مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-07-2014, 03:24 PM   #3
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132


ادارك الجمال هل هو شأن نفسي او اجتماعي او روحي ..

اذا قلنا انه نفسي فهو يختلف من شخص الى شخص فأنت تعجب بجمال ما يوافق

مزاجك وطبعك وما يكون على مقياسك الخاصه

واذا قلنا شأن اجتماعي فما رأه الناس جميل سوف يرجون لجماله بين الافراد

ثم تتولع فيه الافراد فيكون مثل تشجيع الاندية الرياضيه يشجع الانسان حسب ما وجد

الانسان تشجعه وتمدحه خصوصا من اقاربه واهله .. او يشجع المنتصر دائما .. او يشجع

كردة فعل مثل من يشجع مكايدة لمن يكره كمن يشجع الفريق الفلاني لان فلان من الناس

لا يشجعه وهو منافس لفريقه ..

واذا قلنا ان التشجيع امر روحي فمعناه ان ادارك الجمال نابع من تحققه بعالم المثل او عالم

الغيب السابق للوجود فكل حقيقة في الوجود تقارب وتماثل عالم المثل فلها من الجمال بقدر المماثله

ومن هذا نشاءت الفكره الفلاسفيه التى تأثر بها كثير من فلاسفه الاسلام وهي التشبه بأفعال الله او

بصفات الله .. او ايجاد الانسان الكامل كما يرى ابن سيناء واضرابه ..


وهل الجمال شي مختفي ونحن نكتشفه بطول التأمل والنظر كما قال الشاعر

كلما زدته نظرا .. زادك حسنا ..

او نكتشفه بكلام الناس عنه ومدحه له حتى يدخل في نفوسنا


لو لاحظنا

ان كل اجزاء الفلسفه تترابط بين امرين

اما مثالي يعطي الاولويه للفكر والمثال

او واقعي يعطي الالويه للواقع والمشهود

ومن هذين الامرين نتجت عدة فلسفات

ذالك ان الانسان يعيش صراع بين عالم المحسوس وعالم المثل وفي نفسه نزوع وميل

لعالم الشهود وعالم الغيوب ..


فهل الواقع صورة مشوهه من عالم المثل يعني انها صورة لم تكمل وهي ناقصه

وجهدنا في اكمالها حتى تصل الى الصورة المقاربه للعالم الاعلى

او الواقع هو الواقع ولا وجود للمثل فيه وتكلميه بدوام الاختراع والابتكار والابداع

لماذا التقابل بين هذين المذهبين

لان عالم الماده عالم مشاهد متغير

فلما كان مشاهد طغي على العقل واصبح لا يرى سواه

ولما كان عالم متغير في نهايته طغي عليه الفساد والزوال والنهايه

والنفس متعلقه بالمشاهدات وبالكمالات وبالابديه والخلود

فاذا غلبت جانب الكمال والخلود قالت بعالم المثل لان الواقع متغير سريع

الفساد ناقص فان ..

واذا غلبت عالم المشاهدات قالت بعالم واقعي يصارع الانسان

فيه من اجل البقاء والارتقاء والاصلاح والاقوى هو صاحب الهيمنه على هذا العالم


والمثل العليا هي الخير والجمال والحق وهي ابداية كامله صالحه مصلحه


قال الفلاسفه المثاليين

لو عرفت الجمال نفسه وعوت نفسك على الارتقاء للمثل ترى كل مادي متغير

لانك تنظر اليه بعامل الزمن وهذا مهم

لان النظر بدون عامل الزمن معناه اننا نرى المتغير على انه دائم ولا نرى تطوره

وتغيره وتبدله وهذا خرق عقلي

فعامل الزمن هو الذي يريك البديات والنهايات والاحوال والمألات وهو شأن

انساني .. والنفس متعاليه عن عامل الزمن فهي لا تتجزء ولا تتغير لانها ليست

من عالم الماده بل من عالم المثل هبطت من عالم الهي اعلى كما قال ابن سينا

هبطت اليك من المحل الارفع .. ورقاء ذات تحيز وتمنع
الفت وما الفت فلما داخلت .. انست مجاورة الخراب البلاقع

وقالوا

النفس فيها القيم الكليه والقدره على ادراك الجمال من عالم المثل في وجودها السابق

اي انها تفهم الكليات وتدرك الجمال بأصلها ونحن في تعلمنا نتذكر ولا نتعلم لان اصل العلوم

موجود في دواخلنا فهي شي كامن مثل كمون النبات في بذرته ..

ويجب علينا ان نحرر انفسنا من ضغط الجماعه وضغط الجسوم حتى تخلص اروحنا

ونبداء بالتعرف عليها كما هبطت من المحل الارفق كالحمامه الورقاء حتى لا تنس

في محل الفناء والموت والزوال .. فأنت ترى انها فلسفه تحتقر الواقع وتتعالي

عليه ولا تؤمن به ..


اذن المعرفه تذكر والجهل نفسيان .. لان جهدنا اعادة النفس لما شاهدته في علم المثل حتى

تتطهر الروح من ضرورات الجسد وضغط الجماعه ..

وفكرة وجود النفس في عالم سابق من الافكار العامه الكليه التى لا ترتبط بمفكر ولا فيلسوف

وبعض الامم الوثنيه ربطت الابداع بالجمال بالاوثان والشيطين .. فالالياده تسع اله واخوهم ابلو

وهو عباره عن تفاعل بشرى الهي خلق الجمال والفنون لها ارباب ملهمه فيقال شيطان الشعر

والربات المهلمات ربة الشعر والنحت


اذن الموجود صورة ناقصه لموجود حسي ناقص .. لانه لاينقل من المحسوس للمعقول

ومن الماده للمثال لان الذهن عليه ان يقلد الصوره التى هي تقليد لصورة من عالم المثل

يعني انت تحاول ان تنظر الى صورة عالم المثل وعليك ان تقلدها ولكل شي كماله في

عالم المثل ..

ولكن كيف ندرك مثال الموجود ؟؟

عن طريق التأمل العقلي والعزله النفسيه ودوام الفكر فنحن ننظر الى صور عالم

المثل في نفوسنا ولا ننظر اليها كما هي

وضرب مثالا برجل يجلس في كهف وينظر الى ضلال الاشياء في الجدار

فالعالم خلفه وهو ينظر في صورة ويحاول ان يقلد صورة المثال لا المثال

لان رؤية المثال متعذره في الحياة ..

ولا ترى الا بعد الوفاه ..

فالتأمل العقلي يجعلنا ننظر الى ظل وصور وخليفات عالم المثل في القيم

والاخلاق والعماره والحسيات ونحوها

والناس في رؤيتهم لهذه الصور والامثله مخلتفون

فهم يشبهون من ينظرون الى كتابه في جدار وهي صغيره وبعضهم

قوى البصر شديده التركيز فيحاول ان يقراء

والاخر غافل وهناك من عنده ضعف بصر رغم قوة تركيزه

وهناك من عنده قوة قوة بصر لكنه لا يركز

وقوة البصر هي قوة الاستعداد العقلي والتركيز هو دوام التأمل والتمهل والتفكير

بأختصار هي عقل قوى مستعمل .. بخلاف عقل معطل او عقل ضعيف لا يكاد يعمل ..


فواصل


افلاطون يرى ان الشعراء يطردون من جمهوريته

والسبب لانهم يقلدون التقليد ولا يقلدون المثال فلا يوجد عندهم قوة عقل ولا شدة تركيز

وبهذا هم يكرسون السائد ولا يرتفعون بالحاضر ولا يرتقون به


قال يوسف زيدان ان الانسان تحب المفاهيم المطاطه التى لا تحدد الاشياء بدقه

من اجل ان تمشي الحياة وحتى لا نجهد الذهن .. ومن اجهل الاشياء قولهم حب افلاطوني

لان افلاطون يحتقر المرأه والحب بين البشر امر حقير لانه مادي متغير والحب الافلاطوني

هو حب المثال الذي لا يتغير ولايحول ولا يزول ولا ينقص اما الدنيا وما فيها فهي حياة

الاغيار والفناء والتغير والصيرورة الدائمه ..

وقال افلاطون ان العبد والمرأه من طينة واحده فهو منحطين عن مستوى الرجل

بل قال ان المرأه ليست ادميه فهي من شي اخر ..
الزنقب غير متصل