15-02-2006, 09:22 AM
|
#28
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
بسم الله الرحمن الرحيم
[align=right] تحدث الكاتب علي العمير –في كتابه «أدب وأدباء»: 71- عن عادة لبس المشلح والعقال، وذكرَ جانباً من تاريخهما، ثم قال:
ومن أطرف ما قرأتُ أخيرا من هذا القبيل في جريدة الندوة.. مساجلة شعريَّة فَكِهة طريفة بين الأساتذة.. حسين سرحان، وحسين عرب، وأحمد جمال، وها أنا أستعرضها.. كلوْنٍ مِن الأحاديث التي تدور في الأوساط الواعية، مندِّدةً بهذا المشلح المرهق، وهذا العقال الذي (ما أنزَل الله به من سلطان) !!
يقول الأستاذ سرحان:
[poem=font="Traditional Arabic,7,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تحملت العباءةَ والعقالا=وهذا البرد ينثالُ انثيالا
ففيها الدفء من قرٍّ وصرٍّ=إذا هبَّت ذوائبها شمالا
ولكن كيف أحملها بيومٍ=عنيف الحر يشتعلُ اشتعالا؟[/poem]
هذه علامة الاستفهام الكبيرة.. التي تركها الأستاذ (سرحان) تتلوَّى حيرةً وغموضاً.
نعم.. نعم.. كيف يلبسها في يومٍ شديد الحر؟ وهل لابدّ من ذلك؟ ولماذا؟ أما في البرد.. فحملها معقول كأية (بطانية) مهذّبة.. تقيه البرد.. ولكن في الحر أيّ لزوم لها؟.. مع بقية الأثافي؟
[poem=font="Traditional Arabic,7,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أرى عرقي إذا ما جفَّ حينا=تفجّر بعد وانهمل انهمالا[/poem]
وكيف بالله لا يتفجر وينهمل، وأثافٍ ثلاث تكتنفه، غترة، ومشلح، وعقال؟
[poem=font="Traditional Arabic,7,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وأذابت غترتي وسقت قذالي=بمعتصر يدير بي القذالا
وهل (طاقيتي) يوما ستُغني=إذا انسلّت حواشيها انسلالا[/poem]
لا لن تغني!!
وأما الأستاذ حسين عرب.. فهو ثائر مزمجر.. فيه من غترتِه وحدها غَمٌّ تمطّى فكيف بعباءة وطاقيَّة فأما العقال.. فهو يرى الدنيا بما وسعت عقالا!!
[poem=font="Traditional Arabic,7,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فيا لعباءةٍ كانت خيوطا=على كتفي فاندالت حبالا
وما (طاقيَّتي) إلا مجاز=ثكلت به الحقيقة والخيالا
وما لي والعقال فإنَّ نفسي=ترى الدنيا بما وسعت عقالا[/poem]
فإذا كان هذا هو (حسين عرب) وهو من هو وزيرا وأديبا ومفكرا.. يرى في المشلح والعقال والغترة هذا الرأي الحر العنيف، ومع ذلك يلبسها رغما عنه.. أفلا ترى ذلك –أيها القارئ- تنافراً واضحا كافيا لأن يحملنا على أن نفعل ما نرى وتعتقد.. لا ما تفعله البيئة وتعتقده؟
أما الأستاذ أحمد جمال.. فهو يرى في لبس المشلح والعقال مدعاة للزهو والجلال، ويرى في المشلح أنه يغني عن اللحف والبطانيات، كذلك العقال قد ينفع عند اللزوم تصدّ به عداءة عاد.. وتسكب به احترام غرّ الأجناد؟ (السخرية واضحة!!)
اسمعه يقول:
[poem=font="Traditional Arabic,7,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سلا كتفيّ يوم لبست بشتا=ورأسي حينما اعتصب العقالا
أكان يفوقني غيري زهوا=على الدنيا ويكبرني جلالا
وما أغنى العباءة عن لحاف=و(دقديق) إذا ما البرد صالا
وما أوفى القال لضرب عاد=يبادلك السّباب أو النضالا
وما أحراه حين يراك غرّ=من الأجناد أن يقف امتثالا
[/poem]
وهذه.. في رأيي تبريرات ساخرة متهكمة، ولكنها مهذبة على كل حال!!
وها أنت ترى أيها القارئ الكريم مدى ما تبلغه الأحاديث الخاصة من نيل بالمشلح والعقال خاصة.. كأي شيء لا لزوم له ومع ذلك لا بدّ منه!!
[/CENTER]
انتهى
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]
صفحة ناشر الفصيح
|
|
|