(13)
الفصل ثاني ثانوي .. الحصة الأولى ..
بقايا من آثار نوم ثقيل تطفو على وجوه الطلاب ..
الوكيل يدخل كالعادة .. عيناه .. حاجباه .. شفتاه .. كلها قد عقدت اجتماعا طارئا في مقدمة وجهه !!
أخذ الغياب .. نظر إليّ في آخر الصف نظرة تمثيلية ..
_ هاه ؟ .. ماشاء الله .. عسى ماشر ؟ .. ليش غايب لك يومين ؟
الدرس متوقف .. المدرّس ينظر إلي .. وستون أذنا تنتظر الجواب من فمي الصغير .. وستون عينا ربما تلتفت إليك في لحظة أن تزل زلة في الجواب .. وثلاثون نفسا جاهزة للضحك على أي تعليق على طالب ..
عدلت من جلستي وقلت بصوت مبحوح بعد أن تنحنحت بما أستطيع لتوطئة الوضع :
_ كنت منوّم ..
_ ماشاء الله .. بالله هذا عذر !!؟؟
الطلاب يهتزون من الضحك .. العيون تفترسني بلا رحمة .. وجهي أحمر .. جاءت همهمة من آخر صدري لأستدرك الوضع ولكنه هصرني وهو ينظر إلي شزرا ويقول :
_ اطلع معي ..
وبينما نحن في الممر قلت له مصارحا : أبو (........... ) ليش ؟ عذري ماهو شرعي ؟
_ إيش شرعي .. تقول انك نايم وتبيه يصير شرعي ..
_ منوّم .. منوّم بالمستشفى .. ماهو نايم ..
_منوّوووم .. قل كذا .. ماسمعتك زين !! طيب معك ورقة ..
ناولته الورقة .. وسار معي إلى الفصل .. وقال للمعلم : أرجو أن تسمح له بالدخول .. (ولم يزد على هذا )
عيون الطلاب ناشبة في وجهي بينما كنت متوجها إلى الكرسي وهم يوشوشون بضحك خفي ..
وعند الكرسي رأيت بقايا من ماء وجهي ..
وأما العذر الذي فاتحته به في الممر فقد طار في الهواء !!