 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها أبو ياسر الخالدي |
 |
|
|
|
|
|
|
قبل فترة كنت جالس في مجلس أتحدث فيه عن شيخ اسمه محمد..... وبينما أنا أتحدث قاطعني طفل صغير اسمه أسامة – يدرس في الصف الأول الابتدائي – فقال يا عبد الله هل هذا شيخ – يعني الشيخ محمد- فقلت له نعم بملئ فيّ، فقال هل سبق وأن سجن قلت لا، قال إذاً هذا ليس بشيخ .
وقفت متأملاً لكلامه عجباً!! من انطق هذا الطفل بهذه الكلمات؟!
ولماذا جعل هذا الطفل مقياس كون الرجل عالماً أن يكون قد سجن ؟
إنه أمر أثار إعجابي بهذا الطفل الصغير في عمره الكبير في عقله،
فهو يعني بذلك أن العالم الذي يسجن عالم قال الحق لا عالم هوى وهوس، فقاده الحق إلى السجن، لذا كان عالم بحق ما تحمله كلمة عالم،
ويعني أيضا أنه عالم مبتلى، فبمقدار إيمان الرجل يكون البلاء،
|
|
 |
|
 |
|
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها أبو ياسر الخالدي |
 |
|
|
|
|
|
|
الحقيقة الثانية: علماء السلطان:
حدثني أحد العلماء فقال قلت لرجل كبير في السن: وهو من العوام يا فلان ممن تأخذ فتواك فقال من المشايخ الذين لا تحبهم الدولة، فهذه حقيقة أخرى ومعيار ثاني عبر به ذو الشيبة في الإسلام صاحب الفطرة السليمة، علم هذا الرجل الكبير أن من تزلف إلى السلاطين قل أن يقول كلمة الحق أو أن يقول كلمة لا يرتضيها السلطان، لذا عظم أجر قائل كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، فانظروا رعاكم الله إلى قول هذا العالم الذي جرب حياة العلم الخالص ثم اشتغل بعد ذلك مع السلطان فكان ما كان.
|
|
 |
|
 |
|
من المصيبة يا أخي العزيز أن يكون معيار الالتزام عندنا هو مخالفة الحكومة ، وأن يحصر الإخلاص فقط في المجابهة والمصادمة .
وأن يحصر المخلصون من العلماء والدعاة والأئمة بأولائك النفر الذين ابتلاهم الله عز وجل بسجن أو محنة ؛ سواء تسببوا هم بهذه المحنة أو لم يتسببوا لأنفسهم .
وقد حوت كتب التاريخ وتراجم السلف الصالح أعداداً كبيرة من الأئمة هم أكثر الأئمة لم يبتلوا بل كان منهم القضاة والوزراء والمفتون ولم يتجاوز عدد من ابتلي منهم معشار من كان يشار إليهم في بلاد الإسلام على مر العصور ؛ نعم : من ابتلي منهم فلم يصبر ، أو جرفه التيار فذاك المذموم ؛ والسلامة لا يعدلها شيء. فتأمل...
ثم إن كتب التراجم في القديم والحديث حوت أعداداً من أهل البدع والأهواء ابتلي فصمد ولا شك أن هذا لا يمكن أن يدل على إخلاص أو تصويب مبدأ..
بل إن بعض من ابتلي في محن سابقة في هذا البلد بالذات كان على يقين أنه كان باستطاعته البذل والنفع بلا استفزاز ولا مصادمة ، لكن بعد أن وقع الفأس بالرأس !!!
والمصيبة في بريدتنا الغالية أن هذا السم قد استشرى في البلد ؛ ولذا ترى أعداداً من الشباب ممن لا يحافظون على الشرائع ، ويتهاونون بأهم العبادات الواجبة ، وعليهم من المآخذ ما عليهم : ثم إذا ذكر أحد العلماء ممن شابت لحاهم في الطاعة والعبادة والبذل في المعروف بدأ يلوك عرضه ويدخل في نياته لمجرد أنه عمل في سلك الوظائف الكبرى في البلد ؛؛؛ ومصيبة المصائب أن يقابلك بعض الغيورين ممن لا يعرف محل الغيرة فيصف هذا المفرط بأنه (عليه ملاحظ شرعية لكن فكره نظيف!!!!!) يصفه بنظافة الفكر لمجرد أنه شكك في أحد من لهم شيء من المسؤولية في البلد!!!
وهو لا يعلم مما يذكر عن هذا العالم شيئاً ، وقد كثر أمثال هذا والله المستعان .
أرجوا أن تراجع فكرتك ، وأعتذر على الإطالة بغية توضيح المراد.
أسألب الله أن يوفقني وإياك والقراء لكل خير ، وأن يجمعنا في مستقر رحمته ، وأن يعصمنا ومحارمنا من مضلات الفتن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محبك / صالح أبو