بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى - :
وكانت مَعْدِلتُه جيدة ، اشتكى إليه رجل أن ابن أخت الملك يهجم عليه وعلى أهله في كل وقت ، فيخرجه من البيت ويختلي بامرأته ، وقد حار في أمره ، وكلما اشتكاه إلى أحد من أولي الأمر لا يتجاسر على إقامة الحد عليه ؛ يهابون الملك . فقال له الملك : ويحك ! متى جاءك فائتني فأعلمني ، ولا تسمعن من أحد منعك من الوصول إلي ولو كان في الليل . وتقدم إلى الحجبة أن هذا لا يمنعه أحد متى جاء من ليل أو نهار . فذهب الرجل مسرورًا ، فما كان إلا ليلة أو ليلتان حتى هجم عليه ذلك الشاب فأخرجه واختلى بأهله ، فذهب باكيًا إلى دار الملك ، فقيل له : إن الملك نائم . فقال : قد تقدم إليكم بما سمعتم . فأنبهوا الملك ، فخرج معه بنفسه وحده ، وجاء منزل ذلك الرجل ، فنظر إلى الغلام وهو نائم مع المرأة في فراش الرجل ، وعندهما شمعة تقد ، فتقدم الملك فأطفأ الضوء ، ثم جاء فاحتزَّ رأس الغلام ، وقال للرجل : ويحك ! ألحقني بشربة من ماء . فسقاه ثم انطلق ليذهب ، فقال له الرجل : سألتك بالله لم أطفأت الشمعة ؟ فقال : ويحك ! إنه ابن أختي ، وكرهت أن أشاهده حالة الذبح . قال : ولم طلب الماء سريعًا ؟ فقال : إني كنت آليت منذ أخبرتني أن لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أقوم بحقك ، فكنت عطشان هذه الأيام ، حتى كان ما رأيت ، فدعا له ، وانصرف رحمه الله .
وكان مرضه سوء مزاج اعتراه وانطلاق البطن سنين ، فكان فيهما لا يضطجع على فراش ، ولا يتكئ على شيء لقوة بأسه ، بل كان يستند إلى مخاد توضع له ، ويحضر مجلس ملكه ، ويفصل بين الناس على عادته ، حتى مات وهو كذلك في يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الآخر من هذه السنة ، عن ثلاث وستين سنة ، ملك منها ثلاثًا وثلاثين سنة ، وخلَّف من الأموال شيئًا كثيرًا ، من ذلك سبعون رطلاً من جوهر - سامحه الله تعالى - وقام بالأمر من بعده ولده محمد ، ثم صار الملك إلى ابنه الآخر مسعود بن محمود ، فأشبه أباه ، وقد صنف بعض العلماء مجلدًا في سيرته وأيامه وأحكامه وفتوحاته وممالكه ، فأفاد .اهـ
* البداية والنهاية ، لابن كثير ، 15/634-635 .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،،
الموضوع الأول :
http://www.muslm.net/cgi-bin/showfla...collapsed&sb=5
الموضوع الثاني :
http://www.muslm.net/cgi-bin/showfla...collapsed&sb=5
الموضوع الثالث :
http://www.muslm.net/cgi-bin/showfla...collapsed&sb=5