مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 28-03-2006, 12:19 AM   #18
كرمع
كاتب متميّز
 
صورة كرمع الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2004
البلد: بريدة
المشاركات: 541
(5)


قال لي وهو في الطرف الآخر من الجوال : غدا الساعة الثامنة صباحا يكون موعدنا .. الشباب ينتظروننا في المخيم .. لابد أن نذهب مبكرين ..

_ حسنا .. سأكون بانتظارك الساعة الثامنة تماما بإذن الله ..

الموعد المحدد لدي يصبح مثل حد السكين .. يطاردني بشفرته الحادة ..

الساعة الثامنة ؟ .. ألم يكن غير هذا الموعد ؟ صاحبي من أولئك الذين يحبون النوم .. كيف اختار هذه الساعة تحديدا ؟

ليست في أول الصباح .. ولا في آخره !!

الساعة أو الساعتان اللتان سآخذهما بعد صلاة الفجر ستصبحان مثل فتنة طالوت .. إلا من اغترف غرفة بيده !!

ولكن من يدري .. ربما كان مكان الشباب بعيدا جدا .. وهو أعرف بالوقت المناسب

الساعة تكور يديها حول فمها الساعة( 7:30 ) تماما و تبدأ بالصياح ..

عندما تحركتُ .. سكتت وأدخلت يديها في جيبها !!

الساعة ( 7:35) عادت مرة أخرى للصياح وهي تنظر إلي بحنق

تململتُ .. جبيني مقطب .. تمتمت بلا وعي : ثمان ؟؟؟ .. بالله هذا وقت ؟

ولكن لابد لي من النهوض ..

أبغض شيء بالنسبة لي أن يأتيني صاحب لي على الموعد وأنا لاأزال بعد على السرير .. عندها أقوم فزعا .. يخفق

قلبي بشدة .. لست راضيا عن أشياء كثيرة من مثل فمي ورائحة العطر التي تفوت علي ..

ولذلك فأنا أتقدم في تركيب الساعة لوقت يكفي للاستعداد .. وذلك الذي حصل تلك الساعة ..

تهيئت .. وشربت فنجانا من القهوة مع أمي .. كنت مستوفزا .. قالت لي أمي : استرح

- مايمدين .. بقي دقيقتان فقط ..

الساعة الثامنة تماما .. عيناي على شاشة الجوال ..

(8:05) .. ربما يكون في الطريق .. الآن سأسمع صوت المنبه ..

(8:15) قالت لي أمي : أصلح لك فطور ؟

- والله الظاهر مايمدي.. أخاف يجي الرجال واخليه

(8:30) هل أتصل عليه ؟

ولكنني أكره أن يرى أحد رقمي على شاشة جواله ثم يتضايق .. وربما لايرد فأزداد حرجا .. لأنني لاأحب أن أكون ثقيلا على الآخرين ..

سأنتظر قليلا لعله قريب مني الآن .. إنني أتخيله وهو يقود السيارة وينعطف بسيارته من شارع الحي الرئيسي ..

(8:45) ماصارت !!

أرسلت له رسالة ..

مرت عشر دقائق ولم يرد .. عزمت بعد أن كنت مترددا ..

سأتصل عليه ..

حتى تلك اللحظة والتي تسبق إشارة الجوال برنين الهاتف لديه كنت أشاور نفسي قائلا : ومن يدري ربما يكون عند الباب الآن ؟

ولكن الرنين بدأ ..

لم يرد !!

اتصلت به أخرى .. وانتهى الرنين ولم يرد !!

قالت لي أمي : لو صلحت الفطور كان يمديك تاكله .. أنت متأكد انه يبي يجيك ؟!

وحاولت ابتلاع الموقف قائلا : إيه .. إيه ..والاخوان ينتظروننا على الفطور .. ولا ودي اني انحرج معهم

وقلت في نفسي : ربما يرى رقمي فيتصل الآن ..

(9:00) لم يحضر!! .. ولم يتصل !!

(9:10) اتصلت به مرة أخرى .. وجاء صوته من الطرف الآخر جافا باردا : هلا والله ..

_ أنت نيم ؟

- إي والله .. توي أصحي .. شوي وأجيك ان شاالله ..

- يالله ياشيخ ..

حريق في جوفي يستعر من الحنق .. لكن لابأس .. يكفي الآن أنني تأكدت من الموعد بعد أن دار اليأس برأسي أكثر من دورة ..

عشر دقائق أوربع ساعة ربما .. وأكون حياله وأتفاهم معه ..

(9:45) لم يحضر !!

يعني نصف ساعة .. صدقوني هذا ما حصل بالضبط ..

(10:00) لم يحضر .. اتصلت عليه حانقا ..

وجاء صوته نشيطا وحوله ضجيج وجلبة ..

- هاه .. وينك ؟

- والله انا باسواق هالحين قاعد آخذ اغراض موصينن عليه الشباب

- طيب .. كم تبي لك ؟

- أبد ربع .. ربع .. بالكثير

(10:20) لم يحضر ..

(10:35) صوت سيارته يعوي من آخر الشارع . . وصوت مزمار سيارته بضربات متتا بعة يعني يالله ترانا مصيفين !!

ركبت معه وأنا أفتعل في نفسي الهدوء .. تماما كأنني أسيد يبدوا ماءا وهو يحرقك بهدوء ..

اعتذر اعتذارا معتادا ..

ولم أشأ أن أطيل اللوم .. ذكرت له فقط أعظم ماحرمني منه إفطاري مع أمي .. ومشاريع كان بإمكاني قضاؤها لو صدق في موعده ..

وجاء الرد الأخير منه وهو يضحك ويحاول تبرير الموقف : يارجال .. يقالك دقيق !!

آخر من قام بالتعديل كرمع; بتاريخ 28-03-2006 الساعة 12:23 AM.
كرمع غير متصل