بسم الله الرحمن الرحيم

.. سلوبودان ميلوسوفيتش ..
- ولد ( سلوبودان ميلوسوفيتش ) عام 1941م .

تولى ( سلوبودان ) رئاسة دولة ( يوغوسلافيا ) ..
وهي دولة اتحادية شيوعية ، تأسست عام 1945م ، وتتكون من ست جمهوريات هي : البوسنة والهرسك وكرواتيا ومقدونيا وسلوفينيا وصربيا والجبل الأسود .
- أعلنت البوسنة والهرسك استقلالها بموجب استفتاء شعبي عن يوغوسلافيا عام 1992م ، وقاطع الصرب الذين كانوا في البوسنة ذلك الاستفتاء ، فبدأت المعارك بين الصرب الذين طالبوا بجزء من أراضي الجمهورية من جهة ، والمسلمين والكروات من جهة أخرى ، وتدخلت صربيا بقيادة ( سلوبودان ميلوسوفيتش ) ، وساموا المسلمين سوء العذاب في البوسنة ، وحصلت مذابح دامية ، من أشهرها مذبحة ( سربرنيتشا ) .
وكان يشاركه في هذه الجرائم عدد من المجرمين الصرب ، مثل ( رادوفان كاراديتش ) الذي لا يزال حرًّا طليقًا إلى هذه الساعة ..
وكانت المأساة كبيرة ، إلا أنه تم في الأخير توقيع اتفاقية ( دايتون ) للسلام ، بين صربيا والبوسنة والهرسك ، وتخلى بذلك ( سلوبودان ) عن جزء كبير من الحلم الصربي ( صربيا الكبرى ) الذي روّج له عبر دوائره المتنفذة في الإعلام ، بعد أن واجهته القوى المسلمة في البوسنة والهرسك .
انتهت الفترة الرئاسية لـ ( سلوبودان ) عام 1997م ، ولأنه كان لا يستطيع بنص الدستورترشيح نفسه لفترة رئاسية أخرى ؛ فقد استصدر قراراً من البرلمان بتعيينه رئيساً ليوغوسلافيا .
وفي مطلع عام 1998م ، بدأ ( ميلوسوفيتش ) حملة عسكرية واسعة إقليم كوسوفا المسلم دمر خلالها كثيراً من قرى الإقليم وبلداته ، وقتَّل السكان المسلمين شرَّ تقتيل ، فاضطر السكان إلى هجر ديارهم .
وعُقدت مباحثات للسلام بين الطرفين مطلع عام 1999م ، ولكن اعترض وفد الحكومة اليوغوسلافية على خطة السلام التي اقترحها حلف شمال الأطلسي .
وفي مارس بدأت طائرات حلف الناتو في قصف الأهداف العسكرية اليوغوسلافية لإجبار حكومتها على قبول خطة السلام .
وفي يونيو وافقت الحكومة اليوغوسلافية على الانسحاب من كوسوفا ، وأوقف حلف الناتو عملياته العسكرية بعد إتمام عملية انسحاب الجيش اليوغوسلافي من الإقليم ، وأرسل الحلف قوات لحفظ السلام بالمنطقة .
وفي أكتوبر 2000م أعلن ( سلوبودان ) فوزه في الانتخابات التي أجريت وقتها ، ولكن رفضت المعارضة نتائج الانتخابات ، واتهمته بتزويرها ، وتجاوب الشارع الصربي مع المعارضة ، ونُظِّمت في شوارع العاصمة بلغراد تجمعات لمئات الآلاف من الشعب الصربي ، وأضرموا النار في مبنى البرلمان ، والتزم الجيش والشرطة الصربية الحياد ، مما اضطر ( سلوبودان ) إلى الاستسلام للثورة الشعبية ، وأعلن تنحيه .
اعتقلت السلطات الحكومية الصربية ( سلوبودان ) بتهمة الفساد ، وطالبت المحكمة الدولية لجرائم الحرب في يوغسلافيا ومقرها لاهاي بتسليمه تمهيدًا لمحاكمته بجرائم الحرب التي كان مسؤولاً عنها في البوسنة والهرسك ، ومن ضمنها مذبحة ( سربرنيتشا ) .

وفي 4 يوليو 2001م مثل ( سلوبودان ) أمام المحكمة الدولية ، حيث وجهت له تهمة التخطيط والمسؤولية وإصدار الأوامر لارتكاب جرائم قتل وتشريد المواطنين الألبان في إقليم كوسوفا .
سُجن ( سلوبودان ) في مقر المحكمة في لاهاي ، سجنًا يتمناه الطلقاء !
فغرفته مفتوحة الأبواب دائمًا ، وتطل على شاطئ بحر الشمال ، كما أنه يقوم بقراءة الجرائد يوميًّا في جو طبيعي أمام الخضرة وشاطئ البحر .
وتحوي الغرفة فراشًا واسعًا ، ومكتبًا خاصًا له ، وجهاز تلفزيون متصلاً بالأطباق الفضائية التي تمكنه من متابعة القنوات الإخبارية العالمية ، كما أنه يتجول بين مكتبة السجن للاطلاع على أحدث إصدارات الكتب ، ويمارس أيضًا التمارين الرياضية !!
في النهاية ..
أُعلن اليوم ( 11/2/1427 ) عن هلاك هذا الطاغية المجرم ..
فقد أعلنت محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي وفاة الرئيس اليوغسلافي السابق ( سلوبودان ميلوسوفيتش ) .
وقالت المحكمة إن ( ميلوسوفيتش ) وجد ميتًا داخل زنزانته في سجن المحكمة فيما يبدو أنها وفاة طبيعية دون ذكر تفاصيل أخرى .
والحمد لله رب العالمين .
المراجع :
الموسوعة العربية العالمية (
www.mawsoah.net ) .
الإسلام أون لاين (
www.islamonline.net ) .
مواقع إخبارية ووكالات أنباء .
النادم