مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 12-07-2014, 01:12 AM   #5
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132

القرأة للتراث يجب ان تدرس دارسة موضوعيه وذالك بعزل الذات عن الموضوع بحيث تبعد الانحيازات والمرجعيات حتى نصل الى الشي كما هو عليه .. والثاني النظر الى التاريخ بأعتباره موجود في اطار تاريخي متطور له ظروفه .. ذالك ان الافكار البشريه تنطلق من واقع معاش وظروف حاله .. وهو متطور ومتغير .. المهم هو فهم الاصول كما هي .. ولابد من التفريق بين زمن التشريع بأعتباره هو محل الموضوعيه وبين زمن التطبيق وهو ما بعد عصر التشريع من تطبيقات المسلمين على واقعهم المعاش بحيث يكون المصب او المنبع هو عصر التشريع وما حدث فيه من تطبيق وفهم ونصوص ..

والذات الاسلاميه بعدما ضعفت فزعت الى الذات القديمه التى كان له المجد والقدره على المنافسه والسياده ولذا كثر الرجوع الى القديم واستلهامه من اجل النهوض بالواقع فصار الماضي التاريخي البشري هو النموذج التطبيقي الشرعي الذي يجب ان يعاد الى الواقع .. ونحن نعرف ان الحراك البشري مختلف بأختلاف الظروف والاحول .. فيجب علينا ان نراعي عصر التشريع من اجل اخذ الحد الادني من الذات الاسلاميه التى تتميز عن غيرها ويرضى الله عنها وهذا هو التحدي الذي يواجه المصلحين الاسلاميين ..


ولذا كانت دعوة الافغاني وعبده عباره عن التجديد وترك التقليد .. والتقليد هو استجلاب الذات الاسلاميه من عصور الانحطاط غير العصر النبوي والراشدي ذالك ان هذين العصرين هما عصر الامتثال والاستنان .. والتجديد هو لبوس اسلامي عصرى نابع من الذات اسلاميه وموافق لسنن العيش الحضاري الجديد ..

لا تعارض بين الدين والتمدن .. ذالك ان الدين هو اصلاح القلب والنفس والمجتمع على مايرضى الله تعالي بأستمداد شرعي رسالي .. والتمدن هو رفع قيمة الفرد والمجتمع في عزه وكرامه ورساله خاصه تجعل من الامه امة اقتداء واتباع في كل الارض ..

وكثير من الحداثيين يرون أن هناك قطيعه بين التمدن والتدين ويروان انهما طريقان متنافضان وذالك بسبب غياب الرؤية الاسلاميه المطبقه التى رفعت الفرد واعزت الجماعه ونافست الكبار في العالم الاسلامي .. فهم لا يرون الا مجتمعات اسلاميه فقيره متفرقه الى شعوب وطوائف وهي ميدان الحروب والقتل والجوع والجهل .. فهذا الواقع يجعل تصور حل اسلامي ينطلق من الذات الاسلاميه ويرفع الواقع وينافس العالم المتقدم اشبه بأحلام ليل ..

ان المصلح الاسلامي يشبه الطبيب الذي يصرف الدواء من اجل المريض كي يعود الى صحته وعافيه والمصلح يعرف الادويه من خلال بصيرته بالشرع وبصيرته بالواقع ومن حاصل هذين النظرين يخرج خارطه طريق يمكن ان تساهم في رفع الواقع وانتشاله من الوهده الحضاريه ..


وصحيح ان الحاضر الاوربي هو الحاضر السائد والمسيطر في عالم اليوم .. بل صار المرجعيه لكثير من الناس وصار التراث ينظر اليه بعيون اوربيه او بمرجعية اوربيه .. انه بفرض نفسه كذات للعصر كله والانسانيه كلها جمعاء فهو اسال لكل مستقبل ونموذج لكل حاضر ويلون الماضي بلونه .. واللبرالي العربي يقراء التراث بنفس ومرجعية اوربيه فلا يرى الا ما يراه الاوربي .. وطريقة النظر هي معارضه ثقافه بثقافه وقراءة تراث بتراث ..

وتحقيق التراث ان تخرجه من اصوله الى واقعك حتى يتجسد في المجتمع .. وبناء التراث تشكيل بنية معرفيه تراثيه تنهض بالواقع وتحسن التعامل معه ..

وقال بعض اليساريين ان التراث العربي حصيلة صراع الطبقات وصراع الماديات والمثاليات واذا لم يجد في التاريخ ما يبرهن قوله لجاء الى التاريخ غير المكتوب وكل هذا من اجل تصحيح افتراض قام في ذهن الانسان قبل ان يجرب عليه طريقة التحقق ..

القراء الحقيقه هي التى تنطلق من الاجزاء من اجل تكوين كل نابع من استقراء كل الاجزاء وليس من اجل تأكيد كل جاهز يحاول الذهن اثبات في الجزئيات .. فالكل الجاهز يضلل القاري ويشوه المقروء .. والقراءه هي اعطاء معني لمقروء عن طريق تأويل يجعله ذا معني بالنسبه لمحيطه الفكري والاجتماعي ولابد من معقوليه المقروء بحيث تستطيع نقل المقروء الى مجال اهتمام القاري ..


ونحن نعيش في ثلاث تيارات في العالم العربي

تيار الاحيائي الذي يحاول اعادة احياء التراث ..
وتيار الحداثه الذي يحاول ان نعيش في العصر كأهل العصر
وتيار ثوري يساري يحاول قلب اوضاع المجتمع بسبب الطبقيه الحاكمه ..
الزنقب غير متصل