وقفه مع مكرمة الملك .
الحمد لله الذي عز فأرتفع وخضع كل شي لعظمته وخشع وصلى الله وسلم على خير من صلى وصام ونصح الأنام وعلى آله الكرام وأصحابه الأعلام أما بعد:-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معشر الكرام وقفه مع مكرمة الملك، وكم هي مدتها وهل ستنتهي وإلى متى ستظل هذه المكرمة؟-
نعم فلقد وقفت طويلاً متأملاً لمكرمة مولاي وسيدي الملك
الكريم الجواد مكرمة لا سابق لها ولا لاحق لفضلها ولعظمها
ولن تجد بعدها أفضل منها فهي أعظم مكرمه وهبه يتلقها الإنسان من هذا الملك الكريم الجواد .
فهل شكرنا الملك ؟ فهل قمنا بما يجب علينا نحو هذا الملك، وهل قدمنا ما يرضيه حتى يزيدنا مما عنده؟
إنها وقفه تستحق التفكر والتأمل في معانيها و إمعان النظر فيها .
فهل سمعتم ما قاله الملك في مكرمته:
لقد قال : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي, وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم, إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت, إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده, الرحيم بهم.
التفسير الميسر
فما رأيكم بهذه المكرمة والمنحة العظيمة؟
فهل سمعتم بمكرمه مثلها ؟ إنها مكرمة رب العزة والجلال إنها مكرمة الملك الديان صاحب الفضل والإنعام.
مكارم الإله كثيرة ونعمائه عديدة فهل شكرناه حق الشكر ؟
مكارم أهل الدنا لا محالة زائلة ومكارم الإله باقية دائمة فلن ينفعك إلا
هي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
يوم أن أكرم ملك من ملوك الدنا شعبه بشيء قليل طاروا به فرحاً
وغنوا به طرباً وا فرحاه لنا ملكاً يحب شعبه .
حديث المجالس بهذه المكرمة قد شغلهم وعن تلهف المزيد قد ألهاهم
عن ذكر الله قد ايقنوا أن لهذا الرجل فضل عليهم ونسوا فضل الله من
قبل يوم أن جعلهم مسلمين ويوم أن وعدهم لمن تاب وآمن أن يغفر له
ذنوبه وخطاياه .
ويح قومي ما لهم قد تركوا مكرمة سوف تنجيهم من عذاب أليم وترفعهم إلى أعلى عليين مكرمة يتمناها الكبير والصغير الغني
والفقير الوزير والوضيع حتى الملك يتمناها ويطلبها .
ما لي أراكم أخذتم بسفا سف الأمور وتركتم عظائمها وسعيتم وراء
حطام الدنيا .
ما لقومي قد درسوا أولادهم شكر من قدم لهم معروفاً ومالي لا
أراهم قد علموهم شكر الله سبحانه وتعالى. فبالشكر تدوم النعم
ومكارم الله كثيرة لا يعدها عاد ولا يحصيها محصنّ
فكذا قاتل التسع والتسعين نفسا قبل الله توبته وتجاوز الله عن خطيئته
وكذلك الذي له غدرات وفجرات فغفرهن الله له
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني فإني سأغفر لك على ما كان فيك ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا للقيتك بقرابها مغفرة ولو عملت من الخطايا حتى تبلغ عنان السماء ما لم تشرك بي شيئا ثم استغفرتني لغفرت لك ثم لا أبال.
فهل تعقلنا وفهمنا أن فرح ساعة سوف ينقضي وفرح الفوز بدخول الجنة والنجاة من النار لهو الفرح والفوز الحق قال تعالى ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا مَتَاعُ الْغُرُورِ))
وفق الله الجميع لما يحبه يرضاه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد