(4)
كان ذاويا كغصنٍ هجره الماء منذ أمد بعيد
طلب مني المقابلة لأمر هام.. وكان الموعد
تحدثنا في فنون كثيرة .. وعندما أراد أن يبدأ بما يريد تلعثم .. ثم ابتلع ريقه .. وعاد منطلقا للحديث
كنت متوقعا أنه سيحدثني عن هذا الموضوع بالتحديد
شرح لي حاجته وأنه سيوفي لي دينه في أقرب فرصة
لم أشأ أن أزيد من حرجه ..فأنا كما قلت لكم أقف بكل حياء أمام محتاج أو معتذر عن خطأ
طمأنته بما أستطيعه من كلمات الفزعة ..
أبشر والله .. أبدا مايصير خاطرك إلا طيب .. ياخي من عسرك ليسرك .. لو ماكلفت على نفسك الحضور .. الأمر يكفيه الاتصال ..
ونسيت في تلك الساعة قول المثل ( السلفة .. معروفٌ تخسر به الصديق والمال معا )
كنت ربما رأيته مرارا قبل ذلك الموقف .. ولكنني بعده تحديدا صرت لاأراه إلا لماما .. أو قد لاأراه !!
بسم الله الرحمن الرحيم
كأنه قبيل من الجن كان ثم اختفى !!
سمعت أنه اشترى سيارة جديدة !!
قيل لي : إنه سافر في الصيف إلى الخارج !!!
بدأتُ ببناء بيت جديد ..
العمار قطعة من نار كما يقول أشياخنا
وي ..
والله لكأن للعمارة لسان يدخل في جيبي كلما وقفت في زواياها !!
أدخل وفي جيبي أوراق زرقاء وأخرج منها بفواتير صفراء !!
اتصلت به .. ولم يرد
كانت بعض الأخبار تصلني عنه .. وعن مماطلته فلا أستسيغها ..
أرسلت له رسالة تعبت في تنميقها ..
لاشيء !!
الحقوق تبي حلوق .. قال ذلك صاحب لي وأضاف : واللي مايستحي منك .. لاتستحي منه .. وأردف : بعدين الألفين كم به من كيس اسمنت ؟!!!
اتصلت به اتصالا مستمرا .. فردَّ علي .. تلعثمت أول الأمر مع أن الحق لي !!
وجاء صوته من الطرف الآخر بكل برود .. ووعدني خيرا .. وكأنه سيتوسط لي في منصب ما !!
مرّ وقتٌ طيل ..
عيل صبري .. اتصلت به مرارا حتى رد ..
انفجرت عليه ..
ولكن رده كان أقوى من كلامي !!!
قال لي بالحرف الواحد :
( ياخي راتبك 8 آلاف وترد روحك لألفين )!!!!!!!!!!!!