مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 31-05-2006, 07:47 AM   #4
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
.
.

الجزء الرابع :


فمن تاب من ذنوبه وصحت توبته فالله غفور رحيم يقبل التوبة من عبادة بل يقبل توبة المسرف على نفسه متى ما تاب وأناب وصدق مع رب الأرباب .
قال تعالى :
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) ، وقال (( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) وقال (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا )) . والآيات في هذا الشأن كثيرة .
والله سبحانه وتعالى أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب ففي صحيح مسلم :
عن أنس قال (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح )) .
وهذا من فضل الله على عباده وهو ذو الفضل العظيم .
فعن أبي موسى رضي الله عنه قال (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )) . رواه مسلم .
وما أعظم هذا الحديث وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كله عظيم فما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه )) رواه مسلم .
فالله جل وعلا حليم عفو غفور رحيم بعبادة فهو أرحم من الأم بولدها وقد سبقت رحمته غضبه فهو الغفور الرحيم وهو شديد العقاب وقد أخبر عن نفسه فقال : (( نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ )) وقد أخبر فقال (( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ )) وقال (( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ )) وقال (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ )) .



الجزء الخامس :




فالله يحلم ويستر ويعفو ويغفر ويرحم ولا يعجل العقوبة إذ لو فعل لما بقي من أحد .
قال الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية :
وما يصيبكم أيها الناس من مصيبة في الدنيا في أنفسكم وأهليكم وأموالكم {فبما كسبت أيديكم} يقول: فإنما يصيبكم ذلك عقوبة من الله لكم بما اجترمتم من الآثام فيما بينكم وبين ربكم ويعفو لكم ربكم عن كثير من إجرامكم، فلا يعاقبكم بها .
فحضور مثل هذه الأفراح والأعراس معصية وتعاون على الآثم ولا طاعة لمخلوق كائن من كان في معصية الخالق قال تعالى (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )) وقال (( فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم )) .
ويذكر صاحب الآداب الشرعية هذه القصة فيقول :
ورد عن بعض العلماء العاملين أنه قال : دعوت الله سبحانه وتعالى ثلاثين سنة أن يرزقني توبة نصوحا ثم تعجبت في نفسي وقلت سبحان الله حاجة دعوت الله فيها ثلاثين سنة فما قضيت إلى الآن فرأيت فيما يرى النائم قائلا يقول لي أتعجب من ذلك ؟ أتدري ماذا تسأل الله تعالى ؟ إنما تسأله سبحانه أن يحبك ، أما سمعت قول الله تعالى { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } .
ثم يقول :
إن الله سبحانه يحب التائب ويفرح بتوبته أعظم فرح . وقد تقرر أن الجزاء من جنس العمل ، فلا تنس الفرحة التي تظفر بها عند التوبة النصوح ، وتأمل كيف تجد القلب يرقص فرحا وأنت لا تدري سبب ذلك الفرح ما هو ، وهذا أمر لا يحس به إلا حي القلب ، وأما ميت القلب فإنما يجد الفرح عند ظفره بالذنب ولا يعرف فرحا غيره . فوازن إذا بين هذين الفرحين ، وانظر ما يعقب فرح الظفر بالذنب من أنواع الأحزان والهموم والمصائب . فمن يشتري فرحة ساعة بغم الأبد ، وانظر ما يعقب فرح الظفر بالطاعة والتوبة النصوح من الانشراح الدائم والنعيم وطيب العيش ، ووازن بين هذا وهذا ثم اختر ما يليق بك ويناسبك ، وكل يعمل على شاكلته ، وكل امرئ يصبو إلى ما يناسبه . انتهى .
فالحسنات يذهبن السيئات فلنتبع الحسنة السيئة تمحوها ولنستغفر الله ولنخالق الناس بخلق حسن .
قال تعالى :
(( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )) .
ففعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة .


.
.
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
قاهر الروس غير متصل