قال الشاعر
لكن قدرتي مثلي غير خافيه .. والنمل يعذر في القدر الذي حملا
نعم ان استشعار ضعف الانسان امام مطالب الحياة يجعله يدمن التفكر في تحصيل الاعانه من الرب سبحانه .. دائم يتفكر الانسان في كيف احصل معونه الله وكيف يكون الله سبحانه معي ..؟؟
يقول بعض العلماء . من تفرد بالعلم لم توحشه الخلوه ومن تسلى بالكتب لم تفته سلوه والقلوب تمل فأبتغو لها طرائف الحكم .. وترك بعض العلماء مخالطة الناس فقيل له لماذا تركت فقيل لا صغير يتحرمك وكبير يتحفظ عليك ..
قلت قلة الاحترام من الصغار .. وتتبع الاخطاء من الكبار سبب لهجر المجالس ..
وقيل من اداب المجالسه الاهتمام بالمجالس والانصات لكلامه وعدم مقاطتعه أو اكمال الحديث عنه .. وأياك ان يتجرء عليك السفهاء بكثرة الاختلاط بهم فإن اجراء الناس على الاسود اكثرهم لها مشاهده والاختلاط بأهل الشر يفسد كالسم في العسل والماء المالح بالعذب ..
وينبغي ان تعلم نفسك السكينه والوقار وعدم العجله وخصوصا مجازة المسي ولا تزكي الخونه او تخون الازكياء ولا تتكلم عند الساكتين لانهم ربما امسكوا عليك شي من الكلام .. وشاور النصوح الحكيم .. وكل ما شغلك عن الله فهو شؤم عليك ... وخير الملوك من بدل سنة السوء في مملكته بالسنه الصالحه وشرهم من بدل سنة الخير بسنة الشر .. والصفات الطبيه لا تظهر الا بالمجاهده فالجود في الاعسار والعفه عند الطمع والتحصيل والشجاعه عند الخوف والحزم عند الكسل .. واذا وليت امر فأبعد الاشرار فإن اعمالهم تنسب اليك .. وما عفا عن ذنب من وبخ به .. ورب كلام جوابة السكوت .. والدنيا تهين من تكرمه وتأكل من تطعمه .. والجود ان تجوم بمالك ولا تبذل وجهك للناس وتصون نفسك عن مال غيرك .. وللقلب افتان الهم والغم فالغم يولد النوم والهم يولد السهر .. وراحة الاجساد في قلة المطعم وراحة القلوب في قلة المأثم وراحة الالسن في قلة الكلام .. والذنوب سم اما أن تهلك القلوب او تضعفها فلا تقوى على مقاومة العوارض ..