البنات .. البنات .. يا وزير التعليم
قلبي على فتاة في التاسعة أو العاشرة أو الحادية عشرة لا تعرف من الدنيا شيئاً إلا المدرسة .. وإلا المذاكرة وإلا اليقظة الباكرة .. قلبي معها وهي مهددة بدخول النار لأنها لا ترتدي الحجاب أو لا تلبس العباءة الشرعية .. ولكنها قبل النار في الآخرة ستلقى عذابا آخر في الدنيا لأن إدارة المدرسة التي تذهب إليها طلبت أن تلبس هذه الفتاة عباءة تغطى الرأس وغطاء للوجه يصل للصدر وقفاز في اليد وإلا فأنها لن تعود إلى بيتها لأن إدارة المدرسة ستحتجز عباءتها حتى يأتي ولي أمرها لتسلمها مع تحذير لولي الأمر هذا بأن ابنته التي هي في التاسعة من عمرها أو العاشرة أو الحادية عشرة ستذهب إلى النار .. وربما يذهب هو الآخر إلى النار باعتباره ولي أمرها.
المدرسة التي أقامت محكمة التفتيش هذه هي المدرسة الابتدائية في "الطائف".
مديرة مدرسة الطائف قالت إنها تنفذ تعميما لمدير عام تعليم البنات بمنطقة "مكة المكرمة" رقم 121/1/7 في 9/3/1424هـ..
أنا أفهم أو أحاول أن أفهم موضوع الحجاب والنقاب والقفازات وأجد أن هذا الموضوع تختلف حوله الآراء والفتاوى والمذاهب ويقولون إن اختلافهم رحمة لأنه يفتح السبيل إلى اختيار الأبسط والأفضل والذي يماشي روح العصر وطبيعة اختلاف الزمان والمكان.
أن بعض مديرات المدارس .. للأسف الشديد ومع كل الاحترام لهن يخترن الأصعب والأعقد تماشياً مع رغبات نفسية دفينة ولا أقول عقدا نفسية للتعسف في استخدام السلطة .. وإلا فليفسر لي إنسان عاقل أن يد فتاة في التاسعة من عمرها أو أكبر بعام أو عامين فتنة .. وأن هذه اليد الصغيرة البريئة تثير الرغبات والشهوات إلا عند المرضى والشواذ.
يا معالي وزير التربية والتعليم وأنت تحمل أكبر الشهادات أنقذنا من أصحاب التعميمات والتعليمات التي تهدد براعمنا الصغيرة البريئة بعقاب الدنيا والآخرة إذا لم يلبسن القفازات.
نحم نقف والدنيا حولنا تسير فألحقونا.
المصدر ..
http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=1858