الموضوع: خواطر وافكار ..
مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 18-12-2015, 09:14 AM   #206
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
لو سأل انفسنا ما الحكمه من الاصابة بالعين ؟
اقول من الحكم ان لا نعتقد أن النعم من ذواتنا وبجهدنا بل هي خالصة من الله وفي الاثر ( من انعم على عبد نعمة في أهل ومال وولد فقال ماشاء الله لا قوة الا بالله فيرى فيه افة دون الموت )
وقول ماشاء الله يعني هذا النعمه لا تستمر ولا تدوم الا بقدرة الله ومشيئته .
وقول لا قوة الا بالله يعني أن هذا النعمه لا تزيد ولا تحمي الا بقوة الله
فالنعمه لا تأتي ولا تستمر ولا تزيد الا بقوة الله وقدرة الله ..
واذا غفل الانسان عن ذالك عوتب او عوقب بالعين التى تجعله يعرف ان المعطي الاول هو الله تبارك اسمه ..
والنعمه هي كل حالة سارة تتفوق بها على غيرك ..
والواجب فيها الشكر وحسن المصاحبه
وفي الاثر ان الرسول عليه السلام رأي كسرة خبز فأخذها ومسحها وقال يا عائشه احسنى جوار النعم فما رحلت نعمة عن قوم فرجعت اليهم
وهذا كثير فالنعم تعطي هدية من السماء لكنها اذا رحلت بسبب عدم الشكر قل ان ترجع مرة اخرى الى الجماعه وهذا من سنن الله في النعم
فالواجب الاحترام وحسن المجاوره وعدم العبث الموجب لنفرة النعم من الناس وانظر الى الشعوب والبلدان التى فقدت نعمة الامن او نعمة الايمان او نعمة الغني هل رجعت النعم اليهم ؟؟
عاشت اجيال كثيره تحت نير فقدان تلك النعمه سنين متطاوله ..
لنفور النعمه من اجيالهم السابقه فأصابهم من شؤم معصية الاباء ما اصابهم .
ونعمة الامن و الايمان من اعظم النعم ويجب على العقلاء أن يحسنوا جوار هذه النعمه بالمحافظه عليها ..
والنعم تزيد بالشكر .. والشكر أن تنسب الى الله وتسخر في مرضاته ولا يعصى الله بها .. وضده كفر النعمه وهو أن تنسب الى غير الله او تسخر في معاصيه
والشكر مطلب ثقيل ..
يحتاج الى معونه من الله وفي الدعاء المأثور ( اللهم اعني على ذكرك وشكرك )
اذ الشكر وهو اضافة النعمه للمنعم وتسخيرها للطاعه والامتناع من تسخيرها في المعصيه يحتاج الى معونه
انظر الى معاصي اللسان والقلب والعين كم هي كثيره في الناس لتعلم ثقل الشكر على القلوب ..
وللشكر دقائق كثيره
منها اعتقاد الانسان أنه عاجز عن الشكر .. كما ورد أن موسى قال يارب كيف
اشكرك واصغر نعمة لا تساوي كل عملي فأوحي الله اليه الان شكرتني !!
لماذا ؟
لان هذا يتضمن امرين يحبهما الله
الاول نظر القلب الى دوام انعامه وحسن رعايته
الثاني نظر القلب الى العجز والتقصير
وهذين الامرين هما سبب صلاح القلب وعنوان فلاحه كما في حديث الاستغفار ( ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي )
قال ابن القيم العارف الى الله يسير بين مطالعة النعمه ومطالعة التقصير
وربنا رب قلوب ينظر الى القلب وما فيه من الاعتقادات .. فمن استكثر نعم الله عليه واستقل عمله فقد شكر ربه ..
بخلاف من استكثر عمله واستقل نعم الله عليه ..
يقول العارفون
من اجل النعم التوفيق لشكر النعم لا عطاء النعم ..
لماذا ؟
لان عطاء النعم دنيوي يشترك فيه البر والفاجر
وشكر النعم اخروي يختص به الانبياء والمرسلون واتباعهم
ونعمة الايمان اجل من نعمة الحياة .
ويذكر أن بعض الناس استشكل كيف يكون عطاء الله كثير وتقصير الناس وقلة شكرهم اكثر ..
فسأل احد العلماء وقال فقال الله انعم بالدنيا على كل الناس ويزيدهم منها رغم عصيانهم وبعدهم وقلة شكرهم كيف ذالك ؟
قال العالم
يابني عطاء الله على قدره .. وشكر الناس على قدرهم
وربنا كريم جواد غني ..
الزنقب غير متصل