مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 11-03-2006, 07:01 PM   #7
أبو لسان طويل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 98
مقال من موقع حماس على الانترنت (المركز الفلسطيني للاعلام) :حماس وسياسة الإقصاء الأمريكية



خالد معالي



بين حين وآخر تطل علينا الإداره الأمريكية بأوجه مختلفة في ممارساتها السياسية، والتي تعكس درجة الصلف والإستكبار التي تتعامل به هذه الإدارة في سياساتها الخارجية، خاصة مع الدول العربية والإسلامية، إنها سياسة المستعمر الأمريكي والذي بدأ يكشف عن نواياه المبيته تجاه المنطقة بعد أحداث أيلول/سبتمبر وبعد فوز حماس الأخير في الانتخابات التشريعية، والتي جعلته يعيد العالم إلى عصر الاستعمار واستعباد الشعوب باحتلاله العراق وأفغانستان بشكل مباشر.



فالمستعمر الأمريكي لم يكتف بدعمه للاحتلال الصهيوني وتقديم كل أشكال الدعم المادي والغطاء السياسي له، بل دخل مستعمرا خدمة للمصالح المشتركه مع الصهيونية، والسياسة التي تمارسها وتنتهجها إدارة الاستكبار الأمريكية بين الحين والآخر، هي انتقائية اللقاءات التي تعقدها رموز تلك الإداره مع شخصيات ومنظمات في المنطقه أو في الدعوات الموجهه لإجراء حوارات في واشنطن.



فتعامل الإدارة الأمريكية مع الرئيس الراحل ياسر عرفات انساق سريعا مع مخطط العدو الذي كان يهدف إلى عزل الرئيس الراحل، فكثيرة هي الوفود التي قدمت إلى المنطقة والتي رفضت اللقاء به، رغم أنه استقبل عدة مرات في البيت الأبيض وكان ينظر إليه على أنه شريك في السلام، ثم جاءت سياسة الرئيس الراحل على عكس ما تهوى أمريكا والعدو فكانت العزله جزاءه.



وأظهرت زيارة رايس ومساعدها لشؤون الشرق الأوسط أن الإدارة الأمريكية ماضية في سياسة عزل القادة والمنظمات المنتخبون ديمقراطيا من شعوبهم لكونهم لا ينساقون ولا ينجرفون مع أمواج الصهيو أمريكيه العاتيه التي تريد سلب الشعوب حريتها.



فرايس في لبنان اجتمعت مع ما يطلق عليهم الأكثريه النيابية دون اللقاء بلحود، ومساعدها اجتمع مع الرئيس أبو مازن دون أن يكلف نفسه عناء النظر إلى الخارطه السياسية في فلسطين والتي أفرزت حماس ديمقراطيا كأغلبيه نيابية، وهناك مواقع عدة في العالم تتجلى فيها هذه السياسة الأمريكية المتعجرفة.



وهذا ليس غريبا على إداره تتجاهل حاله الرفض المتزايده للحرب لدى شعبها بل وتسمح لنفسها الإطلاع على خصوصياتهم والتنصت على مكالماتهم، لكن ما يهمنا هنا هو معرفة أبعاد هذه السياسه وغاياتها والتي نراها كما يلي:



أولا: سحب الشرعية من القادة والمنظمات التي وصلت إلى سدة الحكم بوسائل ديمقراطيه تروج لها تلك الإداره وذلك ببناء سياج من العزله، فتجاهل أمريكا في التعامل واللقاء معهم واستمرارها في انتهاج هذه السياسه وفرضها على غيرها من الدول، هذا يجعل منهم مجرد قاده داخل أوطانهم دون أن يكون لهم حضور على المستوى الدولي.



فالرئيس الراحل لم يتلق طوال فترة حصاره أي إتصال من زعيم أو مسؤول عربي على الأقل وذلك بناء على توجيهات من إداره بوش، وهذا ذات المصير الذي تسعى إيصال إيميل لحود له، وما زالت تحاوله مع حركة حماس لولا حنكة قادتها وانفتاحهم وتكسر الطوق الأمريكي عبر دعوة روسيا لحماس لزيارتها.



ثانيا: صناعة قاده يتماشون مع المخطط الأمريكي، فهي تسعى إلى أن يكون لها حلفاء في المناطق التي يفوز بها ديمقراطيا أشخاص ومنظمات لا ينساقون مع المشروع الأمريكي، واللقاء معهم هو جزء من صناعة هؤلاء القادة والذين لم يفوزوا، كما يتطلب ذلك تقديم الدعم المالي والسياسي لهم وحث الدول الأخرى على إستقبالهم.

ثالثا:مريكيا قد وجدت لنفسها طرفا يمكنها التحاور معه وتمرير مخططاتها من خلاله دون أن تكون مضطره لإحترام إرادة الشعوب والتعامل مع ممثليهم الحقيقيين، فهي تفرض القادة الذين تصنعهم على المجتمع الدولي وتدريجيا تكسبهم الشرعيه.



ثالثا : تقليص صلاحيات القاده الشرعيين لحساب القاده المصنعين، فأمريكيا إمعانا منها في تحجيم دور الشعوب والتضييق عليهم تعمل على سحب الصلاحيات الممنوحه لممثلي الشعب تلك الصلاحيات التي فوضهم الشعب للقيام بها،فتبذل الإدارة الأمريكية إلى أخذها منهم وإعطائها لشركائها وحلفائها .



فهي تمضي بمنهج مدروس يبدأ بسحب الشرعيه ويمر بصناعة شرعيه امريكيه جديده وتنتهي بإفراغ الشرعيه الحقيقيه من مضمونها، بحيث يصبح الممثلين الشرعيين بلا دور حقيقي قي الحياة العامه وفي رسم السياسات وتنفيذ المشاريع والخطط التي انتخبوا لأجلها ووعدوا الجماهير بها.



وهذا ما حدث مع الرئيس الراحل "ياسر عرفات" حين سحبت بعض صلاحياته لتوضع في كفة رئيس الوزراء، وهو ما تتعرض له الحكومة الفلسطينيه المقبله بعد فوز قائمة التغيير والإصلاح الممثله لحركة حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي وكونها المكلفه بتشكيل الحكومه.



حيث انقلبت السياسة الأمريكية فأصبحت تطالب بإعطاء صلاحيات معينة، كالمسئولية عن الأجهزة الأمنية وإجراء المفاوضات مع العدو والإشراف عليها بيد الرئيس أبو مازن بعد أن بذلت جهودها لإنقاصها من صلاحيات الرئيس الراحل ووضعها في جعبة رئيس الوزراء الأسبق.



ولنا بعد فهمنا لأبعاد سياسة الإقصاء التي تنتهجها الإداره الأمريكيه تجاه من أفرزتهم الإراده الحره للشعب أن نرد عليها بالقول، أن من حصلوا على الشرعيه من شعبهم ليسوا بحاجه إلى الشرعيه الأمريكيه وأنها ليست هي من يمنح الشرعيه، وهذا بالطبع يحتاج إلى مزيد من الالتفاف الجماهيري دفاعا عن قرارهم الحر ردا على التلويح بسياسة العقوبات لأن الشعب عبر بصورة حره عن إرادته على عكس ما ترغب الإداره الظالمه والقوى المعاديه لحق الشعوب في تقرير المصير.



كما يحتم ذلك وقوف الدول العربيه والإسلاميه بشعوبها مع الخيار الذي يمثل طموحاتهم وتطلعاتهم ومع من يقفون في مجابهة المشروع الأمريكي الساعي لإستعباد الجميع وإخضاعهم للهيمنه الأمريكيه، وأن اللقاء معهم ليس هدفا بحد ذاته، فكثيرون هم من استقبلتهم وقابلتهم الإداره الأمريكيه لكنها لم تفلح بجعلهم قاده وحلفاء لها في دولهم لضعفهم وعدم قدرتهم على تطويع شعوبهم كي ينساقوا مع المشروع الأمريكي.



[u]والملاحظ إن جولة رايس الأخيرة للمنطقة لم تلق النجاح المطلوب في عزل حماس، وحماس تدرك المخطط الأمريكي جيدا، وما تكثيف زيارات خالد مشعل الخارجية إلا في سياق كسر العزلة والمخطط الأمريكي الظالم، والدرس الذي لا تريد أمريكا أن تعيه هو أن الشعوب الحية والحرة لا تبيع كرامتها بكسرة خبز.[/u]
أبو لسان طويل غير متصل