مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 21-06-2015, 04:06 AM   #17
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من احلي ، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم.





هذا الحديث تكلمت عنه في بعض المساجد وهو من اقوى الاحاديث في فضل الصيام وبيان



غايته ادابه



نستطيع ان نقسم الحديث الى اربعة اقسام رئيسيه



الاولي بيان اجر وحكمة الصوم وغايته الصوم .. ولماذا كان اجره خاصا




لان الصيام مميز من سائر الاعمال ان ثوابه مخفي ..؟؟


وذكر الحافظ ابن حجر عشرة اسباب لاخفاء ثواب الصوم


أحدها: أن الصوم لا يقع فيه الرياء, كما يقع في غيره.
الثاني: أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وإنها تضعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله, إلا الصيام, فإن الله يثيب عليه بغير تقدير.
الثالث: أنه أحب العبادات إلى الله.
الرابع: الإضافة إضافة تشريف وتعظيم، كما يقال: بيت الله, وإن كانت البيوت كلها لله.
الخامس: أن الاستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات من صفات الرب جل جلاله, فلما تقرب الصائم إليه بما يوافق صفاته أضافه إليه، قال القرطبي: "معناه أن أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصيام, فإنه مناسب لصفة من صفات الحق، كأنه يقول: إن الصائم يتقرب إلي بأمر هو متعلق بصفة من صفاتي".
السادس: أن المعنى كذلك, لكن بالنسبة إلى الملائكة؛ لأن ذلك من صفاتهم.
السابع: أنه خالص لله تعالى, وليس للعبد فيه حظ بخلاف غيره, فإن له فيه حظاً لثناء الناس عليه بعبادته.
الثامن: أن الصيام لم يُعبد به غير الله، بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك.
التاسع: أن جميع العبادات توفّى منها مظالم العباد إلا الصوم.
العاشر: أن الصوم لا يظهر فتكتبه الحفظة, كما لا تكتب سائر أعمال القلوب.
قال الحافظ ابن حجر: "فهذا ما وقفت عليه من الأجوبة, وأقربها إلى الصواب الأول والثاني, وأقرب منهما الثامن والتاسع"، وبالله التوفيق.






وقال الشيخ الفوزان ان السبب في ثلاثة امور (( لم يتقرب به لغير الله .. سري بين



العبد وبين ربه .. لا يأخذه الغرماء يوم القيامه .. فيكون حسنه محميه من الاخذ ..


لان الناس يوم القيامه ياخذون حقوقهم من الغير بالحسنات والسئيات ..





وما اجمل التعليل بقوله



(( يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي ))



هذه القطعه تقول لك ان سبب هذا الفضل هو الترك لله .. حيث ضحى الصائم



بشهواته لاجل الله تعالي .. ومن اجمل الاشياء في العقائد ان تترك امر تحبه



لاجل عقيدتك ومبداءك .. هذا نوع من الاستعلاء على الدنياء وتقديم الاخرة عليها





والصيام يوصلك الى ثلاثة امور جوهريه



وهي التحكم بالغريزه ... العفه .. الاخلاص




التحكم بالغريزه عن طريق ضبط البطن والفرج والغضب بالصيام



وهذه الامور الثلاثه تجعلك تتسامي وترتفع الى ما هو ااعلى وهو



ضبط النفس بالشرع الحنيف



ولذا قيل الصائم من صام عن الغو والرفث .. وقيل ما اكثر الممسك واقل الصائم



وقيل اذا صمت فليصم سمعك وبصرك وعينك ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء



وكان السلف يجلسون في المساجد ويقولون نحفظ صيامنا



وفي الحديث (( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ..)) لانه يفعل المحرمات



في رمضان ..



والمفطرات نوعان



مفطر حسي وهو الاكل والشرب والجماع وما كان بمعناها مثل الابر المغذيه



والحجامه والاستمناء ونحوها



مفطر معنوي وهو محرمات اللسان والعين والاذن والقلب من غل وحسد وحقد





فالمقصد



ان الصوم يرفعك الى من التحكم بالغريزه .. الى العفه عن المحرمات ..



لان من ترك المباح ..لابد ان يترك المحرم في كل وقت



والمباح الاكل والشرب .. الضرر في الاكثار منه



والمحرم الضرر في قليلة وكثيره .. فهو مثل السم ..



وقال الغزالي رحمه الله



ان من يترك الاكل والشرب ويفطر على الحرام والغيبه والنمينه ونحوها



فهو كمن يبني قصر ويهدم مصرا .. اي بلد كامل





والعفه عن الحرام ترفعك الى الاخلاص والتعلق بالله في كل حياتك



وهذه النهاية الكبرى من شعيره الصوم





وهو صوم خاصة الخاصه كما ذكر الغزالي .. اي الصوم عن غير الله



فلا يكون في قلبك أي مساحه لغير الله .. فأنت تحب وتكره وتمشي وتنام



وتأكل وتعمل وتربي .. كل اعمالك واقوالك تنظر فيها الى الله وحده



اجتمعت عليك همومك وتوحد مقصدك ولم تكن مشعبا ومتفرقا في اودية الدنياء



الزبده



ان الصيام يعودنا على التحكم بالغرائز



ان الحتكم بالغزائز يعودنا على ترك المحرمات كلها



ان ترك المحرمات كلها يعودنا على الاخلاص والتعلق بالله وأن يكون



الحلال والمباح نعمله لله سبحانه وتعالي ..



فأنت ترى



اننا نترك الشهوات لله .. ثم نترك الحرام لله .. ثم نوظف الحياة كلها لله



وهذه خطه الصوم التى ارادها الله تعالي



صوم عن الاكل والشرب والجماع .. يؤدي على صوم عن المحرمات كلها



يؤدي الى الصوم عن الدينا كلها ..
الزنقب غير متصل