مشكلتنا أننا لا نفهم مصطلحات أهل العلم ومفاهيمهم ، ونرد عليهم بردود سامجة .
الشيء الفاحش يا جماعة يطلق على الكثير العظيم ، وليس المقصود : الفحش الذي هو الجريمة والزنا والخنا !!
والقول بجواز الأخذ من اللحية لم يُرد عليه - حسب علمي - بردّ علميٍّ ينقض أدلته دليلاً دليلاً .
وبعض الردود فيها تهجم وسخرية واستنقاص من الطرف الآخر ، وليس فيها ما ينقض أدلتَهُ !
والقول بالسنية قد يكون فيه شيء ، فليس المقصود الحضُّ على الأخذ من اللحية ، إنما المقصود بيان جوازِهِ ، وأنه لا شيء فيه ، ولا يصح الإنكار على من أخذ مما زاد عن القبضة من لحيته .
وقد رأى جواز الأخذ من اللحية عطاء والقاسم وقتادة والحسن وابن سيرين والشعبي وإبراهيم النخعي وطاوس ، هؤلاء من فقهاء التابعين ، أقرب الناس إلى الصحابة ، وإلى فهم الشرع ،
والأئمة الأربعة كلهم يرون جوازه ،
وكذلك ابن جرير الطبري وابن عبد البر والقاضي عياض والطيبي والغزالي وابن حجر .
هذا غير من فعله من الصحابة ،
ولم ينقل القول بالتحريم عن أحد من السلف ، ومن كان عنده شيء من ذلك فليأتنا به !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وأما إعفاء اللحية ، فإنه يترك ، ولو أخذ ما زاد على القبضة لم يُكره ، نصّ عليه" .
ولا يظن ظانٌّ أن في هذا تهوينًا لشأن اللحية ، أو فتح بابٍ لحلقها ، لأن القول به واضح وصريح : ( جواز الأخذ مما زاد عن القبضة ) ، ومن أخذ أكثر من ذلك ، أو حلق لحيته ، فليس جُرمُهُ على القائل بجواز الأخذ مما زاد عن القبضة !!
ملحوظة يسيرة : كأن المسائل الشرعية كثر طرقُها هنا مؤخرًا ممن يعرف ومن لا يعرف ، فليُحذر من ذلك .
والله المستعان .
__________________
كثرت ذنوبي ، فلذا أنا نادم .
أسأل الله أن يتوبَ عليَّ ، ويهديَني سبيل الرشاد .
وما أملي إلا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾ .
أبو عبد الله
|