*** صحيفة إسرائيلية : لن نستطيع العيش طويلا في دوامة البينج بونج !!!
مفكرة الإسلام : بلغ الشعور بالعجز لدى الإسرائيليين مبلغا عظيما، فلم يعد بين أيديهم وسيلة ممكنة امواجهة هذا السيل الجارف من العمليات الاستشهادية التي لا يمكن وقفها، فالسور الواقي انهار قبل أن يجف ملاطه، والاحتياطات الأمنية لا تجدي، والشاباك والشين بيت والموساد وكل ذلك، عجز تماما عن إيقاف السلاح الاستراتيجي الفعال المسمّى العمليات الاستشهادية ..
وكتب الصحفي الإسرائيلي المعروف أليكش فيشمان في صحيفة يديعوت أحرونوت يعبر عن هذه الحقيقة المؤلمة لليهود :" لقد دخلنا في دواة بينج بونج، ولن نتحمل كثيرا "، ويقول أليكس فيشمان :
حين يخرج الجيش الاسرائيلي الي عملية ميدانية فانه يستعين بلوازم استخبارية، صور جوية، طائرات بلا طيار وخرائط، و" الانتحاري " في ريشون لتسيون، مثل الانتحاريين في نتانيا، الخضيرة، القدس والعفولة، لم يكن بحاجة الي كل ذلك.
اللوازم الاستخبارية للانتحاري هي التعرف علي موقع العملية، اذا لم يكن المكان معروفا للانتحاري نفسه فانه معروف لذات المساعد الذي ساعده اولعضوالخلية الذي ارشده، بعضهم يعيشون هنا، وحتي يعملون هنا، ومعظمهم يتواجدون هنا بصورة غير قانونية كذلك في فترة الانتفاضة.يدور الحديث عن عشرات الالاف بين 30 الي 50 الف فلسطيني يتواجدون هنا بصورة غير قانونية ويشكلون قاعدة ومنصة انطلاق لعمليات داخل الخط الاخضر،في اذرع الامن يعتقدون ان العمليتين الاخيرتين في ريشون لتسيون نفذتا بمساعدة وتدخل اشخاص يعرفون المدينة جيدا، العملية في نادي القمار في المنطقة الصناعية في المدينة لم تكتشف بعد بكاملها.
ويتركز التحقيق حول متواجدين غير قانونيين في المدينة. بعد العملية الثانية لم يعد يدور الحديث عن صدفة: بل يدور الحديث عن شبكة خليتها القيادية مزروعة في غزة ولكنها تعمل في الضفة الغربية وتستخدم المواد الناسفة المنتجة في الضفة وتحظي بخدمات المتواجدين غير القانونيين، هؤلاء يساعدون الانتحاريين ويوفرون لهم مكان النوم ويقودونهم الي مكان العملية.
واضافة الي دور الفلسطينيين المتواجدين في اسرائيل هناك حقيقة : انه حتي هذا اليوم لا يزال مخترقا مثلما كان، كلما مر الوقت كلما قل حجم القوات العسكرية فيه، ولا يوجد جدار .. وسيمر وقت طويل الي ان يقام مثل هذا الجدار، كل هذه العناصر هي وصفة مثبتة لعمليات ارهابية في نقطة الضعف لدي اسرائيل.وهكذا، وبسرعة بالغة، ولكن متوقعة تماما، عدنا الي وتيرة عمليتين انتحاريتين في الاسبوع، داخل الخط الاخضر، هذا ليس بعد مثل سيل العمليات الانتحارية التي وقعت في مارس الاخير، وكذلك قوة المواد الناسفة ونوعيتها لم تصل بعد الي مستواها عشية عملية السور الواقي . ولكننا تدريجيا نعود الي روتين العمليات، التي بطبيعة الحال، ستصبح اشد قوة واكثر دقة، سيعتقل الشباك ويحقق ويحبط والجيش سيعمل ليل نهار وسيصل الي المشاغل والاشخاص والعمليات ستتواصل.
وسندخل ثانية لدوامة البينغ ـ بونغ، اسرائيل حسب المعلومات الاستخبارية التي جمعت، ستضرب المدن والقري الفلسطينية، والفلسطينيون ـ بقدر استطاعتهم ـ سيفجرون أنفسهم في المراكز السكانية داخل اسرائيل، هذا ليس وضعا تستطيع اسرائيل العيش فيه لوقت طويل.هذه الدوامة هي ثمن حقيقة انه منذ أن انتهت عملية السور الواقي لم يتم خلق أي مسيرة سياسية كافية لأن تضعف شيئا ما من حافزية الارهاب الفلسطيني في ارسال القنابل البشرية، لم ينجم اغراء للسلطة الفلسطينية كي تعمل شيئا ما من اجل تقليل حجم الارهاب، الامر الوحيد الذي تنفذه اسرائيل اليوم هوفي المجال العسكري ـ الهجومي، عمليات تضعف قوة المنظمات الارهابية، ولكن هذه العمليات ـ بدون ارفاقها بعملية سياسية ـ هي دعوة لاستمرار لعبة البينغ ـ بونغ الدامية هذه، ولما لم يدقوا بعد وتدا يشير الي جدار الفصل فانه حتي هذا اليوم لم يقم أي مصدر أمني بفعل شيء من اجل اخراج المتواجدين غير القانونيين من داخل الخط الاخضر، واذا لم يقللوا بعشرات النسب عدد المتواجدين غير القانونيين المتواجدين هنا فان فعالية جدار الفصل سيكون جزئيا تماما ...
*** الاسرائيليون أسرى الهستيريا وسجناء في منازلهم
البيان / أصبحت الحياة الطبيعية في إسرائيل حلما بعيد المنال وأصبح مجرد الخروج من المنزل مخاطرة ومغامرة خطيرة فهل تصر إسرائيل على الاحتلال وارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية للفلسطينيين،
في ظل الثمن الفادح الذي تدفعه بشكل مطرد؟ سؤال الإجابة عليه نجدها بين سطور تقرير مهم لجريدة «هآرتس» تناولت بإسهاب المخاطر التي تحيق بكل إسرائيلي في كل لحظة.
الصحيفة نقلت عن أحد الطلبة الجامعيين قوله عن تأثير الأوضاع المتردية عليه وعلى زملائه أفضل شيء ألا نخرج من منازلنا ولو جلسنا في مكان عام فأفضل موضع هو الأبعد عن المدخل، وأنا لا أتعامل مع الأمور بهستيريا لكن هذا أقل ما يجب بعد أن انفجرت عبوة ناسفة منذ عدة أشهر على بعد 100 متر من منزلي.أنا وزملائي نتزاور في المنازل وإذا خرجنا نخرج لأماكن غير ظاهرة وبارزة». خطورة الموقف حسب الصحيفة الإسرائيلية تكمن في أن الطالب الإسرائيلي ليس وحده فالأغلبية لا تخرج لأي مكان خوفا من الهجمات الفلسطينية والأمر لا يقتصر بالطبع على الترفيه فقد قال إسرائيلي آخر إنه لا يتسوق الآن ويحاول البحث عن بدائل وعمن يقوم بالمهمة نيابة عنه بالإضافة إلى أن أغلب الإسرائيليين أصبح يصيبهم الذعر لو مروا بسياراتهم الخاصة بين حافلتين خوفا من انفجارهما (أغلب الحافلات العامة أصبحت خاوية بعد أن سيطر الخوف على الإسرائيليين).
التقرير نفسه أشار إلى أن مخاوف الإسرائيليين حاليا أكثر سوءا من الوضع أثناء حرب الخليج وسقوط الصواريخ على تل أبيب وبقية المدن الإسرائيلية فقد لاحظ الإسرائيليون أن إطلاق الصواريخ لم يتم إلا ليلا.لكن الانتفاضة جعلت إسرائيل كلها هدفا في كل وقت وفي أي مكان. استطلاع للرأي كشف أن قطاعات بين الإسرائيليين يتملكها الخوف بنسبة 100 % وأن الأغلبية ترى أنه في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه حاليا فإن الإسرائيليين سيختنقون وسيجدون أن سبيل النجاة الوحيد هو الهروب لخارج إسرائيل. عدد من الإسرائيليين كشف أيضا أنهم يخشون بشكل أساسي من القيادة داخل تل أبيب حيث الكثافة المرورية المثيرة للقلق والمخاوف ناهيك عن تعمد الهروب من الشوارع التي يوجد بها مراكز تجارية كبيرة وإذا لزم الأمر وتحتم المرور فإنه لابد أن يتم بعيدا عن ساعات الذروة في الصباح والظهيرة. ومن المشاهد الخطيرة بالنسبة للإسرائيليين حاليا تجمعات الجنود وتوقيتات رجوعهم الجماعي من القواعد العسكرية والمعسكرات. الإسرائيليون اعترفوا في الوقت نفسه بأنهم يبدأون في الاتصالات بالاقارب فردا فردا بعد كل هجوم لمعرفة ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا كما يتلقى من له عائلة خارج إسرائيل مكالمات شبه يومية تدعوه للعودة وفورا لبلده الأصلي. في المقابل زادت مبيعات الكتب البوليسية والحلويات والأدوات المستخدمة داخل المنزل في الترفيه مثل أجهزة الفيديو والتلفزيون الحديثة بالإضافة لماكينات صنع المشروبات الساخنة والأيس كريم التي تشتهر بها عادة المقاهي والكافتيريات أغلب تلك المنتجات ارتفع سعرها ومع ذلك حلت زيادة على مبيعاتها لا تقل نسبتها عن 60 %. علماء النفس حذروا من أن الآثار النفسية والصحية للهجمات الفلسطينية ستستمر حتى بعد توقف العمليات تماما لفترة لن تقل عن عامين وستقترب في الأغلب من السنوات العشر، وأكد علماء النفس والذين يعمل بعضهم داخل الجيش الإسرائيلي أن حرب الخليج أثبتت أنه من الصعب معالجة مخاوف الشعب الإسرائيلي بشكل علمي.
أما النصائح التي يتبادلها الإسرائيليون حاليا بشأن الموقف الأمني ومخاوفهم الهائلة فهي تستحق الرصد خاصة وأن بعضها يتعارض مع بعضها الآخر بمعنى أنه لا يوجد مخرج للإسرائيليين من الفخ الذي وضعوا أنفسهم فيه.
النصيحة الأولى لا تخرج من المنزل طالما لا توجد حاجة لذلك واعلم أن المنزل هو معقل جيد ويمكن استدعاء كل شيء إليه عن طريق الهاتف. النصيحة الثانية لا تدخل لمكان لا يوجد به حارس وإذا دخلت احرص على ألا تفعل ذلك وبجوارك أشخاص لا تعرفهم (!) النصيحة الثالثة : لا تجلس في مدخل أو بالقرب من مدخل مطعم أو مقهى «فالانتحاريون» يفضلون تفجير أنفسهم عند المداخل.
اجلسوا بالقرب من المدخل ووجهكم إليه قدر الإمكان حتى تروا الخطر وتستطيعوا الهرب بسرعة (لاحظوا التناقض مع النصيحة السابقة). لا تجلسوا على المقاهي المتواجدة على أرصفة الطرقات خاصة في النواصي.
اجلسوا في المقاهي التي سبق تفجيرها من قبل فلسطينيين فهم لا يكررون الهجوم على نفس الهدف.
لا تستقلوا الحافلات العامة فهذا وقت المشي على الأقدام أو شراء سيارة أو استقلال تاكسي.
لا تنتظروا الحافلة أمام المحطة في طابور..حتى لو كنت في بداية الصف من الأفضل أن تنتقل للرصيف المقابل ثم تقف في المحطة عند قدوم الحافلة. حاول ألا تسير بجوار حافلة بسيارتك الخاصة وبالطبع لا تمر بها بين حافلتين.
لا تجلس داخل الحافلة في المقاعد الخلفية ففرص النجاة تزيد كلما اقتربت من السائق.
لا تجلسوا في المقاعد الأمامية فأغلب التفجيرات تمت في النصف الأول من الحافلات.(لاحظ التناقض).
لا تمر بجوار وزارة الدفاع في وسط تل أبيب وقت دخول وخروج عناصر الجيش الإسرائيلي والوقت الأكثر أمانا بين العاشرة والثالثة ظهرا والسادسة ومنتصف الليل مساء.
لا تتسوقوا من الأسواق المزدحمة ساعة الذروة، لا تتواجدوا في المراكز التجارية التي سبق مهاجمتها.
لا تضعوا سياراتكم في الجراجات متعددة الطوابق فهي عنصر جذب للسيارات المفخخة.
لا تتواجدوا في الأبراج المرتفعة فربما تكون هدفا لهجمات بالطائرات. لا تقتربوا من أشخاص يرتدون معاطف في الصيف. من ناحية أخرى دشنت إسرائيل برامج جديدة بالعبرية تحاول باستماتة إقناع اكبر عدد ممكن من الإسرائيليين بعدم الفرار منها حيث تم تقديم برنامج جديد بعنوان «باقون في إسرائيل» إذ يقدم أغاني وينقل على الهواء حفلات موسيقية مجانية،هذا بالإضافة لتضمين نشرة الأخبار الرئيسية يوميا فقرة تحمل اسم «يوجد عمل» تقوم على بث إعلان مجاني لمصنع أو مكتب يبحث عن من يشغل وظيفة أو أكثر لمواجهة تفاقم الأزمات الاقتصادية الطاحنة ومحاولة بث قدر من الأمل في المستقبل.
*** العمليات الاستشهادية تجبر الإسرائيليين علي الفرار إلي كندا !!!
محيط : أشارت تقارير إسرائيلية حديثة إلي أن العديد من الإسرائيليين يرغبون حاليا في العيش والاستقرار في كندا في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعجز أجهزة الأمن الإسرائيلية عن وقف أو منع العمليات الاستشهادية .
ونقلت وكالة قدس برس عن التقارير الإسرائيلية القول إن شركة بناء كبرى في كندا قررت تخصيص نحو مائتي شقة سنوياً للإسرائيليين ، وذلك في أعقاب الاهتمام الكبير الذي أبداه عدد من الإسرائيليين لشراء شقق في كندا في الآونة الأخيرة بهدف الاستقرار فيها.
*** عميد إسرائيلي يتوقع حرباً أهلية بسبب الخلافات المتصاعدة: المتدينون اليهود.. قنابل موقوتة داخل الجيش الإسرائيلي
الرياض / يعتبر الصراع بين المتدينين والعلمانيين احد العلامات البارزة للمجتمع الاسرائيلي، وأشارت بعض التطورات خلال الفترة الاخيرة الى انتقال رحى ذلك الصراع الى العديد من المؤسسات والهيئات المدنية والعسكرية المختلفة، أبرزها الجيش الذي اصبح يشهد خلافات حادة بين اصحاب الاتجاه الديني ونظيره العلماني وهو ما يطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات حول طبيعة عمل الجيش بصورة خاصة ومستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط بصفة عامة، لا سيما ان اليمين المتشدد يتبني ايديولوجية معادية للسلام مع العرب تتمسك بفكرة اسرائيل الكبري كما حددتها التوراة، ويميل ذلك الاتجاه الى استخدام العنف والقوة لتحقيق اهدافه المختلفة ولا يعطي اعتبارات للاتفاقيات السياسية او القوانين والاعراف الدولية المتداولة. ونظراً لأهمية تلك الظاهرة ومدى خطورتها اصدر معهد جافي للدراسات السياسية التابع لجامعة "تل أبيب" دراسة بعنوان "المتدينون في الجيش.. قنابل موقوتة". وضعها العميد متقاعد "ابراهام كيتس" الذي خدم في الجيش الإسرائيلي لمدة 25عاما خلال الفترة من عام 1966الى 1991، شغل فيها العديد من المناصب الهامة ابرزها رئيس ادارة العمليات في الضفة الغربية ومساعد قائد المنطقة الشمالية العسكرية بالاضافة لعمله في العديد من المواقع العسكرية الهامة الاخرى. وبعد احالته على التقاعد سافر "كيتس" الى الولايات المتحدة ومكث هناك ثمانية سنوات عاد بعدها الى اسرائيل وعمل خبيرا استراتيجييا في عدد من الصحف ووسائل الاعلام. وفي هذه الدراسة رصد كيتس العديد من الاوضاع والتطورات الهامة داخل الجيش الاسرائيلي، في مقدمتها تصاعد المد الديني الذي حذر من خطورته لأنه قد يؤدي الى تغيير طبيعة الجيش، من مدني علماني الى جيش للمتشددين والمتطرفين الوضع الذي اعتبره كيتس بمثابة "ناقوس خطر" على الجميع في اسرائيل الالتفات اليه. وقد صدرت الدراسة في التاسع من شهر مايو الحالى في 446صفحة وعقب صدورها تفجرت مجموعة كبيرة من ردود الافعال داخل بعض مؤسسات المجتمع الاسرائيلي. وطالبت اغلب الاحزاب الدينية بمصادرتها على الفور، بزعم انها تسيء اليهم وتلصق بهم تهما باطلة، حتى ان "ايلي ايبتشاي" زعيم حزب شاس، طالب باعتقال كيتس ومحاكمته مقابل جريمته في حق الاحزاب الدينية وكتابته لتلك الدراسة، في حين وصف عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس كيتس بأنه "كالعقرب السام" الذي يجب قتله، وطالب الحاخام الاول في اسرائيل "اسرائيل لاو" بتكفير "كيتس " وطرده من الديانة اليهودية وعدم السماح له بالعيش في اسرائيل مرة أخرى. عسكرة شاملةبدأ كاتس دراسته بعرض لطبيعة الجيش الاسرائيلي والتأكيد على ان القاعدة المتعارف عليها في جميع دول العالم هي أن الجيش مكلف بالدفاع عن حدود الدولة (التي لم تحدد نهائيا حتى الآن) لضمان امن سكانها. وبالتالي فالجيش احد الاجهزة التي تخضع لادارة الدولة وقياداتها، الا أن وضع الجيش الاسرائيلي اختلف عن أي جيش آخر في العالم نظرا لطبيعة اسرائيل وظروفها الخاصة، وهو ما أقره صراحة ديفيد بن جوريون رئيس الوزراء الاسبق، حيث اكد ان ظهور اسرائيل في ذروة الحرب سيجعل لمؤسستها العسكرية طابعا خاصا، مما افضي منذ اللحظات الأولى لتأسيس الجيش الاسرائيلي والى تجاوزه الحدود والصلاحيات المعروفة للجيوش الاخرى، فقد تحول الى جهاز مدني، على الرغم من أنه في الاساس جهازا عسكريا. ونظرا لعدم استقرار الجماعات الاسرائيلية المسلحة في شكل جيش نظامي واحد عند اقامة (دولة اسرائيل) وصعوبة التوفيق بين قدرات أغلبها وبين تجسيد الاهداف الصهيونية العملية برزت اطروحة عسكرة المجتمع التي تعتمد بصورة رئيسية على تكوين جيش يضم المجتمع كله، يمكن تعبئته عند الضرورة لتوفير أكبر عدد من المجندين لفترات محددة، أي في اوقات القتال والمواجهة العسكرية المباشرة التي قد تدخلها اسرائيل ضد أي دولة اخرى. ونجح كبار المسؤولين في الدولة اليهودية في تحقيق ذلك الهدف، حتى أصبح القول الشائع عند تعريف المجتمع الاسرائيل انه "جنود في اجازة" وهو ما يعكس صفة العسكرية على ذلك المجتمع الذي يعيش حالة من الاستنفار شبه دائمة. والواقع ان تلك الزاوية تعتبر من اهم النقاط التي حرص على غرسها في المجتمع عند بداية تكوينه، لان الجيش الاسرائيلي لا يعتمد في الاساس على قوات نظامية يأتي افرادها عن طريق التطوع والخدمة الالزامية لفترة محددة، كما هو متبع في العالم كله، لكنه يعتمد على وحدات من الضباط والجنود الاحتياط الذين يجري تعبئتهم سريعا لدعم الوحدات النظامية قليلة الكثافة عند الحاجة. وأدي ذلك لذوبان الخطوط الفاصلة بين القوات النظامية و"قوات الاحتياط" بل تضييق كافة الفواصل بين المجتمع العسكري ونظيره المدني. وابرز مثال على ذلك الذوبان انه كثيرا ما يتواجد "الاب" وأكثر من "ابن له" في لواء او منطقة عسكرية واحدة، مما يحول المجتمع بأكمله الى كيان ووحدة واحدة تتحدث بلغة واحدة وتعادي دولة واحدة وترفض أوتحب شيئا واحدا. ويشير "كيتس" الى أن هذه القواعد والسمات استمرت منذ اقامة الدولة اليهودية حتى حرب 1967التي انتصرت فيها اسرائيل واحتلت على اثرها العديد من الاراضي العربية المختلفة. الوضع الذي اعتبره الباحث بمثابة الكارثة على اسرائيل التي خلفت وراءها العديد من المصائب الاخرى، حيث فرضت الاحكام العسكرية على سكان المناطق التي وقعت تحت سيطرتها وبدأت السلطات العسكرية تتدخل في حياة السكان. وقد ارخت هذه التطورات بظلالها على الجنود، اذ اصابتهم باضطراب نفسي، وسيطر على العديد منهم مرض ما يسمي ب "جنون العظمة" بارانويا وتصوروا انهم اقوي من جنود أي دولة اخرى لكن بعد حرب اكتوبر 1973تعرض الجندي الاسرائيلي لهزة قوية زعزعت هذه الثقة المفرطة. وفي ضوء هذه المعطيات وقعت تغيرات ملموسة على مستوي العلاقات بين المجتمع العسكري ومثيله المدني الذي انجرف بعد حرب 1967الى وضع يتسم بالصخب الشديد والعظمة المبالغ فيها. وزالت الاساطير عن جنرالات الجيش الذين انتصروا في حرب يونيو، وتحولوا الى اساطير حية، تحدثت عنهم اجهزة الاعلام بدون توقف وحددت لهم كتب والبومات النصر التي تم توزيعها في كل مكان. تصاعد قوة المتدينينأوضح كيتس ان اسرائيل دخلت في مرحلة جديدة تجاه العلاقات بين المتدينين والعلمانيين عقب حرب يونيو، حيث فجرت نتائجها مشاعر الزهو لدي المتدينين، حتى وصلت الى محاولة اضفاء المغزى الديني على ذلك الانتصار والزعم بأن ساعة الخلاص الموعودة قد حانت. وبالتالي تبلورت ثقافة دينية كاملة حاولت السيطرة على اسرائيل وفقا للنظرية التي ارساها الزعيم الروحي للتيار الديني القومي الحاخام كوك ترفض اضفاء الطابع العلماني على اسرائيل. وفي هذا السياق يقول كوك ان التيار العلماني نجح في اقامة الدولة الاسرائيلية وارسى وجودها وهو مطالب بعد ذلك بالخضوع للسلطة الدينية واطاعتها. وساهم في ازدياد سرعة انتشار تلك الثقافة احتلال الجيش للعديد من المناطق التي يكن لها الاحترام الديني وتحظى بمكانة مزعومة في كتبهم وهو ما اعتبره المتدينون مؤشرا لدخول اليهود مرحلة جديدة تتطلب تحويل اسرائيل الى دولة يهودية خالصة لكي تتماشى مع تحقيق حلم الخلاص الذي يروادهم ولا يمكن ان يتحقق في ظل علمانية اسرائيل. وطالب هؤلاء بجعل العمل القومي تجسيدا للقيم الدينية وبدأت تظهر رؤى دينية وقومية تمجد هذا العمل، خاصة في مجال النشاط الاستيطاني وتحويله الى قيمة دينية عليا. وبناء على ذلك تطورت ثقافة دينية كاملة توافرت لها المؤسسات والميزانيات الضخمة، ووضع تحت تصرفها العديد من العناصر المدربة عسكريا داخل المعاهد الخاضعة للتيار الديني الصهيوني. وتضخم هذا المد الديني ليطول الجيش واسلوب عمله وطريقة خوضه للقتال.. وبدأ اصحاب هذا الاتجاه يطالبون صراحة بجعل الخدمة العسكرية داخل الجيش تتم تحت اشراف الحاخامات ومديري المعاهد الدينية العسكرية وهو ما اعتبر تجاوزا لصلاحيات القيادة العسكرية داخل الجيش الاسرائيلي ذاته. وأخذ المتدينون يطلقون المصطلحات الدينية على عمل الجيش مثل مصطلحات "جيش الخلاص اليهودي" او "جيش التوراة"، بما يعني محاولتهم تحويل الجيش الى أداة لخدمة اهدافهم ومخططاتهم الدينية. وهو ما جعل هذا التيار يتحول من أداة ارادت الزعامة الصهيونية العلمانية استغلالها لتحقيق مصالحها المتمثلة في اقامة دولة علمانية لا تخضع لارادة الدين وسلطة الحاخامات الى سلاح موجه ضد الصهيونية نفسها، والى رمزها الاول اسرائيل. وقد أضر ذلك بمبادئ الحركة الصهيوينة التي عملت منذ انطلاقها على اضفاء الجاذبية على مشروعها بتوظيف الدين لخدمتها، خاصة ان المتدينين كانوا الاكثر ثراء بين اليهود.. ويظهر ذلك مع يهود الولايات المتحدة، أصحاب المؤسسات والمشاريع التجارية والاقتصادية الضخمة.. وتكريسا للنهوض بتلك الثقافة زعم الحاخامات بأن ما تحقق عام 1967يعتبر معجزة ربانية وخطوة اولي نحو اقامة دولة اسرائيل الكبري. وتلقت تلك الثقافة دعما قويا، عقب صعود حزب الليكود لاول مرة الى سدة الحكم في اسرائيل عام 1977.وفي هذه الاثناء بدأت الاحزاب الدينية العمل ضمن آلية تضمن لها البقاء بصورة مستمرة في النظام السياسي، مما جعلها في كثير من المرات تسلك سلوكا ابتزازيا للحصول على اكبر قدر ممكن من المكاسب لتحقيق المشاركة في أي ائتلاف سياسي حاكم، يضمن لها الحصول على المناصب الوزارية والتواجد في طاقم صنع القرار وسن القوانين وجمع المكاسب المادية المختلفة. وبرز ذلك بوضوح خلال الانتخابات التي جرت عام 1981وفاز فيها الليكود بزعامة مناحم بيجين، برئاسة الحكومة.. وكذلك عام 1984عندما تقاسم حزبا الليكود بزعامة اسحاق شامير والعمل بزعامة شيمون بيريز الحكومة الاسرائيلية.. وظهر بوضوح مدى قوة وسلطة الاحزاب الدينية ودورها الهام في توجيه الحكومة واصدار العديد من قراراتها خلال فترة الحكومة الائتلافية. وكان ابرز انتصار للمتدينين عام 1992عقب فوز حزب العمل برئاسة رئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين برئاسة الحكومة وضم حزب (شاس) المتزمت اليها الذي استغل الفرصة وحصل على الكثير من المكاسب البالغة، سواء على صعيد الحكومة او في بقية المؤسسات السياسية والعسكرية الاخرى. وتصاعدت قوة المتشددين في الجيش وترسخت مع قدوم الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو الى الحكومة عام 1996وحصلت الاحزاب الدينية على 23مقعدا في الكنيست. الوضع الذي دفع ب نتنياهو الى ضم تلك الاحزاب في ائتلافه الحكومي. وتزايدت تلك القوة عقب انتخابات عام 1999أي مع قدوم ايهود باراك لسدة الحكم، حيث حققت الاحزاب الدينية انجازا بفوزها ب 27مقعداً. ( 17مقعدا لحزب شاس، 5مقاعد لحزب المفدال، 5مقاعد لحزب يهوديت هتوراه). وعلى ذلك قامت تلك الاحزاب بمحاولة نقل نفوذها القوي الى داخل الجيش ونجحت في دفع الحكومة الى إصدار قرارات تحفز ضم المتدينين في الجيش. وتضاعفت المحاولات مع حدوث بعض التقدم في عملية التسوية السياسية في عهد رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين من هنا خشي المتدينيون انسحاب اسرائيل من الاراضي الواقعة تحت سيطرتها او الاقدام على خطوة تفكيك المستوطنات المتواجدة في الضفة الغربية. وهو ما جعل من فكرة بسط نفوذهم داخل الجيش مطلباً حتمياً ومسألة هامة يجب تنفيذها، مهما كان الثمن.وسائل السيطرة على الجيشالواضح ان الجيش الاسرائيلي اعتمد منذ تأسيسه على العلمانيين الذين يشكلون نحو 77% من مجموع السكان..
__________________
اللهم انصر المسلمين
|