مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 24-06-2006, 03:51 PM   #12
الانصاري
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
البلد: بريدة
المشاركات: 156
الحلقة السابعة :
شرح الحافظ ابن حجر واسمه " فتح الباري " كما هو معروف , وهو أشهر من نار على علم , عني به العلماء عناية فائقة طبع للمرة الأولى في بولاق سنة ألف وثلاثمائة , ثم بعد ذلك طبعه صديق حسن خان في الهند في ثلاثين جزء , وهي طبعة نفيسة ونادرة إلا أن الاستفادة من قبل أوساط المتعلمين في غاية الصعوبة لعدم تعلمهم وتمرنهم على الخط الفارسي , نعم هو باللغة العربية لكن الخط الفارسي متعب بالنسبة لآحاد المتعلمين , ثم بعد ذلك طبع طبعات كثيرة , فطبع في المطبعة الخيرية وهي طبعة جيدة , ليست مثل بولاق إلا أنها طيبة , يعني ينبغي لطالب العلم أن يعتني بها إذا لم يتيسر له طبعة بولاق, ثم طبع بالمطبعة البهية , ثم طبع بالمطبعة السلفية وبعناية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
السائل : معنا اتصال هاتفي نأخذ الاتصال لأنه قد يكون تعليق على هذه . معي الشيخ صالح بن مقبل العصيمي . السلام عليكم .
الشيخ صالح : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أقول يا شيخ تحدثت كثيرا عن " فتح الباري " وعن الاشكالية التي حدثت خلال وضع نصوص البخاري في طبعة الفتح غير التي اعتمدها الحافظ ابن حجر, أولاً من المعلوم أن الحافظ ابن حجر لم يدل متون أحاديث البخاري في " الفتح " , فهل هناك إمكانية أن يعاد طبع " الفتح " مع نصوص الإمام البخاري بحيث تكون نصوص موافقة للشرح ؟
الشيخ : أما ما يتعلق بفتح الباري مثل ما ذكرنا طبع الطبعة الأولى في بولاق وهي مجردة من المتن , على ما أراد الحافظ ابن حجر , المتن وضعه الطابع في الحاشية لا علاقة له في الشرح , وهكذا جاءت الطبعة الخيرية بعدها والهندية كلها المتن مفصول فصلاً تاماً عن الشرح , وأيضا البهية كذلك , والحلبية طبع فيها في سبعة عشر جزءا , المتن مفصول عن الشرح . أول من أدخل المتن في الشرح محمد فؤاد عبد الباقي في الطبعة السلفية الأولى , التي عني بها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه في الجزء الأول والثاني وشيء من الثالث أدخلوا المتن في الشرح , الحافظ ابن حجر في المقدمة أشار إلى أنه سوف يدرج المتن في الشرح , ثم عدل عنه في مقدمة المجلدالأول , فرأى أن إدخال المتن في الشرح يطيل الكتاب , والمتن معروف ومتداول ومشهور بأيدي طلاب العلم كلهم , فلا يحتاج إليه , هل يتصور أن الشخص يكتفي بفتح الباري عن صحيح البخاري ولو كان الصحيح في الشرح , إذاً الحافظ ابن حجر وجهة نظره أن المتن لا يدخل في الشرح , وهذا ما استقر عليه رأيه ومع هذا اعتمد الحافظ ابن حجر على رواية أبي ذر, وأشار إلى ما عداها عند الحاجة . والتصرف في الكتاب من قِبَل من أدخل المتن في الشرح على غير مراد المصنف , ولذا لم يوفقوا في اختيار متن يوافق الشرح , فتجد الحافظ يشرح يقول: ( قوله ) وتنظر إلى المتن فلا تجده , لأنه معتمد على رواية معينة . وهذا من شؤم التصرف في كتب العلماء . المؤلف ما أراد أن يدخل المتن . تدخل أنت المتن لماذا ؟! الأمر الثاني : ليتك لما أدخلت المتن تدخل متن يوافق الشرح , وهي رواية أبي ذر. طبع " الفتح " بعد ذلك في المطبعة السلفية الطبعة الأولى , وهي طبعة عني بها الشيخ ابن باز رحمه الله . في المجلد الأول قابلها على نسخ خطية وقف عليها , وجئ بها وأحضرت لديه. فالمجلد الأول والثاني علق على المخالفات العقدية , وعلق على بعض المسائل الحديثية والاصطلاحية , ولكنها قليلة , نبه على جميع المسائل العقدية التي خالف فيها ابن حجر في المجلد الأول والثاني , وأوائل الثالث , ثم انشغل رحمة الله عليه لما تولى رئاسة الجامعة الإسلامية نيابة عن شيخه الشيخ محمد بن إبراهيم رحم الله الجميع , فقال لمحب الدين الخطيب صاحب المطبعة السلفية اضبط على بولاق , لأن من خلال المقابلة وجد أن بولاق ما فيها إشكال فهي طبعة نفيسة . ولنا أمنية في طبعة بولاق - بهذه المناسبة – أن يصنع بها كما صنع في " الصحيح " الطبعة السلطانية فترقم , يوضع أمام كل حديث بداية شرحه , رقمه, وأطرافه , ورقمه في التحفة , والإحالة على الشروح الأخرى , ويصور على ورق الشمواه الجديد , فيصبح أنفس من الأصل , ويتداول بين الناس . وقد كان امتلاك النسخة السلطانية من " فتح الباري " حلم لدى طلاب العلم لماذا ؟ لأنها مطبوعة سنة ألف ثلاثمائة وإحدى عشر , الأمر الثاني أن كلها مكتوب عليها وقف في كل صفحة من الكتاب , ( وقف لله تعالى لا يباع ولا يوهب ولا يورث ) الصفحة الأولى مكتوب عليها ( وقف لله تعالى ) , والتي تليها ( لا يوهب ولا يورث ولا يباع ) وذلك في كل صفحة من الكتاب . هذا الأمر حقيقة خدم الكتاب ونشر الكتاب بين طلاب العلم , الأمنية أن تكون هذه الخدمة أيضا لفتح الباري , لماذا لا يفعل به كما فعل بالصحيح , ترقم أحاديثه ويحال على الأطراف وعلى الشروح الأخرى , ورقم الحديث من تغليق التعليق , وتحفة الأشراف فيكمل العمل ويصور تصويراً جميلاً بالألوان مثل الأصل , فتكن أنفس من الطبعة الأصلية , هذه أمنية فنعود إلى الكلام . فقال الشيخ ابن باز: اطبعوا على طبعة بولاق , وطبعة بولاق فيها أخطاء يسيرة جدا جدا , وقف عليها صديق حسن خان العالم المعروف الهندي , الذي تولى إمارة هناك في بهوبال فأعاد طبعه عنده في الهند في ثلاثين جزءاً , ولم تسلم أيضا الطبعة الهندية وتسمى الأنصارية من الأخطاء . وطبع الكتاب بعد ذلك طبعات كثيرة لا تعد , لأهمية الكتاب وشهرته , وإفادة طلاب العلم منه , لا تسلم من أخطاء , وبعضها أمثل من بعض كما هو معروف .
السائل : لكن يا شيخ لما طبعها كما ذكرت الشيخ : محب الدين الخطيب رحمه الله أدخل أيضا المتن خلاف لرواية أبي ذر ؟
الشيخ : أدخل المتن ملفقاً ليس على رواية معينة , يعني ملفق من روايات , وهذا خلاف ما يوصي به أهل الحديث , ينبغي أن يكون كتابك على رواية واحدة .
السائل : والآن لا يوجد كتاب على رواية أبي ذر بالنسبة لفتح الباري .
الشيخ : ليس هناك رواية لأبي ذر لفتح الباري , رواية أبا ذر لمتن الصحيح .
السائل : أقصد ما أحد أدخل الآن رواية أبي ذر في شرح فتح الباري مطبوعا أبدا .
الشيخ : الشيخ عبد القادر شيبة الحمد وقف على نسخة في مكتبة الحرم المدني , كُتب عليها رواية أبي ذر , ويأتي مثلها كثير من المغرب فلهم عناية بهذه الرواية , لكن يوجد بينها وبين ما اعتمده الحافظ شيء من الاختلاف , فالشيخ وفقه الله لمس الحاجة الماسة لرواية أبي ذر, فوقف على هذه النسخة وكانت مخرومة مجلد فأكملها من الأزهر. وعلى كل حال يُشكر على هذا الاهتمام , لكن يبدو أن الذين طبعوا الكتاب ما اختاروا الطبعة المناسبة من طبعات الشرح , نعم فهذه الرواية التي كتب عليها رواية أبي ذر فيها اختلاف - وإن كان يسير- بين ما اعتمده الحافظ ابن حجر وبينها . لكن الذين طبعوا الكتاب ما اختاروا الطبعة الأمثل لمّا أرادوا أن يدخلوا المتن في الشرح . و ليت الشيخ أفرد المتن الذي وقف عليه ونشره كما هو, وعني بشرح القسطلاني وذكر فروق الروايات , والطبعات القديمة للصحيح , طبعة بولاق الأولى والثانية , الأولى السلطانية والتي تليها , وإلا فالصحيح طبع قبل ذلك في بولاق طبعات لكنها خالية من ذكر الروايات . ثم ما دام الكلام في البخاري فالطبعة السلطانية التي طبعها السلطان عُني بها بضعة عشر من أهل العلم , فهي طبعة صحيحة ومتقنة , فيها ما يقرب من مائة خطأ تلافاه أصحاب مطبعة بولاق في الطبعة الثانية سنة ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر وأربعة عشر, فصححوا هذه الأخطاء , فطلعت الطبعة الثانية أصح من الأولى , لكن الذي صور الكتاب واعتنى به صحح الأخطاء , فخرج في مجلدات كبيرة من " دار المنهاج " .
السائل : لكن هم طبقوا ما ذكرت أنت قبل قليل من الأمنية ؟
الشيخ : نعم وهذه الأمنية منذ أكثر من خمسة عشر سنة وأنا أعرض الكتاب على المطابع ليخدموه هذه الخدمة , وكلهم يرحب بالفكرة و يرى أهمية هذا العمل , ومع ذلك ما رأينا شيء , لما خرج هذا الكتاب جيء لي بنماذج من مطابع , وأنهم بدءوا يشتغلون , ويرقمون وكذا , وعلى كل حال الجهود موفقة , وما زال الناس لهم عناية بسنة النبي صلى الله عليه وسلم . بعد طبعة بولاق أخذ عنها الطبعة الميمنية , ثم بعدها الطبعة الخيرية , وكلها بفروق النسخ مأخوذة من بولاق , ثم الحلبية , والحلبية هذه صورت , وصور معها مقال للشيخ أحمد شاكر, عن الصحيح وعناية اليونيني به ورواية الصحيح , صور هذا المقال للشيخ أحمد شاكر وألصق بما صور عن الطبعة الحلبية واشتهر بين طلاب العلم , مع الأسف الشديد أن هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر, والشيخ أحمد شاكر لا عناية له بالصحيح أعني عناية ظاهرة منشورة , يعني ما نَشر شيء عن الصحيح إلا هذا المقال , استُل هذا المقال فوضع مع ما صور عن الطبعة الحلبية فروج باسم طبعة الشيخ أحمد شاكر هذا ترويج , وإلا فالشيخ أحمد شاكر لا عناية له بهذه الطبعة على أقل الأحوال التي ذكر اسمه عليها , هذا مجرد ترويج تجاري , ومع الأسف أنه انطلى على كثير من طلاب العلم , بل على بعض أهل العلم , أهل العناية بالكتب , يقول : هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر, لكن الشيخ أحمد شاكر ليس له طبعة للصحيح . نعم الشيخ أحمد شاكر له مقال عن الصحيح , ذكر فيه عناية اليونيني بالصحيح , وذكر بعض الروايات استل هذا المقال , وصورالطبعة الحلبية فجُعل مقدمة لها وقيل هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر. طبع البخاري مرارا عشرات المرات لأهميته , لكن ينبغي أن يعنى طالب العلم بهذه الطبعة التي أشرنا إليها , وهي الطبعة السلطانية التي أُكملت بهذه الخدمة .
يتبع بإذن الله تعالى ,,,
__________________
أنت في الحياة إما تتقدم أو تتأخر فكن من السابقين المفلحين
الانصاري غير متصل