مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 08-02-2006, 06:23 PM   #8
سميّة بنت خياط
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 237
الطرس الثاني


((يوم قالت أمي: فيك عشر من الديدان الشريطية !))





[align=justify]بعد عودتي من الكويت..
محملا بتلك التغيرات المفاجئة ..
لم يستغرق مكثي في الرياض مدة طويلة.

فقد وعدت (سيدتي الوالدة) - أطال الله عمرها ومتعني ببرها -
بمجرد عودتي من الكويت برحلة سياحية (أوروبية)..
وبالفعل..

سافرت وهي وأخي الصغير..

طبعا:
لم أتوقع أن ماأصابني من كثرة التردد إلى دورة المياه..
والعطش الزائد عن حدة..
هو مرض أو عارض صحي!

طبعا كنت أسلي نفسي بأن مابي مجرد (شيء عابر )..
وأني - ربما - بحاجة إلى قليل من الراحة والاستجمام.

كانت وجهتنا إلى ألمانيا..
وكانت رحلة الطائرة غريبة ..
جعلت - الست الوالدة - تضرب أخماس بأسباع وأثمان
فقد احتارت في أمري:
كل 10 دقائق (أنقز) إلى دورة المياه!
وشربت من المياه في تلك الرحلة مايزيد عن 4 لترات!
وبين كل قنينة وأخرى؛ أستغرق في نوم خفيف!
لاينبهني منه إلا حاجتي الملحة الإنسانية.

أخبرتها بأمري ..
وبماذا أشعر؟
فغضبت علي .. وهطلت بسيل من التأنيب:
ليه مارحت للدكتور؟
أنت ناسي نفسك ومنشغل بأشياء تافهة!
أهم شي عليك صحتك!

فوعدتها بمجرد الوصول .. أن ألبي رغبتها.

في رحلتنا تلك..
كانت علامات مرض السكر تكاد تفتك بي..

أول أمر:
ذهبت إلى صيدلية هناك..
وطبعا (من يعرف منكم الشعب الألماني) سيعرف مدى المعاناة التي عانيتها في إيصال وتوضيح الحالة التي أعانيها..
فهم في (الإنجليش ) ميح وتتنيح!!

المهم: كان تشخيصهم لي هو مجرد ( التهاب ).. وأعطوني حبوب (زنتاك).

تناولتها..
وحالتي لم يتغير عليها شيء..
بل زادت بعلامات أخرى!

تصوروا:
كنت - إضافة إلى العطش الشديد - أمر بحالة من النهم والجوع!
جوع غير طبيعي...

كنت في الصباح أفطر - دون مبالغة - على:
6 حبات من البيض المسلوق..
والتهم عشرات الأقراص من البان كيك والوافلز..
إضافة إلى المعجنات من الكروسون بمختلف أنواعها..
وأختمها بصحن كبييييير من الفاكهة!

أما وجبات الغداء والعشاء.. فحدث و (حرج)!
إذ لم (تخارجني) 3 وجبات يوميا!
فقد أصبحت 7 أو 8 وجبات .. وبالكاد (أشبع)..
وبعدين مو أي وجبة..
لم يحقق لدي الاكتفاء إلا تلك الوجبات التي يجمد عليها الشارب..
سي فود..
ستيك..
وكل شيء تبلغ نسبة (الكولسترول ) فيه 100%

ياناس ..
بلا شك تشعرون وتعرفون شعور (الجائع)..
قد يمر علينا في ساعة من النهار..
أما أنا - في ذلك الوقت - ففي كل لحظة جائع!
همي في كل مكان نتجه إليه أن أجد مطعما مناسبا..


المشكلة ليست هنا!
المشكلة في العارض (اللامنطقي) المصاحب لي..
فمن يأكل بمثل تلك الشراهة..
والشفاحة..
أمر طبيعي أن يزيد وزنه .. وينتفخ أنتفاخا.

أما أنا .. فالعلاقة الطردية (منعدمة تماما)
بل غدت علاقة عكسية!

نعم والله..
علاقة عكسية!

فوزني - قبل إصابتي - كان ممتاز جدا (70 كيلو)
وبعد إصابتي - بشهر واحد- فإلى كم تتوقعون وصل؟
مع اعتبار ( وفرة الطعام التي كنت أتناولها)..

لاتتعجبوا..
أو (تنهبلوا)..

لقد (خسيت خلال شهر واحد) أكثر من 13 كيلو!
فقد تراجع مؤشر الميزان إلى 57 كيلو.
ووالله لو اتبعت أشد أنظمة التخسيس، وبرامج الرجيم.
فلن أصل إلى تلك المرحلة خلال شهر واحد!
نحول شديد..
وصفرة في الوجه..
حتى أصبحت أمي تطلق علي (الهيكل العظمي)..
أو ( العصل المصل)!

وحينما تشاهد طريقة أكلي..
وحجم ماابتلعه كل يوم.. تقول:

ياياسر:
أنت زارع في بطنك (10 من الديدان الشريطية) !

ومن كثرة تكرار تلك العبارة..
بالفعل، استقر في عقلي الباطن:
أن ثمة ديدان تصول وتجول في بطني
واستعمرته.. حتى قضت على كل المكونات الحيوية في غذائي.

المهم:

كانت مدة رحلتنا شهر كامل.
تنقلنا فيها ..
وتنقلت معي الأعراض سالفة الذكر..
واستمريت في تعاطي دواء الالتهاب..
ولم يتغير شي يذكر.
بل الحالة من السيء إلى الأسوأ!

إلى أن ظهر عارض إضافي مفاجئ..
لم أكن انتبه لي بشكل مباشر!
وهو علامة يعرفها (أهل السكر ) عند ارتفاعه الجنوني لديهم..
وهي رائحة ( الكيتون) التي تخرج أثناء التنفس..
ولايشعر بها إلا مريض السكر.

في أول مرة شممت فيها تلك الرائحة..
استغربت من رائحة عطري!
فعطري المفضل لم يكن يوما من الأيام بمثل هذه الرائحة..
فاستهديت بالله..
وقلت رائحة من تلك الروائح التي تزكم الأنوف وتنتشر في الأجواء.
إما شخص رش عطره بقربي!
أو رائحة معطر الغرفة!

طبعا..
ياغافل لك الله!
أنا - ماأدري وش السالفة -
ولم يمر على سمعي وبصري وكل حواسي شيء ينادونه (كيتون)

بالمناسبة:
ظهور تلك الرائحة؛ مؤشر خطير جدا جدا على حياة مرضى السكري..
وقد يتحول إلى حالة حرجة تعرف بـ ( التسمم الكيتوني).

وهكذا..
عدت إلى الرياض..
وهيئتي أصبحت مختلفة اختلافا جذريا..
وكل من رآني.. كان يندهش ويولول:
وراك (نحفان)؟
شكلك متغير!
تصدق إني ماعرفتك!

وش السالفة ياناااااااااس!!

وهنا..
قررت قرارا مصيرا بأن اتجه إلى أقرب دكتور..
لعله يفيدني فيما فتح الله عليه.

وليتني مافعلت..
فقد كان قراري وبالا علي..
وعرفت أن 75% من (دكاترتنا).. ماعندهم سالفة.
أو في الرواية الشهيرة ( ماعندهم ماعند جدتي).


وهذا ماسأرويه لكم في طرسي القادم..

وآسفين على الثرثرة..
واستروا ماواجهتم

___________

يتبع لاحقاً بإذن اللهِ ...

[/CENTER]
__________________

المرءُ بأصغريه ...قلبهِ ...ولسانه ...!
سميّة بنت خياط غير متصل