رحم الله أبامصعب الزرقاوي وتقبله الله شهيداً عنده , أما وإننا نختلف معه في جزء من منهجه الجهادي إلا أننا نحبه في الله ونعتبره أسداً في الجهاد وأخطاءه لاتجعلنا نعاديه أو نجعله من أهل النار كما يفعل الجامية عليهم لعنة الله . فلولا الله ثم مايقوم به أبومصعب وإخوانه لرأيت الأعداء يسيرون في شوارعنا , اللهم تجاوز عن سيئات عبدك أبامصعب وارزقنا وإياه الفردوس الأعلى.
وكما في قصة الصحابي أسامة بن زيد -رضي الله عنه- عندما أدرك رجلاً من الكفار ، فعندما همّ بأن يقتله نطق الرجل بـ [ لا إله إلا الله ] ، يقول أسامة : [ فقتلته فوقع في نفسي ذلك ] ، فذهب للنبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما جرى ، فقال له صلى الله عليه وسلم : [ أقال لا إله إلا الله وقتلته ؟! ] ، فقال أسامة : [ قتلته يا رسول الله ، إنما قالها خوفاً من السلاح ] فقال له [ أشققت عن قلبه ؟ ]
وكما في قصة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وذلك حينما ترخص خالد رضي الله عنه في قتل قوم أظهوا الإسلام , أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى السماء وقال [ اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد ] ثلاثا .. وفي ذلك درس لنا أن المجاهدين ليسوا فوق النقد، فالواجب بيان أخطاءهم إذا أخطأوا ، والتبرؤ من فعلهم إذا أساءوا ، دون التبرؤ من مبدأ الجهاد، الذي هو ذروة سنام الإسلام، أو التبرؤ من المجاهدين الذين هم درع الأمة وحصنها الحصين, فالنبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من فعل خالد بن الوليد، لكنه لم يتبرأ من خالد، ولاعطل الجهاد بسبب أخطاء خالد، بل ظل خالد أحد قادته الكبار بعد التبرئ من فعلته تلك.
والله إن الواحد ليستحي أن يقوَّم مسيرة هؤلاء المجاهدين وهو يرى نفسه مقصراً مذنباً قابعاً خلف الشاشة وتحت برودة التكييف ولكننا نقدم النصيحة قدر المستطاع.
اللهم أصلح قلوبنا وارزقنا شهادة في سبيلك ننال بها الدرجات العالية في الجنة .. آمين.
__________________
الأجر أو الأجران :-
|