يقول المولى عز وجل :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } غافر (56)
أخي الكريم / حربي
تحية طيبة .. وبعد
غالباً يكون الحوار في مجتمعنا " العربي " مجرداً من الإخلاص لله إلا ممن رحم ربي .
فالذي دعاني لأن أقول هذا القول : هو أن الحوار عند البعض ، والبعض كثير.. ليس إلا محاولات لهدم ما بني الحوار عليه ، بدعوى إفحام المحاور أو الخصم حتى لو اضطر المخاصم إلى مغالطة المنطق ، والدين ..إما عن جهل أو إصرار ، وتجني حتى يكسب ثناء (س ) أو (ص ) من الناس ..!
فتجد نفسك أمام مغالط من الأثنين ففي تارة يكون المغالط مدفاعاً وتارة يكون من مهاجم .. !!
وأحياناً يشترك الخصوم بالفجور والتخبط ..!
وكل هذا ليس حرصاً على تبليغ دين أو إحقاقاً للحقوق .. بل أنت أمام متخاصمين تخاصما لأجل الدنيا ، أو إنسان فيها يُطلب رضاه ، مما يجعل الجدل ينحى لمنحى التحزب ، والانطواء تحت لواء مخلوق دون الخالق ..!
نعم أخي : يكون هذا الانطواء عندما تبنى الحوارات على رضى أشخاص أو الدفاع عنهم .. أمام من يحاور وقد سخر لسانه ، وقلمه ليس حباً في الدين أو نشراً لفضائله .. ولكن مظاهرة لذاك المدافع عن إنسان بغير الحق ..!
وهنا لن تجد طعماً ولا لوناً لتلك النصوص المستعارة من قال الله ، وقال الرسول .. غالباً في مثل هذا النوع من الحوارات ..!
لأنك لست أمام حوار ولكن جدل يراد فيه إثباتاً للذات أو البحث عنها ... فيتحول ذاك الحوار إلى جدلٍ عقيم قد غلب الكِبر والتكبر فيه ..!
فمن يريد الحق للحق يجب أن يراه الناس مذعناً لكلام الحق عز وجل إذا سمعه .. لا أن يمارس التدليس ، ويجادل المحكم بضعيف القول أو مكذوبه .. .
هذه هي أغلب موائد القوم في الطرح .. فهم كما أنكرت أنت عليهم وهذه حالهم في الإذاعة ، وفي التلفاز كذلك هم في " تويتر " بحال توتر دائم .
فمتى كان منبع الطرح هو إخلاص النية لله ... كانت الحجة أبلغ والاستدلال اشمل .
وتكون النتيجة فائدة تصب في حساب المتلقي .. حتى لو كان من غير المسلمين .. لا أن تتسبب مثل تلك الحوارات إلى تنفير المسلم من إسلامه .
أتمنى أن أكون قد أصبت الهدف بتوفيقٍ من عزيزٍ حكيم .
هذا واسأل الله ان لا يستخدمني وإياكم إلا لما فيه طاعته ورضاه .