع في اتخاذ القرارت كما قيل في قتلى صدام الذين قتلوا ظلما شهداء الغضبه .. عدم القدره على التواصل مع الاخرين فهي شخصية منغلقة متسرعه .. الاسلوب البكائي في الاداء في النشيد وقرأة القران .. المبالغه في الولاء والعداء والحب والبغض .. كثرة الاختلاف وصعوبة الانقياد .. الخوف من المستقبل فهو حذر شكاك متذمر .. كرة انصاف الحلول .. لا يجيد المناورة ويعلب على المكشوف ..
الخلاصة ان الكتاب يتحدث عن الدمويه والتسلط والتناقض في الشخصية العرقيه وأنها بسبب تاريخي اجتماعي قدري لا من اصل الخلقه وأنها متصلة دائمه لا تختلف بأختلاف الناس ويجب حلها .. لكن هل تحل مشكلة عمرها خمسة الالاف سنة .. ام ان هذا الكتاب نوع من الهجاء والتفريغ الانفعالي لشي من الغضب المكبوت بسبب الوضع السي .. وأن المؤلف لم يتبع المنهجيه العلميه في تحليل الشخصيه العراقية حيث انطلق من علم النفس التحليلي الفردي واسقطه على شعب كامل بدون مرعاة للفوارق الجماعيه والخصائص الاجتماعيه .. ثم انه اتبع المنهج التاريخي حيث اسقط احداث التاريخ واحداث الحاضر على الشخصيه العراقيه ولو أن المؤلف عاش في حياة الرفاه في بلاد الرافدين في اوقات السلم لما خطر له الكتاب على بال ... فالكتاب يعبر عن الاحباط وخيبة الامل في المشهد العراقي فهو كتاب انسان محبط مصاب بخيبة الامل ومبتلى بالحرمان مكتوى بنار المذهبية والاحقاد الطائفيه والفقر والقهر والتخلف والتقاتل ..
|
|
|