اليأس قاتل للحياة
الحياة عبارة عن امال واماني مشفوعه بعمل وجد متبوعة بترقب وانتظار
واذا لم يكن في الحياة امل ولا اماني فلن يكون هناك عمل واذا لم يكن
هناك عمل فلن يكون هناك انتظار لمفرح ومبهج في الحياة
وفقدان مفرحات الحياة قاتل للحياة نفسها ..
اليأس أن يفقد الانسان اي امل في حياته . ان يرى وجوده عب على الحياة
ان يرى نفسه على هامش الحياة .. ان لا يكون عنده انتاج او نفع
وكما قال الشاعر
اذا انت لم تنفع فضر فإنما .. يرجي الفتى كيما يضر وينفعا
اليائس لا يرى في اي ضيق مخرج ولا في الهم فرج ولا في الكربة انكشاف
وقطع باب الامل موجب الى القعود .. والقعود والعجز اكبر عقبة في طريق
النجاح فالانسان ابن افعاله وهو المسؤل عن نفسه
ومن زرع العجز فلن يحصد الا الندامه
ارأيت الزرع المخضر هل يخرج بدون ماء .. وهل يعيس الانسان بدون
هواء .. وهل يقوم البناء بدون حديد
كذالك الامل هو ماء الحياة وهواء العيش وحديد النصب والشدائد
لا عيش للانسان بدونه ابدا ..
هل تعلم
عندما اصاب اليأس نفوس المسلمين من التتار كان التترى يقول لعشرة
من الرجال انتظروا مكانكم ثم يذهب ويأتي بسكين ويذبحهم ذبح الخراف
ولا يستطيعون حتى على الهرب ..
هكذا اليأس يبطل فاعليه الانسان ويكسر همته ويبدد طاقته
وللياس في النفوس احوال
تارة يعانق الرجاء ويتصارع معه فترى في عين صاحبه برق الامل وسواد الياس
فاذا كان ميلا للتشائم غلب عليه اليأس وكبر شدائد الحياة وتغلب اليأس على نفسه
وتارة يضعف اليأس ويكون الرجاء قوى .. وبعد شدة حياتيه يخرج المارد من قمقمة
ويستحل نفسا لم تتعود عليه بسبب ميلها الى الرجاء .. وتعجز عن دفعه
مما يسبب لها الاذي البالغ وربما المرض النفسي
وتارة يكون الياس هو الغالب بسبب ميل في الطبيعه وظروف حياتيه قاهره
فيكون ممن وظيفته شتم الزمان والتحسر على الحياة وغبطة الناجحين
وربما أختلط الياس بالترقب
ذالك أننا عندما نعمل من اجل الوصول الى الغايات نترقب ونكون
في موضع شك يقل او يكثر فنظن أنه يأس والحق أنه ترقب
اذ اليأس اعتقاد الفشل والخيبه لا ترقب النتيجه
فإن قيل أن الياس شأن طبيعي في الانسان وخصوصا عند الفشل ؟؟
نقول نحن لا نتكلم عن اليأس العارض بسبب الظروف
نتكلم عن يأس ملازم بسبب سوء الظن وغلبة التشائم
وأن قلت أن من يده في الماء ليس كمن يده في النار فربما قوى الياس
ولم يسيطر على النفس بسبب ظروف قاهره ؟؟
قلنا لا شك أن للظروف اثر في احداثه في النفوس .. لكننا نتكلم عن غلبة على
النفس لا صراعه مع النفس
اذ الواجب مقاومته ورده ودفعه
وبهذا يتضح
أن اليأس عدو للنجاح وأنه اذا تمكن من الانسان نكد عليه حياته
وأن الواجب دفعه قدر المستطاع .. وأن الاصابة به امر طبيعي عند
كل البشر وقد يزيد بسبب قابلية نفسه وظروف قاهره لكن الواجب دفعه
والاجتهاد في رده حتى لا يستولي على النفس ويكون الانسان ميت قبل
الموت ..