مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 08-06-2006, 06:14 AM   #5
النادم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 434
قائد "ميليشيا المحاكم" بالصومال: سنلقن أمريكا درساً إذا تدخلت عسكرياً


قال الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس المحاكم الاسلامية في الصومال، إنه يفكر في الاستقالة من منصبه، بعد الانتصارات المتلاحقة التي حققتها ميلشياته وسيطرتها الكاملة على العاصمة الصومالية مقديشو اول من أمس، إثر دحر أمراء الحرب وفرارهم من المدينة.

وقال شريف، 42 عاما، في اتصال هاتفي اجرته «الشرق الأوسط» بمقره في مقديشو، إنه يشعر بأن مهمته انتهت بهذا الانتصار «غير المتوقع»، مضيفا: «الآن اكتملت المهمة والحمد لله، وأرغب في أن أمنح الفرصة لغيري كي يتولى المسؤولية، بما يتناسب مع المرحلة الجديدة».

واعتبر أن تغلب ميلشياته المسلحة على ميليشيات أمراء الحرب معجزة، بالنظر إلى ضعف الإمكانات والموارد التي تملكها. ولم يستبعد قيام الولايات المتحدة بغزو المدينة أو التورط في عملية عسكرية بالتعاون مع أثيوبيا، ردا على الهزائم المتلاحقة التي نالتها الميليشيات المسلحة التابعة لأمراء الحرب الأعضاء في «التحالف لمكافحة الارهاب واستعادة السلام». وندد شريف بما أعلنه الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، عن مخاوف بلاده من أن تتحول مقديشو في وضعها الجديد، إلى ملاذ آمن لفلول الإرهابيين من تنظيم «القاعدة». وقال «إن المحاكم الشرعية لا تمارس الإرهاب ولا تسمح به»، لكنه اتهم أميركا في المقابل بأنها أكبر دولة إرهابية في العالم، وتساءل من الذي منحها الحق في أن تفرض نفسها كمعلم وكمؤدب، وتقول للناس افعلوا هذا ولا تفعلوا هذا. وفيما يلي نص الحوار الذي أجري في القاهرة:

* كيف حققتم هذه الانتصارات المتلاحقة بقوات شبه بدائية ضد أمراء الحرب؟

ـ هذه معجزة تحققت بفضل الله، نحن كنا أشبه بمن يحاول الانتحار، لم يكن أمامنا سبيل آخر، كنا نعرف أن العدو لديه القوات والذخيرة والأسلحة والدعم الاستخباراتي والمالي الذي تقدمه الإدارة الأميركية، ولكننا كنا نقاتل عن عقيدة.

* يتردد أن نجاحكم السريع يشبه ما حققته حركة طالبان في أفغانستان قبل سقوطها؟

ـ أنا لا أعرف طالبان، ولم أتعرف جيدا على تجربتها حتى أستطيع الحكم، نحن بيئة مختلفة عنهم وما تحقق لم يكن متوقعا، وأي خبير عسكري محايد، عندما تسأله عن إمكانات حدوث ذلك، سيخبرك بأنها ربما تكون صفرا.

* هل شارك ضباط في الجيش الصومالي السابق في تدريب ميليشيات المحاكم الشرعية؟

ـ نعم وكنا نرحب بمن لديه الاستعداد والقدرة، ولم نوصد أبدا أبوابنا في وجه أية مساعدة مهما كانت بسيطة أو ضئيلة.

* هل توجد نساء منقبات بين ميليشيات المحاكم الشرعية؟

ـ نعم.. وهؤلاء عددهن قليل للغاية، طلبن الحصول على تدريب عسكري عن كيفية استخدام الأسلحة، وقد وفرناه وسمحنا لهن بتولي بعض أعمال الحماية على الطرق، أردن أن يكن جزءا من المعركة ضد أمراء الحرب لأنهن رأين حجم الخراب والدمار الذي لحق بالمدينة من جراء تواجدهم فيها، ناهيك من عمليات الاغتصاب والسلب والنهب.

* كيف تشعر وأنت الآن رجل مقديشو القوى، وصاحب الكلمة المسموعة فيها؟

ـ أنا فخور بما حققناه من أجل مصلحة شعبي، الذي أذاقه أمراء الحرب الأهوال في غيبة المجتمع الدولي، ولن أكتمك سرا أنني أفكر جيدا في الاستقالة والتنحى عن منصبي كرئيس للمحاكم الشرعية.

* هل هذا تكتيك جديد، أم أنك تشعر بالحنين إلى وظيفتك السابقة كمدرس؟

ـ لا هذا ولا ذاك، في الواقع أشعر أني أديت مهمتي على أكمل وجه، وأن الوقت حان كي يتولى غيري المسؤولية، لأننا مقبلون على مرحلة جديدة تستلزم دماء جديدة.

* هل أطلعت أتباعك وقادة المحاكم الشرعية، على نيتك في الاستقالة؟

ـ سأفعل في أقرب فرصة، لم يعد هناك ما أضيفه والمهمة اكتملت.

* هل تنوى إعادة تشكيل المحاكم مستفيدا بما تحقق؟

ـ نعم هذا التفكير وارد، وبدأنا فيه بالفعل، علينا أن نحدد قوتنا ونعيد تنظيمها، وسنشرك الشعب عبر مختلف منظماته المدنية ورجل القبائل فيما ننوي عمله، وربما من سيأتي بعدي قد يفعل هذا.

* هل سيكون الشيخ طاهر عويس مثلا، هو الخليفة الأمثل لك؟

ـ لا أعلم فهذا ليس قراري، انه قرار الناس كلهم في المحاكم الشرعية، نحن نعمل وفق منهجية تقوم على الشورى، وقد يأتي من هو أفضل مني، ومن يستطع أن يواكب المرحلة الجديدة.

* هناك مخاوف عبر عنها الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، من أن تتحول مقديشو تحت سيطرتكم إلى ملاذ آمن للإرهابيين وفلول تنظيم «القاعدة»؟

ـ هذا تطاول ووقاحة أميركية، نحن لسنا إرهابيين، ولن نسمح لأحد بأن يخطف العاصمة، وقلنا مئات المرات أن حديث أميركا عن الإرهاب في الصومال مفبرك ومختلق لأغراض سياسية مشبوهة. ونحن لا نريد أن يكون الصومال متورطا في الجدل المثار حاليا في العالم بأسره، حول الإرهاب، نريد أن نفكر في بلدنا على طريقتنا من دون أي تدخلات أجنبية.

* لكنهم يقولون إنك تأوي في منزلك بعض هؤلاء الإرهابيين، وتحديدا من المطلوبين للعدالة الأميركية في حادثتي تفجير السفارتين الأميركيتين في دار السلام ونيروبي؟

ـ هذا محض افتراء، لا أساس له، ومنزلي يدخله كثيرون، ولست أدرى ما هي علاقتنا بهؤلاء الذين تطاردهم أميركا، التي نعتبرها اكبر دولة إرهابية في العالم، على الرغم من أنها تدعي المطالبة بالديموقراطية والقيم الإنسانية النبيلة.

* هل تعتقد أن إدارة الرئيس جورج بوش قد تفكر في غزو مقديشو، لمطاردة هؤلاء، ولمنعكم من الاستمرار في الهيمنة على المدينة؟

ـ نعم لا استبعد ذلك، أميركا كانت أمام ثلاثة خيارات ضدنا، إما أن تتحرك عبر أمراء الحرب، وهذا خيار ثبت فشله، ولم يعد ممكنا. أو أن تتحرك بواسطة أثيوبيا وفي هذه الحالة ستحتاج إلى موافقة السلطة الانتقالية الصومالية، ولا اعتقد أن الرئيس عبد الله يوسف قد يوافق. ولدينا معلومات عن إعداد أثيوبيا قوة قوامها خمسمائة جندي، معظمهم من المرتزقة تمهيدا للقيام بعمل ما نتوقعه اليوم أو غدا، كما أن أثيوبيا استدعت بعض أمراء الحرب لإعادة ترتيب أوراقها في الصومال، وقد تفكر بعملية غزو، لا نعرف بعد. أما الخيار الثالث فهو أن تتدخل القوات الأميركية بشكل مباشر ضدنا في مقديشو، وساعتها سنكون مستعدين لتلقينها درسا لن تنساه، وسنعيد ما حدث من هزيمتها عام 1993 في الصومال مجددا.

* إذن أنت تتحدث عن عملية عسكرية أو أمنية أثيوبية أميركية ضدك؟

ـ نعم وهناك تعاون وثيق بين حكومة رئيس الوزراء الأثيوبي ميلس زيناوي وإدارة بوش، بشأن الملف الصومالي، وتحديدا التيار الإسلامي فيه، وهذا معلوم لدينا منذ فترة ولن نفاجأ به.

* الرئيس عبد الله يوسف ورئيس وزرائه علي محمد جيدي، رحبا بفكرة الحوار معكم، هل تبادلونهما الاتجاه نفسه؟

ـ نعم وليس لدينا شروط مسبقة، لكن لم تحدث بعد أية اتصالات رسمية حتى الآن، هم في السابق كانوا يريدون الوساطة بيننا وبين أمراء الحرب، الآن الوضع تغير ونحن نريد أن نجد حلا لمشاكل الصومال، والشعب الصومالي دفع ثمنا باهظا لطرد أمراء الحرب، ويجب أن نستشيره فيما سيحدث لاحقا.

* هل انتهيت من مشاوراتك حول تشكيل سلطة محلية لإدارة مقديشو؟

ـ لا، ولكننا نريد توسيع دائرة هذه المشاورات، وهناك صوماليون في الخارج أساتذة جامعات وأطباء وعلماء اتصلوا بنا، يقدمون أفكارا ومقترحات ورحبنا بها، ولا زلنا نسعى لتشكيل هذه السلطة في أسرع وقت، حتى لا يضيع الانتصار الذي تحقق.

* هل تنوي إعلان مقديشو دولة مستقلة، كما فعلت جمهورية «صومالي لاند» (أرض الصومال) في الشمال؟

ـ لا.. مقديشو دائما ستظل هي العاصمة، ولا نفكر في الانفصال، نحن دعاة وحدة، ويجب أن تقوم مقديشو بدورها في هذا الإطار.

* هل تعتزم التخلي عن سيطرتك على المدينة للحكومة الانتقالية، لو تعهدت بضبط الأمن والأمور فيها؟

ـ ربما قد يحدث هذا، ولكننا في حاجة إلى أن نرجع إلى الناس في الشوارع، لنعرف رأيهم في هذا الموضوع، انهم معنيون بهذا القرار، ولا بد أن يشاركوا فيه.




* * *


استعداد أميركي للتعامل مع المحاكم الشرعية بالصومال


أعلنت الولايات المتحدة أنها قد تتعامل مع المحاكم الشرعية في الصومال بعد سيطرة الأخيرة على العاصمة مقديشو.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن الإدارة الأميركية ستؤجل حكمها على المحاكم الشرعية, مضيفا "أظن أنه من حيث المبدأ فإننا نتطلع إلى العمل مع الأفراد والجماعات التي لها مصلحة في وضع أفضل وأكثر سلما وأكثر استقرارا للصومال والذين يسعون أيضا لمكافحة الإرهاب".

ويأتي هذا الموقف بعد يوم من تصريح الرئيس الأميركي جورج بوش بأن بلاده ستضع خطة للتعامل مع التطورات الأخيرة في الصومال, محذرا من تحول البلد إلى ما وصفه بالملاذ الآمن لتنظيم القاعدة.

دولة إسلامية
في المقابل تعهد رئيس اتحاد المحاكم الشرعية في الصومال شيخ شريف شيخ أحمد بالعمل على إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة في أنحاء البلاد.

ونفى شيخ أحمد في تصريحات صحفية أي علاقة للمحاكم الشرعية بما يسمى الإرهاب, واصفا المخاوف الأميركية بأن تتحول مقديشو إلى ملاذ آمن لتنظيم القاعدة بأنه "تطاول ووقاحة أميركية".

ميدانيا تواصل مليشيات المحاكم الإسلامية تقدمها نحو مدينة جوهر شمالي البلاد -وهي أحد معاقل زعماء الحرب- وذلك بعد سيطرتها على العاصمة للمرة الأولى منذ عام 1991.

وقد فر عشرات المواطنين من جوهر خشية تعرضها لهجوم واسع من جانب قوات المحاكم, في وقت أعلن فيه شهود عيان أن زعماء ما يسمى تحالف الأمن ومكافحة الإرهاب، يستعدون للدفاع عن المدينة التي تعد آخر حصونهم.

.. المصدر ..

__________________

كثرت ذنوبي ، فلذا أنا نادم .
أسأل الله أن يتوبَ عليَّ ، ويهديَني سبيل الرشاد .
وما أملي إلا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾ .

أبو عبد الله
النادم غير متصل