.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.
لا خير فينا إن لم ننصح لبعضنا
خصوصاً في ما بقي لنا من صروح ، قامت على الرسالة وانتهجت عملها من الدين
وأخصّه أكثر في هذا الوقت ، الذي أصبح فيه الشرّ- وللأسف - يعمّ .. فموقف من جمع التبرعات آثر بأن يجمع كل صناديق الخير من عند بيوت الله ، و آخر في مدرسة للبنات هدّ معه أنموذجاً فريداً ومميزاً لتدريس المرأة ممثلة بالرئاسة العامة لتعليم البنات
لا أطيل بالموضوع .. ولا أتشعب لجروح وأقلب في قروح ، فقد تعبت الروح
.
- سواءً من تجربتي الصغيرة بالخوض بإحدى الحلقات أو من تلمّس خارج محيط دائرتها - ألحظ تنظيماً إدارياً واضحاً فشله من ناحية تنظيرية ، جليـًّا خطأه من ناحية تطبيقية
لن أتشدق بالكلام .. فسأستعرض لكم الذي يحصل - باختصار شديد -
الطالب - سواء بالمرحلة المتوسطة أو الثانوية - يبدأ بإحدى الحلقات وينتظم في سلكها بـكافة برامج الحلقة ( حفظ ، دروس ، رحلات ... إلى آخره ) ، ثم يصل إلى المرحلة الجامعية وتـُسلّم حول عنقه إحدى الحلقات بأيّ من المساجد ليُديم دورتها ويمضي بسلسلة الخير فيها
من خلال نظرة تأمّلية سريعة .. تبدو هلهلة هذه السُـلّمية المُتبعة و تزعزع أركانها
أولاً .. لا الطالب - الذي أصبح مربياً - قد اكتسب مهاراتٍ لتربية الناشئة ، و ربما هو أساساً - وكثير كثير ما تحصل - لا يكون قد تلقى مداداً تربوياً يُـقيمُ نفسه فضلاً على أن يُـقيم به غيره
ثانياً .. - وهو فرع من الأول و أصل مهم - أستاذ ذلك الطالب مرّ بنفس تلك الخطة .. فهل نتاجه سيكون أحسن منه وهو الذي استلمَ تربيته ؟!!
ثالثاً .. لو افترضنا جدلاً - وهو بعيد - أنّ الطالب قد اكتسب المهارات المطلوبة .. هل معنى ذلك أنه قد وصلَ إلى مرحلة التشبّع حتى يُـفرّغ ما تعلمه على من دونه ، ويتوقف عن تنمية ذاته دون أي مورد آخر يُـفيده ويـكتسب منه ؟!!
رابعاً .. من يتـتـبّع عمل ذلك المُربـّي القدوة ؟؟ من يقوّمه إن أخطأ و يوضـّح له السبيل إن احتار ؟؟ وهو الذي - بالغالب - استلمَ حلقة بمفرده أو معه أمثاله وأسنانه قادوها و مضوا بركابها !
وفي الجعبة خامساً و سادساً و سابعاً .. و لستُ - والله - متتبعاً لزلل بقدر ِ ما يملؤ وجداني همّاً لسنابل خير ٍ أخشى ذبولها
.