الموضوع
:
هو الابتر
مشاهدة لمشاركة منفردة
12-04-2006, 10:08 PM
#
1
kinda
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 5
هو الابتر
أي مقطوع البركة و النفع و الأثر ، فكل من
عاداك لا خير فيه ولا منفعة من وراءه ، أما أنت فأنت المبارك أينما كنت ، اليُمن
معك ، السعادة موكبك ، الرضا راحلتك ، البركة تحّفك ، السكينة تغشاك ، الرحمة تتنزل
عليك ، الهدى حيثما كنت ، النور أينما يممت ، و أعداؤه صلى الله عليه و سلم قالوا
:
إنه أبتر لا نسل له ولا ولد ، فجاء الجواب مرغماً لتلك الأنوف ، واضعاً لتلك الرؤوس
، محبطاً لتلك النفوس ، فكأنه يقول لهم : كيف يكون أبتر و قد أصلح الله على يديه
الأمم ، و هدى بنوره الشعوب ، و أخرج برسالته الناس من الظلمات إلى النور ؟ كيف
يكون أبتر و العالم أشرق على أنواره ، و الكون استيقظ على دعوته ، و الدنيا استبشرت
بقدومه ؟ كيف يكون أبتر و المساجد تردد بالوحي الذي جاء به ، و الحديث الذي تكلم به
، و المآذن تعلن مبادئه ، و المنابر تذيع تعاليمه ، و الجامعات تدرس وثيقته
الربانية ؟ كيف يكون أبتر و الخلفاء الراشدون نهلوا من علمه ، و الشهداء اقتبسوا من
شجاعته ، و العلماء شربوا من معين نبوته ، و الأولياء استضاؤا بنور ولايته ؟ كيف
يكون أبتر و قد طبق ميراثه المعمورة ، و هزت دعوته الأرض ، و دخلت كلمته كل بيت ،
فذكره مرفوع ، و فضله غير مدفوع ، و وزره موضوع .<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o
></o
>
<o
> </o
>
كيف يكون أبتر و كلما قرأ قارئ
كتاب الله فلمحمد صلى الله عليه و سلم مثل أجره ؛ لأنه هو الذي دل على الخير ، و
كلما صلى مصل فله مثل أجر صلاته ؛ لأنه هو الذي علمنا الصلاة : " صلوا كما رأيتموني
أصلي " و كلما حج حاج فله صلى الله عليه و سلم مثل حجه ؛ لأنه عرفنا تلك المناسك
: "
خذو عني مناسككم " ، بل الأبتر الذي عاداه و حاربه و هجر سنته و أعرض عن هداه
.
فهذا الذي قطع الله من الأرض بركته ، و عطل نفعه ، و أطفأ نوره ، و طبع على قلبه ،
و شتت شمله ، و هتك ستره ، فكلامه لغو من القول ، و زور من الحديث ، و عمله رجس
مردود عليه ، و أثره فاسد ، و سعيه في تباب .<o
></o
>
<o
> </o
>
و انظر لكل من ناصب هذا الرسول الأكرم
صلى الله عليه و سلم العداء ، أو أعرض عن شرعه أو شيء مما بعث به كيف يصيبه من
الخذلان و المقت و السخط و الهوان بقدر إعراضه و محاربته و عدائه . فالملحد مقلوب
الإرادة ، مطموس البصيرة ، مخذول تائه منبوذ ، و المبتدع زائغ ضال منحرف ، و الفاسق
مظلم القلب في حجب المعصية ، و في أقبية الانحراف. و لك أن ترى سموه صلى الله عليه
و سلم و علو قدره و من تبعه يوم ترى الناس و حملة حديثه و آثاره ، و هم في مجد خالد
من الأثر الطيب ، و الذكر الحسن ، و الثناء العاطر من حسن المصير ، و جميل المنقلب
، و طيب الإقامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر . ثم انظر للفلاسفة المعرضين عن السنة
مع ما هم فيه من الشبه و القلق و الحيرة و الاضطراب و الندم و الأسف على تصرم العمر
في الضياع و ذهاب الزمن في اللغو و شتات القلب في أودية الأوهام
.<o
></o
>
<o
> </o
>
فهذا الإمام المعصوم صلى الله عليه و سلم معه
النجاة ، و سنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ، و من تخلف عنها هلك ، و هو الذي يدور
معه الحق حيثما دار ، و كلامه حجة على كل متكلم من البشر من بعده ، و ليس لأحد من
الناس حجة على كلامه ، و كلنا راد و مردود عليه إلا هو صلى الله عليه و سلم ؛ لأنه
لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، زكّى الله سمعه و بصره و قلبه ، و نفى عنه
الضلال و حصنّه من الغي ، و سلّمه من الهوى ، و حماه من الزيغ ، و صانه من الانحراف
، و عصمه من الفتنة ، فكل قلب لم يبصر نوره فهو قلب مغضوب عليه ، و كل أرض لم تشرق
عليها شمسه فهي أرض مشؤومة ، و كل نفس لم ترحب بهداه فهي نفس ملعونة ، فهو المعصوم
من الخطأ ، المبرأ من العيب ، السليم من الحيف ، النقي من الدنس ، المنزه عن موارد
التهم . على قوله توزن الأقوال ، و على فعله تقاس الأفعال ، و على حاله تعرض
الأحوال .<o
></o
>
<o
> </o
>
وقد قصد الكفار بقولهم : إنه أبتر – عليه الصلاة و السلام – أنه لا ولد
له ، فإذا مات انقطع عقبه ، و الأبتر عند العرب هو من لا نسل له ولا عقب ، فردّ
الله عليهم و أخبر أن من عاداه هو الأبتر حقيقة . و في هذه السورة ثلاث آيات
:
فالأولى عن الله عز و جل و عطائه لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الثانية
للرسول صلى الله عليه و سلم ، و الواجب عليه في مقابلة هذا العطاء و هي الصلاة و
النحر ، و الثالثة لأعدائه صلى الله عليه و سلم و هو البتر و القطع من الخير و
البركة و النفع . فالأولى عطية له ، و الثانية واجب عليه ، و الثالثة دفاع عنه . و
في السورة تكريم الله لرسوله صلى الله عليه و سلم ، و إثبات الكوثر له كما صحت به
الأحاديث أيضاً ، و الدفاع عنه.
صلى الله على ذلك القدوة ما أحلاه ، و سلم على ذاك الوجه ما أبهاه ، و بارك الله
على ذاك الأسوة ما أكمله و أعلاه
.<o
></o
>
kinda
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن المزيد من مشاركات kinda