كتاب قاعدة المحبه لشيخ الاسلام
الكتاب كان موجود في المكتبه الظاهريه وفيه اخطاء كثير ولم ينشره الا محمد رشاد سالم وحققه وحاول تصحيحه ..
وهو درسة لاصل الافعال او السلوك ماهو ؟؟
الشيخ يرى ان عاطفه الحب هي اصل كل حركه . في الانسان وفي العالم بحكم ان الكون يتحرك بأمر الله لملائكته .. وأن اصل كل ترك هو البغض .. وأن الاسلام جاء بالعباده وهي اصل الحب .. وأن الناس انقسموا الى فلاسفه طبائعيون يثبون المواد ولا يعرفون الغايات واهل كلام ينكرون الطبائع ويثبون الغايات وأن اهل السنه يبثتون الغايات والطبائع ولا تناقض بينهما ..
ثم يوضح ان اصل كل مجتمع هو دين جامع للناس واصل كل دين حب واراده وأن الدين هو الاستمرار على الشس والتعاهد والتعاقد على الشي وأن الدين يحقق مصالح المعاد والمعاش
ثم تكلم عن العشق وأنه فساد ادارك وتخيل ومعرفة يفسد معها الحب والاراده .. ثم تكلم عن اللذه والالم وهما اصل في المحبه وقسم اللذه الى لذة حس وعقل ووهم
فكرة الكتاب ان كل حركه سببها شي عاطفي .. وأن العواطف مراتب وهناك عاطفه سائده وقائده توجه كل هذه العواطف .. والعواطف هي سبب الفعل والترك . وهي نوعان نافعه وضاره وصحيحه وفاسده .. وبهذا درس العواطف من ناحية كيفيه ومن ناحيه معياريه ..
وقانون السلوك هو فعل ( محبة + أراده ) ولمحبه والاراده جنس تحته انواع وله خصائص ولوازم .. فمن خصائص المحبه ( الميل .. الحرص .. الطلب ) ومن خصائص الاراده ( الاصرار .. المثابره .. ) ولها درجة قوة وضعف .. ومن لوازمها ( مدة الفعل .. قوة الفعل )
وقانون صحة السلوك هو فعل ( نافع في الحال + نافع في المأل ) ..
والسلوك هو الفعل والترك وهو ناتج من المحبه لان الترك محبة عدم وجود الشي والمحبوب نوعان محبوب وسلي يوصل الى غاية مثل شريعة الله وغائي وهو عباده الله .. فالاخلاص غاية لانه طلب ما عند الله .. والمتابعه وسيلة .. قال لا يترك الحي ما يحبه ويهواه الا لما يحبه ويهواه .. ويترك الاضعف محبه للاقوى محبه .. فاذا تعارضت المحبتان نشاء الصراع ..
فالحاجات في علم النفس هي المحاب عند شيخ الاسلام بن تيميه .. لكنهم قالوا حاجات انطلاقا من الماديه الجسمانيه والنفسيه والاجتماعيه وهو قال محبه انطلاقا من الدين الذي يقيم اساس العلاقه مع الله على الحب ..
والترك نوعان ترك لعدم المحبه وترك للبغض .. فالترك لعدم المحبه يسمي الحياد والترك للبغض سببه منافاة المحبوب فاذا دخل الدين الى عواطفك وشكلها فقد تم ايمانك كما في الحديث من احب لله وابغض لله واعطي لله ومنع لله فقد استكمل الايمان .. قال الشيخ ( لا يوجد البغض الا لمحبه .. ولا يزول البغيض الا لمحبه )
والسكون هو الاصل في الاجسام والحركه طارئه .. وسبب الحركه احد ثلاث اشياء اما طبيعيه بدون اراده او اراديه وهي المحبه اوقسريه وهي الارغام على الحركه .. وكل حركه في الكون هي عباده لله لانها ناشئه من حركه وكل حركه اصلها المحبه لان الاصل في الكون السكون ..
والمحبه يعرض لها حالان
الاول ان تكون كامله خالصه كمحبة اهل الايمان لربهم
الثاني ان تكون ناقصه او غير خالصه كمحبة الكفار وعصاه اهل الايمان ممن يقدم محبة الناس ومحبته على محبة ربه ..
وشرط صحتها الكمال والاخلاص والسنه ..
وتكمليها يكون بأعتقاد ان الخير والشر والنفع والمنه والفضل بيد الله وحده
واخلاصها ان يطلب كل خير من الله ويدفع كل شر بالله ..
وسنتيها بتتبع ما امر به فيفعل وما نهي عنه فيترك ..
قال ( عبادة الله وحده هي اصل السعاده ورأسها )
والقران كله يدور على امرين
الامر بحب الله ولوازمها وضرب الامثال والمقاييس لذالك
الثاني النهي عن محبة غيره ولوازمها وضرب الامثال والمقياييس على ذالك
وهذا فيه ارجع معاني القران كلها الى معني واحد كلي ..
فعندنا عواطف هرمية تنتهي إلى عاطفه تعبر هي الاصل والام واليها يرجع كل العواطف وهي الصبغه التى تصبغ وجدان الانسان .. واذا لم يكن لعواطف الانسان نهاية لزم الدور والتسلسل .. وهي لا يصلح في الوجدانيات .. فالوجدان هو تبلور مشاعر القلب على محبوبات متفاوته يقودها ويحكمها عاطفه واحده إليها ينتهي كل شي ..
وهناك عواطف غير تامه تحب من وجه وتكره من وجه .. وعواطف مؤقته تقوى في حال وتضعف في حال .. وعواطف كامله تامه
والتأله التام ان يكون الله هو المعبود وحده لا شريك له .. والمعبود يختلف عن الخالق لان العباده حقه والخلق فعله ..
فلا يخلوا أي حي من عمل وارده ومحبه والعمده في أي طريق يحب ويكره فكما ان وجود الهين مفسد للارض فكذالك وجود محبوبين في القلب مفسد له قال الشيخ ( كل عمل في العالم بحسب نية صاحبه وليس للعامل الا ما نواه وقصده واحبه واراده بعمله ) والنيه ملازمه للعمل فقط تحتاج الى اكتشافها وتعديلها وتصحيحها .. لان اصدق الاسماء حارث قال الشيخ ( الحارث هو العامل الكاسب والهمام هو القاصد المريد وكل انسان متحرك بإرادته حارث وهمام ) والمحبه تجري عليها الاحكام التكليفه والوضعيه فتكون صحيحه وفاسده وواجبه ومحرمه .
ومن اثار المحبه ( الحلاوه الذوق الوصال الصدود السرور الحزن البكاء ) أي ان كل الانفعالات ترجع الى عاطفه
والخطر ان تتشكل عواطف الانسان على شي ضار بسبب جهل او سوء اعتقاد او شهوه او شبهه تشبهت بحق ..
والعواطف منها ما هو مباح وشرطه عدم الغلوا فيه او الجفاء عنه مثل محبة الاقارب والزوجه والاكل والنكاح
قال الشيخ ( والمشروع والنافع والصالح والعدل والحق والحسن اسماء متكافئه مسماها واحد بالذات وأن تنوعت صفاته بمنزله اسماء الله الحسنى ) وهذا يدل على فهمه لكلي يرجع اليه كل هذه الامور ..
ولابد ان تتبع العواطف الافكار وهو معرفة الصالح والفاسد والنافع والضار بالعقل او بالفطره أو بالشرع أو بالتجربه .. ومعرفة الخير بالتجربه والفطره والعقل فيها خطر عظيم والغلط فيها كثيرلخفاء صفات الاعمال والاحوال عنها والخبير بذالك كله هو الرسول عليه السلام ..
فالمصلحه المرسله هو الذي يرى شي مصلحه وليس في الشرع ما ينفيه والاستحسان ان يرى الشي حسنا فيستدل بحسنه على أنه من الشرع والعدل ان يرى للشي نظير وشبيها فيستدل على حكمه بحكم نظيره وشبيهه .. ولهذا السلف يسمون من خالف المشروع اهل الاهواء .. لان الهوى هو استحسان وأصلاح عقلاني مخالف للشرع ..
ومما يغذي العواطف الهوى والنفع والراحه واللذه ومشتهيات النفس وحب المكاسب وتعلق القلب بالشي ..
وكل متحرك له علتان فاعليه وهي فعل الشي وصورة الشي .. وغائيه وهي مقصد الشي وغاية الشي ولا يمكن ان يكون المخلوق عاله فاعليه تامه ولا علة غائيه تامه .. لان فعله تحت قدرة الله ومشيئته ولان كل غاية غير الله فهي باطله ولان الاعانه من الرب والاخلاص له هي اصل صلاح المخلوق .. فالعون يضاد الفاعليه التامه والاخلاص يضاد الغائيه التامه للمخلوق ..
والمخلوقات يجتمع فيها نقصان عدم الاستقلال بالفعل فلا يصلح شي منها أن يكون علة تامه لا فاعله ولا غائيه .. ان لكل علة عله فاعله او غائيه ..
واهل الطبع المتفلسفه يجعلون الغايات القريبه هي الغايات النهائيه .. وهذا كثير في علم النفس .. فهم يأخذون الطبع القريب ويغفلون عن العلل النهائيه ..
فالانسان فيه قوة جاذبه وهاضمه ومولده ودافعه وينسبونها للاجسام ولا يشهدون الحكمه الغائيه من المخلوقات
والقدريه يخرجون افعال الحيون من القدره واهل الطبع يخرجون عامة الكائنات من العلل المولدات ..
والخطاء هو في جعل المعلول عله تامه وجهل الغاية مثل اضافة الزلزله الى احتقان البخار واضافة حركة الرعد الى اصطكاك اجرام السماء وغفلوا عن لمحرك الاول والغاية من هذا الحركه .. أي عن جواب لماذا وجوب من ؟؟
المحبه والاراده اصل كل دين صالحا او فاسد لان الدين عباره عن اعمال ظاهر وباطنه ولا يكون عمل الا بمحبة واراده .. والمحبه ميل القلب الى الشي والاراده عزم القلب على الشي .. والدين هو الطاعه والخلق الدائم ولهذا فسر الدين بالعاده والخلق قال ابن عباس وأنك لعلي دين عظيم وفسر بالعاده اهذا دينه ابدا وديني .. ومنه الديدن أي عادته مثل كبكب من الكب .. والعباده غاية الحب وغاية الذل ..
القاعده
عمل .. حب واراده .. ترك بغض وكره .. كل انسان همام وحارث له حب وبغض لا يخلوا منها الحي وعمله يتبع حبه وبغضه .. فاذا أستمر فهو عاده وخلق ..
وهذا معني قولنا الانسان كائن عاطفي يحب ويكره ويعمل ويترك ويواصل ويقف .
والانسان لابد له من جماعه .. ولابد للجماعه من دين يجمعهم واذا اجتمعوا لابد ان يشتركو في حب شي وبغض شي .. وهذه هي العاطفه الجمعيه التى رأي شيخ الاسلام انها من ضروريات الاجتماع وهي الدين في كل مجتمع ..
لان الدين هو العاده والخلق المني على حب وكره ..
ويجمتع الناس على عاطفه مشتركه متحده الجنس والنوع مثل حب الله ورسوله والقيام بالشعائر .. وعاطفه مشتركه متحده الجنس مختلفه النوع مثل حب الزواج والاكل والشرب واختلاف شراب وزواج كل واحد لكن كل واحد يحب نظير ما عنده الاخر لا عنيه ..
والنظير هو المشابه .. والعين هو نفس الشي الموجود عند الاخر ..
والنوع هو اكل خاص والشخص هو ذالك الاكل مثل الثوب نوع وشخصه يختلف بأختلاف الاشخاص .. مثل المطر متناظر غير متعين أي ان المطر هو المطر ولكن الذي نزل في مكان غير الذي نزل في مكان
والامور السماويه تقع مشتركه لا خاصة .. والمشترك هو الاصل العام الذي يتحد في نوعه وشخصه مثل الصلاة .. والخاصه الاصل العام الذي يتحد في نوعه ويختلف في شخصه مثل ثوبي وثوب اخي وثوب جاري ..
وكل ما يحتاج اليه الناس يفرضونه عن طريق التعاهد والتعاقد من اجل المصلحه العامه وتتعلق به المحبه لانه يجل الخير للجميع .ويدفع الشر عن الجميع .. فكل ما كان عن طريق التعاهد والتعاقد فهو دين كما في الحديث لا ايمان لمن لا امانه له ولا دين لمن لا عهد له .. لان الدين عباره عن عهد جمعي يتفق عليه الناس في التزام واجبات وترك محرمات .. وقد يكون باطل او حق .. مثل دين الملك ديكم ولا يدينون دين الحق ..
الدين هو طاعة معتاده صار خلق .. هكذا عرفه الشيخ .. فيكون المطاع محبوب مراد .. ولا يطاع الا الله .. ورسوله وولاة الامر اطيعو لانهم يأمرون بطاعته من اطاعني فقد اطاع الله ومن اطاع الامير فقد اطعاني ..
قال الشيخ لابد لكل ادمي من اجتماع .. ولابد في كل اجتماع من طاعة ودين .. وكل طاعة ودين لايكون الله فيها فهو باطل ..
ولابد لكل حي من محبوب .. هو منتهي محبته وارداته واليه حركاته ..
فرد محبوب اجتماع دين الله .. هكذا هي المعادله عند الشيخ تبداء بالمحبه وتنتهي بالله .. ولابد في كل دين من شريعه وعقيده أو وسيلة وغاية .. او مقصود وصوره فالمقصود هو ما تتوجه اليه .. والصوره هو ما تتوجه به .. والناس متنوعون في المعبود والعباده والقران يعرف بالمعبود ويعرف بالعباده .. ولابد من معرفة المحبوب والجهد في الوصول اليه ..
قال الشيخ ( والايمان بالله واليوم الاخر والعمل الصالح هي الموجبه للسعاده في كل مله ) وصلاح الاجساد بالغذاء وصلاح النفوس بالاديان .. فالدين غذاء النفس والطعام غذاء البدن ..قال الشيخ ( وحاجة الناس للتأله اعظم من حاجتهم الى الغذاء لان الغذاء اذا فقد يفسد الجسم والتأله اذا فقدت تفسد النفس )
ولابد لكل قوم ما يمتازون به من معظم مطاع او معبود وهذا عام في كل مجتمع .
والدين امر ضروري في المجتمعات لان النفوس بحاجة الى محبوب مطلوب لذاته وبحاجة الى التزام ما يحبوه من الحاجات ويدفعونه من المضرات ..
ومقصد الدين اصلاح امر المعاش والمعاد لا امر المعاش فقد كما يقوله بعض المتفلسفه .. فهم يأمرون بالعدل والصدق ولا يأمرون بالتوحيد وعبادة الله وحده ولا بالعمل للاخره ..
وهناك دين طبعي لكسب مصلحة الحياة ودين ملي لكسب مصلحة الاكابر والاجداد والاباء ودين شرعي لكسب مصلحة الدراين ..
خلاصة ما تقدم
أن المحبه والاراده اصل في الحركه وفي الانسان وفي الاديان وتستلزم عمل دائم بين الكل مشترك النوع والعين او ومشترك النوع مختلف العين او خاص بالفرد ..والدين هو طاعة عامه مبنيه على التعاهد والتعاقد وهو عباره عن شريعه موصله وعقيده غائيه ..
فهو ربط علم النفس بعلم الاجتماع بعلم الاديان في خيط واحد .. بناء على نظره للانسان ونظرة للمجتمع نظرة للاديان .. بدون فصل بينها .. وعلم النفس اليوم ربط بالدين العلماني وهذا خطره لانه نظره للطبيعه الانسانيه والاجتماعيه مبنيه على دين له رؤية ..