مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 09-07-2014, 02:07 AM   #6
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132

من تفسير ابن جرير الطبري في سورة البقره ..

كثير من المفسرين قالوا في قوله (( ذالك الكتاب )) أنه اشارة الى علو المنزله .. لان هذا للقريب وذالك للبعيد ولكن ابن جرير قال ان ذالك بمعني هذا .. لان كل ما تقضى وقرب من الاخبار يقال له ذالك .. والقران هداية للمتقين وحجة على الكافرين .. وفسر ابن عباس التقوى بالخوف والرجاء فقال الذين يحذرون عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدي ويرجون في التصديق بما جاء به وقيل هم الذين يتقون كبائر الاثم وهذا من ابدع من يكون .. ذالك ان ترك المأثم الكبير سهل على كثير من الناس .. ورجح ابن جرير ان التقوى عامه وهي تطيبق امر الله وترك محارمه خوفا ورجاء له .. وهكذا دائما ما يرجع العموم في اللفظ القراني .. كما في الايمان والنفقه ونحوها

وقال الربيع (( يؤمنون )) يخشون وقيل يصدقون وقيل يعلمون ورجح ان الايمان كلمة جامعه للاقرار باللله وكتبه ورسله وتصديق الاقرار بالفعل لان الفظ عام ولم يخصص بمعقول ولا منقول .. ورجح ان الغيب كل ما غاب عنك مما اخبر به الشارع وكذبه كفار قريش ..


ورجح ان جرير ان الايه في سورة البقره رباعيه تحدثت عن مؤمنى العرب واهل الكتاب والكفار والمنافقين من اجل استفياء القسمه على اربعه وهذا يدل على ان ابن جرير يميل الى ان القران منظم ومقسم ومرتب كما قال ابن القيم في تقديم اياك نعبد على اياك نستعين لان نعبد من حقه ونستعين من حق عبده والفاتحه قسمت بين العبد وبين ربه ..


واقامة الصلاة هي ادؤها بكافة حقوقها من قولهم قامت السوق اذا لم تكن معطله قلت لاحظ السوق اذا كان في ضحوة ايام رمضان كيف يكون .. هكذا الصلاة التى لا اقامة ظاهره ولا باطنه لها ميته .. ولاحظ السوق في يوم العيد وكيف ان الناس تخترش لان السوق حي غير ميت وهكذا تكون الصلاة الخاشعه
وكثير ما اقول ان اصل المعني اللغوي يكشف لها معاني اعمق من المعاني التى تفهمها ..

والصلاة الدعاء وسيمت بذالك كما يقول ابن جرير لان المصلى متعرض لاستنجاح طلبته من ثواب الله بعمله مع ما يسأل ربه من حاجاته اهـ قلت اي ان الصلاة دعاء من باب التفائل والامل فأنت على وشك تحصيل ثواب الصلاة و نيل طلباتك بها .. وياله من معني بديع خفي علي كثير من الناس ..

والفلاح هو الفوز بالمطلوب والسلامه من المرهوب كذا روي عن ابن عباس .. وبهذا يكون الفلاح قريب من تحصيل اهدافك والسلامه من مخاوفك والانسان يعيش في الحياة بين محبوب ومرهوب فاذا وصل لما يحب وسلم ممن يرهب فهو مفلح .. ويطلق الفلاح على البقاء قال الاعشى (( وتطلبون الفلاح بعد عاد وحمير )) وبهذا يكون الفلاح هو البقاء وهو احد اكبر اسباب التكيف للكائن الحي كما يقول علماء الاحياء وعلماء الاجتماع ..

ومما تعجبت له قول ابن عباس أن مائه من سورة البقره نزلت في رجال من اليهود ورجال من منافقي الاوس والخزرع معروفون بأنسابهم .. وبهذا تكون سورة البقره مقارعه ومجادله لاهل القلوب الفاسده الحاسده المنافقه ... وهذا سر شفائها من الادواء الروحانيه الصادره من النفوس الشريره .. ونص اثر ابن عباس (( ان صدر سورة البقره الى المائه منها في رجال سماهم بأعيانهم وأنسابهم من احبار اليهود ومن المنافقين من الاوس والخزرج كرهنا التطويل بذكر اسمائهم )) قال ابن جرير وأولى التأويلات تأويل ابن عباس ..



الزنقب غير متصل