سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي
يتجدد لقاء الذكريات مع الوالد الحاني والأب البر الرشيد فضيلة العلامة حمود بن عبد الله العقلاء الشعيبي رحمه الله
(6)
في يوم من أيام الشتاء وكان يوم خميس على ما أذكر أزمعت أنا وثلة من الأحبة على تناول طعام الغداء في الهواء الطلق وفي طريقنا إلى(ملف العائلة - المكان المفضل في ذلك الوقت-) توقفنا أمام أسواق الفاخرية في حي الفاخرية وبعد شراء بعض الحاجيات واثناء خروجنا من الأسواق كانت أمامنا مجموعات متناثرة من الأوراق صغير ةالحجم والتي تعودنا على رؤيتها في تلك الأيام اذ كانت عبارة عن منشورات إما من المسعري أو غيره
التقطت واحدة منها وكانت عجيبة غريبة ....
اذ كان فحوى تلك الورقة عبارة تهنئة لولى الأمر بمناسبة استأصال شأفة الشر والإجرام والمتمثل في تنفيذ القصاص في أحد المفسدين في الأرض
وليس هذا مكمن الغرابة
وانما مكمنها أن الموقعين على تلك التهنئة هم:
العلامة الشيخ حمود العقلاء
العلامة الشيخ محمد المنصور
الدكتور الشيخ صالح الونيان
الدكتور الشيخ سليمان العودة
وكانت التهنئة بمناسبة تنفيذ حكم القضاض في عبدالله الحضيف
المهم لما كان من الغد وجاء وقت الدرس الخاص عند فضيلة الشيخ وجدنا الشيخ رحمة الله به أثر من مرض فجلس معنا الشيخ رحمه الله لتداول الرأي حول تلك الورقة المزعومة وما هي الا برهة من الزمن حتى أقبلت سيارة فيها ثلاثة من الشباب (كان ذلك قبل بناء السور على منزل الشيخ)
فقال لي الشيخ يا فلان قم وأدخلني البيت واعتذر لي من الإخوة لأني متعب وقمت ممسكاً بيد الشيخ و اثناء الطريق إلى باب المنزل قال لي الشيخ من القادم فقلت له (فلان) قال الشيخ أبو عبدالله أرجعني يستاهل من يجلس له
فرجعنا إلى المجلس و قد وصل أصحاب السيارة في تلك الأثناء وسلموا على الشيخ واستقبلهم بحفاوة بالغة وقلت لهم ان الشيخ به عارض صحي ولكن أبى إلا لقياكم لحبه لكم (كل ذلك رجاء الا يطيلوا المكث عند الشيخ كي لايتعب من الجلوس )
المهم دار الحديث مباشرة عن تلك الورقة وكان الشيخ رحمه الله يضحك كثيراً منها
وفي أثناء الحديث مال أبو عبد الله( هذا) إلي وقال لما لانحاول اقناع الشيخ بإخراج ورقة تنقض هذه التهنئة فقلت له إن الشيخ سوف يتكلم في درس التدمرية في جامع الجاسر عن هذه الورقة فقال أبو عبدالله لايكفي فقلت اذا استعنا بالله
فتكلمت مع الشيخ بهذا الصدد وآزرني صاحبي الآخر كذلك تكلم بعدنا أبو عبدالله
إلا أن الشيخ لم ير اصدار بيان أو تكذيب إلا بعد التروي والمشورة مع بقية المشائخ لعله أن يصدر تكذيب مشترك ...
التفت الشيخ إلى أبي عبد الله هذا وقال يا شيخ فلان أوردوا(يقصد الذين كتبوا التهنئة )
أثر لم يسبق أن مر على(وهو إقامة حد خير من أن تمطر الأرض أربعين سنة) هل مر عليك فقال نعم أورده ابن كثير في البداية وفيه مقال ...
بعد ذلك قلت للشيخ لعلك تعبت لو ترتاح قليلاً فقال الشيخ صدقت (اقضب يدي) فقمنا مع الشيخ حتى دخل البيت وغادرنا مزرعة الشيخ رحمه الله
( يا ترى من هو أبو عبدالله هذا والذي له مكانة كبيرة عند الشيخ العلامة حمود العقلاء - اعتقد أن الإجابة ستكون مفاجاءة كبيرة للكثير وغير متوقعة أيضاً- أترك لكم حرية التخمين حتى موعد الإضافة التالية)
وفي يوم الأحد(في درس التدمرية) تكلم الشيخ عن تلك الورقة كلاماً قوياً جريئاً صريحاً مدوياُ والقى باللائمة مباشرة على المباحث
رحم الله الشيخ كم كان قوياً لايخاف في الله لومة لائم
(7)
الشيخ والسجن
(سأكتب أسطر قليلة لأني تعبت من الكتابة ومليت أيضاً)
كان اعتقال الشيخ رحمه الله تعالى في يوم السبت الموافق السبت 5/1/ 1416 الساعة التاسعة والنصف ليلاً تقريباً وقد مضى على اعتقال المشائخ تقريبا ثمانية أشهر وأيام
وكان الأعتقال في سجن الحائر بالرياض
وللذكريات بقية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله
آخر من قام بالتعديل جدس البأس; بتاريخ 27-07-2008 الساعة 02:23 PM.
|