مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 22-06-2006, 09:00 PM   #7
الانصاري
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
البلد: بريدة
المشاركات: 156
الحلقة الخامسة من الحوار

الحلقة الخامسة
والآن نعود إلى استكمال الكتب :
هناك كتب إعراب القرآن : الكعبري والنحاس , والمتأخرون أيضا لهم مساهمات جيدة في هذا الباب وعندي أن كتب إعراب القرآن ينبغي أن يستفاد منها , ويفاد منها في فهم القرآن , وفي إتقان اللغة , وفي إتقان النحو والصرف , فطالب العلم إذا عني بكتب إعراب القرآن استفاد فوائد عظيمة أتقن اللغة من جهة , وفهم القرآن . وخير ما يمرن عليه طلاب العلم في اللغة وهذا إقتراح نوجهه إلى المتخصصين في هذا الباب أن يعربوا القرآن , درس نحو مثلا أو في نهاية الفصل يكلف الطلاب بإعراب الفاتحة مثلا , ثم بعد ذلك يقابل إعرابهم بكتب إعراب القرآن فيصوب ويسدد , ويمكن أن يقوم به أي شخص , بمفرده يقوم بهذا العمل , يعرب الفاتحة ثم يعرض ما كتبه على كتب إعراب القرآن ويستفيد فوائد عظيمة .
هناك كتب علوم القرآن : " مقدمة التفسير" لشيخ الإسلام ابن تيمية في غاية الأهمية , وفيها توجيهات وأمور لا توجد في غيرها , و" منظومة الزمزمي " منظومة مختصرة وعليها شروح , و" الإتقان في علوم القرآن " للسيوطي وهو كتاب جامع , و" البرهان " للزركشي كتاب حافل , و" مناهل العرفان " للزرقاني أيضا هذا كتاب مرتب ومنظم رغم أنه ناقص , و" القواعد الحسان في تفسير القرآن " للشيخ عبد الرحمن بن سعدي من خير ما يستفيد منه طالب العلم , المقصود أن الكتب كثيرة , ولسنا بصدد سرد قوائم للكتب أو أسماء الكتب , لأن هذه تكفل بها المختصون في كل فن .
أما العقيدة : لما ظهرت الفرق والطوائف واحتاج الناس إلى تدوين العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة . ألف العلماء المتقدمون كتب العقائد وسموها كتب السنة بالأسانيد وجمعوها من الكتاب والسنة ومن أقوال الصحابة والتابعين التي هي العمدة في هذا الباب , وليس لمتأخر أن يخرج عن هذه المصادر في هذا الباب , فهناك كتب كثيرة منها " السنة " للإمام أحمد أو عبد الله بن الإمام أحمد , وهناك " الإبانة " أيضا , وهناك كتب كثيرة , لكن مما ينبغي أن يعنى به طالب العلم بالنسبة لكتب العقيدة : كتب شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أحاط بما قاله السلف في هذا الباب , وجمع ما كتبوه وما ذُكر وما نقل عنهم , وحرره وضبطه وأتقنه في كتب كثيرة كالواسطية والحموية والتدمرية , أيضاً " مجموع الفتاوى " فيه مجموعة بحوث كثيرة جدا في هذا الباب , له أيضا كتب مطولة في هذا الباب , وله " درء تعارض العقل والنقل " الذي ( ما في الوجود له نظير ثان ) كما يقول ابن القيم , وله أيضا " نقض التأسيس "
( وكذلك التأسيس أصبح نقضه أعجوبة للعالم الرباني )
وله أيضا " منهاج السنة " في الرد على المخالفين من الرافضة, وله أيضا " اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم " في التشبه . المقصود أن كتب شيخ الإسلام لا يستغنى عنها طالب علم , ولا يمكن الإحاطة بها في هذه العجالة . كتب ابن القيم أيضا , " الصواعق " و" النونية " وغيرها من كتبه التي خدمت هذا المجال . مؤلفات أئمة الدعوة : الشيخ المجدد الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وعلى رأسها " كتاب التوحيد", و" كشف الشبهات " , " الأصول الثلاثة " , " القواعد الأربعة " , كتب لا يستغني عنها طالب العلم . أيضا كتب تلاميذه من أولاده وأتباعه المدونة في الدرر السنية لا يستغني عنها أيضا طالب العلم. المقصود أن الكتب كثيرة والوقت ضاق جدا .
أما بالنسبة للفقه : فهناك كتب للمتقدمين ألفها الأوائل من أصحاب المذاهب وأتباعها من تلاميذهم , ثم وجد أيضا كتب لهذه المذاهب المتبوعة من قبل المتوسطين , والمتأخرين , ولهم طرق وقواعد في ترتيبها وأولوياتها والمذهب عندهم بالنسبة للمتقدمين والمذهب عند المتأخرين , والمذهب عند المتوسطين , وهذا يحتاج إلى مزيد بسط , لكن لو اقتصرنا على بعض الكتب المختصرة في المذاهب وجدنا مثلا عند الحنابلة كتاب " الزاد " أو " دليل الطالب " أو " عمدة الفقه " .
أما مؤلفوها : " فالزاد " لشرف الدين موسى الجحاوي , و" الدليل " للشيخ مرعي الكرمي الحنبلي , و " العمدة " للموفق , ثم بعد ذلك ألف بعده " المقنع " للطبقة الثانية , و" الكافي " للطبقة الثالثة , ثم " المغني " للمنتهين . على كل حال كتب الفقه تحتاج إلى بسط , وهي مرتبة عند أصحابها على سائر المذاهب , لكن على الطالب المنتهي الذي يحتاج إلى مراجع تهمه تحرر هذه المسائل على طريقة هذه المذاهب . وإن كانت هذه الكتب ليست دساتير لا يحاد عنها , بل هي كتب بشر من خلال ترجيحاتهم . قد يكون فيها الراجح وقد يكون فيها المرجوح فينظر فيها والحَكَم هو الدليل . إذا فالطالب المنتهي إذا اقتنى هذه الكتب المختصرة مع شروحها , اقتنى أيضا " المغني " لابن قدامة . و" المجموع " للنووي و" الاستذكار" لابن عبد البر أو أحد شروح ( الخليل ) على ما فيها من تعقيد لمن لم يألف مختصر خليل وشروحه . أما كتب الحنفيةعندهم كتب من أنفسها " شرح فتح القدير" لابن الهمام . والكتب مشكلتها أنها كثيرة جدا. وأيضا علم شيخ الإسلام في " مجموع الفتوى " من 21 إلى آخر الفتاوى لا يستغني عنها طالب العلم في هذا الباب . وأيضا " المحَلَّى " لابن حزم للمنتهين من طلاب العلم لا يمكن أن يستغنى عنه , لأنه فقه السلف , لولا ما فيه من شدة على الأئمة , فطالب العلم المبتدئ والمتوسط لا ينبغي أن ينظر في هذا الكتاب , لئلا يكتسب من حدة المؤلف , فشدّ على كثير من أهل العلم , وقال في حقهم بعض العبارات التي لا تليق بمقامهم .
السائل : نرجو وصية لطالب العالم !
الشيخ : طالب العلم أولاً وآخراً ينبغي أن يستحضرأثناء الطلب وأثناء الاقتناء وأثناء المطالعة أن يستحضر الإخلاص لله عز وجل , أثناء شراء الكتاب , وأثناء مطالعته , وأثناء الإفادة منه , لأن الهدف من القراءة تحصيل العلم الشرعي , والعلم الشرعي من علوم الآخرة المحضة التي لا تقبل التشريك . فعلى طالب العلم أن يستحضر الإخلاص , والنية شرود وفي خضم هذا الكم الهائل من الكتب ويبحث يمين ويسار وقد يغفل عن هذا , فعليه أن يستحضر هذا فهو الأساس وهو الأصل . على طالب العلم أن يهتم باقتناء الطبعات المصححة والمحققة وسبق أن أشار الشيخ عبدالمحسن إلى شيء من هذا ويسأل عما يشكل عليه من أمر الطبعات , فكم من طبعة مصحفة ومحرفة اعتمد عليها من لا يعرف , وأن يفرق بين المطابع . وأيضاً لا يعتمد الطالب على الكتاب ويهمل حضور الدروس فمن كان علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه . الطالب الذي لا يعرف الكتاب إلا في الدرس عند الشيخ قَـلّ أن يفلح , لا بد أن يعنى بالمطالعة قبل الحضور والمراجعة بعد الحضور والمذاكرة مع الزملاء . الشيخ عبدالقادر بن بدران له درس مع مجموعة من الطلاب عند شيخ من الشيوخ يقول : أولاً نحفظ القطعة ثم كل واحد في زاوية من المكان يشرح هذه القطعة قبل الاطلاع على الشرح , ثم بعد ذلك يطالعون الشرح , الصواب يُقر ويشاد به والخطأ يصحح , وبهذا يثبت العلم , يقرءون الحواشي , يذهبون إلى الشيخ يسدد ما عندهم ويزيد ما عندهم . والمطالعة يختلف الطلاب فيها إختلافاً كبيراً , منهم من هو صبور دؤوب يأخذ الكتاب لا يخلطه بغيره حتى ينتهي , ومنهم الملول يخبط هذا ساعة وهذا ساعة . فالصبور الدؤوب ليس عنده مشكلة , فهو يقرأ الكتاب حتى ينتهي بالطريقة التي تُشْرح فيما بعد إن شاء الله .
أما الملول يجب أن يضع جدول بحيث لا يرتبك يضع جدول ثابت , فبعد صلاة الصبح له قراءة في كذا , وبعد انتشار الشمس في كذا , جدول يلزم به نفسه . أيضاً أثناء المطالعة يستحضر الطالب نفسه , ويفرغ نفسه من المشاغل , ويصحب أقلام ملونة يدون بها المسائل , وكثير من المخطوطات والمطبوعات القديمة مكتوب عليها : " قف " " تأمل " للأمور المهمة . بعض شيوخنا له طريقة في كتبه , وُجِدَت بعد موته يضع نقطة حمراء وأحياناً سوداء وأحياناً زرقاء وأحياناً خضراء . الحمراء : لما يريد أن يراجعه فيحفظه , الزرقاء : لما يريد أن يراجعه ويكرر النظر فيه , الخضراء : لما يريد أن ينقله إلى مذكراته . و كل طالب علم لا بد أن يكون لديه مذكرة . المقصود أنه لابد من التمييز بين ما يقرأ , والكلام في ذلك يطول . والله أعلم . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
أنت في الحياة إما تتقدم أو تتأخر فكن من السابقين المفلحين
الانصاري غير متصل