الطغيان بالنعمه افة الاخلاق
النعمه هي تميز عن الغير .. بحيث يكون الالالف البشر دونك في المستوى
المالي والصحي والاجتماعي والديني ..
هناك اناس انعم الله عليهم بالمال .. وبدلا من شكر النعمه
تحول المال الى وسيلة للتكاثر والتفاخر على عباد الله
ووصل الحال بهم الى الظلم والعدوان على الاخرين بالطمع والتكالب
والخصومات التى لا تنتهي ..
وفي الحديث ( لكل امة فتنه وفتنة امتى بالمال ) رواه الترمذي
وبعض الناس انعم الله عليهم بالصحه والقوه والنشاط
فصارت هذه القوه سبب لظلم الناس والتجبر عليهم وعدم رحمتهم
والتسلط على الضعفاء ..
وبعض الناس انعم الله عليهم بالمال والشهاده والمنصب والولد والزوجات
فصارت هذه الامور سبب للتجبر على الخلق وعدم رحمة الضعفاء والاحساس
بمن فقد نعمة الولد ونعمة الاستقراء الاسري ونعمة الجاه والمنصب
يرون الناس بعين الازدراء والاحتقار .. وينسون ان الله تعالي يرحم الاقوياء
بالضعفاء كما في الحديث ( انما تنصرون بضعفائكم ) رواه ابو دوود
وبعض الناس انعم الله عليهم بالدين تعليما وتعليما ودعوة وارشاد واستقامه
وسلوكا ..
ومن المفترض أن يكون الدين وسيلة لرحمة الله وحب الخير لهم
ورحمة الفقراء والضعفاء وجلب الخير لهم .. ونصح المقصرين والدعاء لهم
لكن مع الاسف يوجد حفنه قليله من الناس
صار التدين وسيلة للتكبر على الخلق والنظر اليهم بعين المقت والازدراء
واستخدامهم للخدمات والمصالح الخاصه واستغلال احترامهم من اجل
الصالح الخاص وجلب الحظوظ والانتقاع ..
ورحم الله بشر الحافي حين قال ( لئن اطلب الدنيا بدف ومزمار احب الي
من اطلب الدنيا بالقران والدين )
فالتدين حالة صله بين العبد وبين ربه .. ومكاسبه في الغالب معنويه
روحيه لا ترى فهو يورث طمأنينه القلب والقرب من الرب والبركه
في الاموال والاوقات والنور الهادي ..
وليست مكاسبه الصفراء والبيضاء وتقبيل الرؤوس وتسارع الناس
بالخدمه وتطقع نعالهم في الاتباع
ولا اعني ان من اكرمه الناس وخدموه ليس متدين .. فهذا لا يقوله عاقل
لان من اجلال الله اكرام حامل القران غير الغالي فيه ولا الجافي عنه كما في السنن
ولكن اقصد بالتحديد
ان لا يكون قصد المتدين هذه الامور .. بل يهرب منها ولا يطلبها ..
فهو يكره المدح ويكره أن يعطي شي من الدنيا مقابل تدينه واستقامته
لان مربح الدين من الله لا من الخلق ..
ونحن نعرف أن اول من تسعر بهم النار ثلاثه قاري للقران وشهيد ومتصدق
وكان غرضهم في ذالك كسب الناس وتحصيل منافعهم ورضاهم ومدحهم كما في الصحيح
المقصد من كل هذا
ان الطغيان بأي شي من النعم سبب لسوء الاخلاق وخساره
العلاقه مع الله وتكاثر لمعاصي
وروي عن الامام احمد انه قال ( ابتلينا بالضراء فصبرنا وأبتلينا بالسراء فلم نصبر )
وقيل ( لا يصبر على فتنة السراء الا صديق او نبي )