علاج الوسوسه هي الجرأة على الخطاء .. ذالك ان الموسوس يعيش عقد الكمال او طلب الكمال في كل افعاله والحقيقه أن افعال الانسان لا تخلوا من المخاطره والنقص والتقصير ..لان الكمال عزيز والانسان ناقص بطبعته والقران ذكر انه ضعيف كثير الذنب والخطاء
والانسان لا يعيش حياة عاقلة متسقه مسيطر فيها على كل انحائه .. بل الحقيقه أن الانسان يحمل في داخله بعض الدوافع القهريه الشاذه واللاشعور السلبي فهو خليط من المتناقضات والعبره بما غلب على شخصيه او بما كان له القياد في شخصيه .. فاذا كانت شخصيته تقاد بالدين او بالعقل وقويت دوافع الاخلاق في نفسه فهو الانسان الذي وصل الى مرحلة الكمال .. ومعنى ذالك ان الوهم بوجود انسان تخلص من الدوافع القهريه واللاشعور الشاذ هو وهم كبير تعيشه كثير من الادبيات الاجتماعيه ..
دعنا نقول ان العبره بما سيطر على الانسان وما غلب عليه وهو ناقص ضعيف كثير الخطاء والتقصير وهناك دوافع قهريه منها
1 - دافع الوسوسه وهو الشك في اليقينيات مثل الشك في الطهاره او الصحه او الغيبيات وهي فكرة قهريه شاذه ملازمه للذهن تسبب لصحابها سلوك قهري وضيق وجداني مثل داء الغسال وهو دوام غسل اليد
2 - دافع الشكاسه وهي القدره على خلق الاعداء بالبحث عن العيوب وأعلانها والتشهير بالاخرين وهو فرع الانويه حيث انها تعظم النفس وتحتقر الاخرين وتبحث عن عيوبهم واخطاءهم وتشهر بهم وتصارعهم .. والانسان ملى بالاخطاء واذا كان بيتك من زجاح فلا ترمي بيوت الاخرين بالحجاره والحقيقه ان العيش مع الناس يستلزم المجامله والمسامحه اي ان تظهر لهم الود والبشاشه وتحاول ان تبحث لهم عن معاذير وبدون ذالك لن يقوم مجتمع فالقلوب تمتلى بالعواطف السلبيه ضد الغير والتصريح بما في القلب سبب لتفكك الاسر وانحلال المجتمعات وكما قال ابو الدرداء اننا نكشر في وجه بعض الناس وقلوبنا تلعنهم .. ولو تكاشفتم لما تدافنتم
ومما يدفع على التسامح النظر الى الغير بالنظر الى الذات والايقان ان القيم والاخلاق نسبيه في اصلها وشروطها وتطبيقها .. وأن كل انسان لا يخلوا من الشر والاعتداء والانانيه والظلم والفرق بين السوى وغيره في الدرجه والسيطره لا في اصل الوجود ولو كشف لنا دوافع بعض الناس لامتلكنا العجب ولكن الناس يعيشون بالستر والحيل والتبرير مما يجعلهم يعيشون في اجواء الاحترام ..
والكبت والترويض اصل للاخلاق الاجتماعيه السويه فلا بد من مقاومة الدوافع السلبيه في دواخل النفوس ولابد من معرفتها والضغط عليها وترويضها حتى لا تضر النفوس .. ويقول بعض علماء النفس ان كل انسان يحمل في نفسه بذرة جنون ولا يخلوا من تصرف جنوني او دافع جنوني دائم ولكن العبره بالسيطره عليه وعدم اظهاره .. فالقرق بين المجنون وغيره ان المجنون لا يبالي بالناس ويظهر دوافعه السلبيه امام الناس بخلاف غيره فهو يستطيع ان يقاوم هذا الدوافع .. بعبارة اخرى نقول ان المجنون يلعب على المكشوف بخلاف غيره من البشر ..
وأما انكار المنكر فهو المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله وخصوصا اذا اعلن وشاع وضر بالاخرين فهذا يجب انكاره .. ام مدارة الناس فهي محاولة العيش مع اصحاب النفوس الردئيه والصعبه ..
3 - دافع الحسد وهو تمني زوال النعمة عن الغير وهو طبيعة بشريه ولا يسلم جسد من حسد وكل ذي نعمة محسود وتختلف درجته بحسب الوراثه والاطباع والتهذيب والعوامل النفسيه والاجتماعيه ولابد من اضعافه والسيطره عليه وفي الاثر " ثلاث لازمات لأمتي : الطيرة ، والحسد ، وسوء الظن " . فقال رجل : ما يذهبهن يا رسول الله ! ممن هو فيه ؟ قال : " إذا حسدت فاستغفر الله ولا تبغ ، وإذا ظننت فلا تحقق ، وإذا تطيرت فامضه " وهو حديث ضعيف ولكن معناه صحيح .. فالعين لا تحب من هو ارجح منها وتفوق الاقران سبب للحسد والبغي وعدو المراء من يعمل عمل علمه وهذه الامثال موجوده في كل الشعوب تقريبا ..
وسبب الحسد هو انفعال الانويه وهو حب المدح والتفرد ونيل الكمالات لوحده فالرعفه في الغير تسبب الحسد وخصوصا في المجتمعات المغلقه والمحصوره والانويه هي حب التميز والتفوق والمدح وكرة مدح الغير وانت ترى ان الحسد موجود في الصغار فهو يتقاتلون وينافس بعضهم بعض ويعتدي المهمل على المتوفق ولكن المشكله في الكبار الذين يرشون دوافعهم القهريه بمبررات اجتماعيه ولاشك ان النجاح له ضريبه وهو كثرة الحساد والحاقدين وعليه بالمداره ودغدغه الانويه من اجل السلامه من السنتهم ..
4 - دافع السرقة القهريه والمماطله وحجد الحقوق لان اكل الدين شطاره عند بعض الناس
5 - الحرص الشديد على اقل القليل والايذاء للضعفاء