سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(4)
في الحقيقة بلغ كرم الشيخ الغاية ولم أرى أجود منه فقد كان ذا سخاء وعطاء رحمه الله تعالى.
في مرة من المرات أتى رجل من العامة وأخذ يضرب على منبه السيارة خارج المسجد فقال لي الشيخ رحمة الله قم وانظر من الرجل فقمت وذهبت إليه وإذا هو رجل أبكم لا يتكلم فرجعت إلى الشيخ وأخبرته بالحال فقال نعم فقام الشيخ ودخل المنزل قليلاً ورجع وأعطاني في يدي بشكل خفي مجموعة من النقود وقال أعطه هذا واعتذر له ,هذا المتيسر الأن .
ومن باب الفضول (أسال الله المغفرة) عددت النقود وهي داخل يدي ولم أجرؤ على عدها علانية احتراماً وتقديراً للشيخ رحمه الله تعالى وكانت خمس أوست أوراق ولما وصلت الرجل قام بكل سذاجة العامي وعد النقود فإذا هي (2500ريال) وقد كاد الرجل يجن من شدة الفرح لدرجة أنه كاد أن يقبل يدي.
المهم رجعت إلى الشيخ وقلت في نفسي لعل الشيخ غلط أو شيئ من هذا
فقلت :من هذا الرجل يا شيخ لورأيت فرحه لعجبت
فقال رحمه الله :هذا واحد من أهل حائل جاء أمس وطلب مساعدة أو صدقة فأعطيته ما تيسر
قلت: هل تعرفه يا شيخ
قال: لا .
(5)
من طرائف الشيخ:
= في مرة من المرات أتيت إلى الشيخ مسلماً في رمضان.
وكان عنده بعض الضيوف فلما خرجوا ههمت بالخروج معهم فاستبقاني الشيخ رحمه الله وقال: ما سولفنا معك اجلس حتى نفطر سويه
فقلت :ياشيخ اليوم موعد الجدة
قال: أدامك وصلت هنا خل الجدة في الغد
قلت: لعلك تعذرن ياشيخ
قال: خير ان شاء الله
فأخذ الشيخ في الحديث وصار يسرد بعضاً من ذكرياته ويعرج مرة أخرى على بعض المواقف وأخرى على بعض الإشارات التربوية والعلمية وهكذا حتى أتى بعض أبناء الشيخ رحمه الله .
فقال الشيخ رحمه الله تعالى:إن كانك صادق اطلع هالحين
فأسقط في يدي.
فقال: نبي نكسب أجرك اليوم والجدة له أجر الغد
فتناول الشيخ سماعة الهاتف و أمليت له الرقم ثم سلمني سماعة الهاتف واعتذرت من الجدة التي لهجت بالدعاء والثناء على الشيخ وحملتني السلام له.
وكان الشيخ يشاغلني بالحديث حتى يقرب وقت الآذان مما يضطرني إلى المكث...
كان محباً لطلابه مقدراً لهم أيما تقدير رحمه الله تعالى.
= مرة من المرات جاء أحد عمال المزرعة إلى الشيخ ومعه مجموعة من البراغي فقال للشيخ نريد من هذه مجموعة فأخذها الشيخ وتلمسها بأنامله وقال يوجد لدينا من هذه كذا ومن تلك كذا أما هذه فقل للسائق يأتي لك بما تريد.
فعجبنا لدقة الشيخ ونباهته وذكائه ومعرفته بأدق الأمور.
= ومرة دخل علينا ابنه الأستاذ عزيز (وكان ذلك بعد الانتهاء من الدرس)
فقال مخاطباً والده: ماشاء الله متى سلكتوا السخانة
فرد الشيخ : اليوم
فقال الأستاذ عزيز :الكهربائي من بريدة
فقال الشيخ :لا ... أنا الذي سلكتها
والشيخ أعمى ياإخوة ولكن التميز والإبداع وقهر المستحيل عادة عند البعض...
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله
|