مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 16-06-2006, 03:01 AM   #1
عنيزة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 294
لترفع راية العز ياأهل الكرامة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.....
يوم كانت أمتنا تعرف مكانها بين الأمم وتعتز بدينها.. كانت أمة مهيبة تُرهب الأعداء,
لقد كانت كنائس أوروبا لا تجرؤ على دق نواقيسها حين كانت السفن الإسلامية تعبر البحر المتوسط, لقد كنا إذ ذاك سادة الدنيا وقادة العالم، ومنبع العلوم والمعرفة, وفي وضع أشبه ما يكون بالخيال حين تقارنه بتلك الحال, هبطت أمتنا من القمة إلى القاع, ونزلت عن متن العز, فمدت يدها للكافر تستجديه,
تنتظر منه قرارًا يحمي أرضها, ويوقف نزيف دمها!
ونحن نتحدث عن العزة لسنا نصب في الأمة قوة ليست فيها… ولا نشعل في نفوسها همة ليست لها, إنما نكتب نثير القوة الكامنة فيها, ونضرم جمرة الحماس التي غطاها رماد الكسل وأخفاها غبار الخمول!! ليس حديث العـزة بدعًا على هذه الأمة ولا مستغربًا فيها, فهي نبع العز, ومهد البطولات.
هذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : لمَّا أسلم وعلمت أمه بخبر إسلامه ثارت ثائرتها وأقبلت عليه تقول : يا سعد ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزناً عليَّ ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس بها أبدَ الدهر. فقال لها سعدٌ رضي الله عنه :
لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيءٍ ,
وهذا عمر رضي الله عنه يقول :
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله,
وماقصة عمر يوم اسلامه وقصة وبلال مع أمية وسعد يوم الأحزاب إلا دليل عزتهم
فلست أبالي حين أقتل مسلماً ..... على أي جنبٍ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشـأ ..... يبارك على أوصـال شلوٍ مـمزع

إن أمتنا ستظل ضعيفة وستخمد طاقاتها حين لا تعرف إلا اللَّكمات والضربات, ستظل تابعة ذليلة حين تنسى أنها كانت قبل قائدة رائدة, سترضخ للضغوط حين تستبدل القمة بالوديان, ستبيع دينها من أجل شربة ماء حين تجهل أنها كانت تسقيه بالدماء!
إنه لابد لتحقيق ريادة الأمة وحفظ مكانتها و أن تنفخ فيها روح العزة والإباء, وأن تربى على ذلك. ولابد في زمن الذل والهوان والدعة والتبعية, في زمن الركون إلى الحياة المادية, أن يثار الغبار عن صفحات التاريخ,
وأن تسل من أعماقه ملاحم العز وأيام الفتح وليالي النصر,حتى تقرأ الأجيال ماضيها, فيجري ماء الحياة فيه.
نحن الصقور على الذرى تصغي لوسوسة القمر
لا كالغراب يطــارد الجيف الحقيرة في الحفر

فهل يعي هذا جيدًا أولئك الذين يموتون في أحضان الغرب،
والذين لا يرون العز إلا في موالاتهم ومحبتهم, ولا الرقي إلا في السير على طريقهم؟!!
وقد قيل:
عش عزيزا أو مت وأنت كريم
بين طعن القنا وخفق البنود

العزة ليست للذَات, ولا الاستعلاء للنفس. وإنما هي العزة للعقيدة والاستعلاء للراية.
إن العزة ميراث المؤمن, فليحرص كل مؤمنٍ على ميراثه
وقد قيل موت في عز خير من حياة في ذل
: والعزة ليست تكبراً أو تفاخراً وليست بغياً أو عدواناً وليست هضماً لحقٍ أو ظلماً لإنسانٍ وإنما هي الحفاظ على الكرامة والصيانة لما يجب أن يصان ولذلك لا تتعارض العزة مع الرحمة بل لعل خير الأعزاء هو من يكون خير الرحماء
و العزة تكون بالإيمان بالله تعالى وطاعته والجهاد في سبيل الله و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
واليقين بأن المستقبل لهذا الدين. و الثقة بنصر الله وانتصار الدين.وغيرها

وقبل النهاية

قال القرطبي: فمن كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر ويدخل دار العزة, فليقصد بالعزة الله سبحانه والاعتزاز به
فإنه من اعتز بالعبد أذله الله ومن اعتز بالله أعزه الله.
وأخيرا
قال أبو بكر الشبلي: من اعتز بذي العز فذو العزِّ له عزٌُ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عنيزة غير متصل