مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 27-06-2006, 03:49 PM   #14
الانصاري
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
البلد: بريدة
المشاركات: 156
الحلقة الاسعة من الحوار

الحلقة التاسعة
هناك أيضاً " فتح الملهم بشرح صحيح مسلم " لشبير أحمد العثماني , هذا هندي متأخر من علماء الهند لكنه لم يكمله وأطال فيه النفس , وفيه فوائد و طرائف , و استطرادات , وأشياء مفيدة , تفيد طالب العلم لا سيما بالنسبة لصحيح مسلم , هذه الشروح كلها لو صيغت في شرح واحد لم تعادل فتح الباري كلها ولذا لو انبرى بارع للتنكيت على شرح النووي, يعني على صحيح مسلم وشرح للنووي , ويُذكر في مؤلفات الحافظ ابن حجر أن له نكت على شرح النووي , والنكت توضح الإشكالات وتذكر ما أغفله صاحب الكتاب , وتناقشه , فهي قريب من الحواشي , إلا أن الحواشي تعرض لكل شيء , بينما النكت تعنى بالمهمات . " فتح الملهم " هذا طبعت مقدمته وثلاث مجلدات كبار , ثم أكمل في ستة مجلدات أخرى . أقول : لا يزال الإعواز في صحيح مسلم قائم , فلو اعتنى طالب علم متمكن لشرح صحيح مسلم من كل وجه , نظير شروح البخاري , أو أقل الأحوال بالتنكيت على أحد هذه الشروح , وذكر ما أهمل أحياناً في صحيح مسلم . يرد إشكالات كثيرة , مثل ( قال أبو أحمد ) , وذلك في متن صحيح مسلم , فتبحث عن أبي أحمد هذا , وكثير من طلاب العلم لا يصل إليه , لأنه لا يشير إليها الشراح ( أبو أحمد ) هذا هو الجلودي راوي الصحيح , ففي الصحيح ( قال أبو أحمد ) , ثم بعد ذلك يسوق الخبر أو بعض الإسناد من غير طريق مسلم لأن في الصحيح مباشرة ( قال أبو أحمد ) فتذهب إلى رجال الكتب الستة فما تجده , فمثل هذه الأمور وغيرها مما اشتمل عليها الصحيح من تنبيهات ولطائف وعلل , يشير إليها الإمام مسلم , وفوائد اصطلاحية في باق سياق المتون والأسانيد , شيء ما يخطر على البال , فلو اعتنى به بارع وتصدى له , وتفرغ له , فسوف يطلع عمل جليل , وعندنا بعض المقيدات في هذا الباب , لكن نسأل الله جل وعلا أن يعين على الإتمام. سنن أبي داود ثالث الكتب عند الأكثر, وأبو داود هو سليمان بن الأشعث السجستاني , وسننه عني بها أهل العلم , حتى قالوا : إنه يكفي المجتهد في أحاديث الأحكام , نعم هو يكاد يكون فيه أحاديث الأحكام , وفيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث في أحاديث الأحكام , وهي أصح ماوقف عليها أبو داود , وإن ذكر في رسالته إلى أهل مكة أنه ذكر فيه الصحيح وما يشبهه ويقاربه , وما فيه من ضعف أو وهن شديد بينه , على كل حال الكتاب لا يستغني عنه طالب علم . قلنا إن العناية ينبغي أن تكون بالصحيحين ثم بالسنن , " الدهلوي " له نظر آخر , يقول ينبغي أن يبدأ طالب العلم بسنن أبي داود والترمذي لأن فائدته منهما أقرب من الفائدة في الصحيحين , يعني صحيح البخاري مستواه رفيع , فليس فائدته قريبة مثل سنن أبي داود وسنن الترمذي , وإن كان في الترمذي إشارات وأشياء تحتاج إلى عناية , الدهلوي يقول ينبغي أن يعنى طالب العلم في البداية بسنن أبي داود والترمذي , ثم بالبخاري ومسلم , ثم بالنسائي وابن ماجه , على هذا الترتيب وإن كانت الأولويات عند أهل العلم بالبخاري , ثم مسلم , ثم أبي داود , ثم الترمذي , ثم النسائي , ثم ابن ماجه .
أقول : سنن أبي داوود بهذه المثابة وهو ثالث الكتب عند الأكثر , عني به أهل العلم , من أول من شرحه أبو سليمان الخطابي في كتاب أسماه " معالم السنن " وهذا الكتاب على أنه مختصر إلا أنه شرح مبارك , فيه فوائد وطرائف ولطائف وأشياء يحتاجها طالب العلم ولا يستغني عنها من يعني بسنن أبي داود .
السائل : هو نفس شارح البخاري ؟
الشيخ : نعم هو نفسه .
السائل : هناك " أعلام سنن " وهنا " معالم سنن " ؟
الشيخ : نعم , لكنه - كما ذكرنا هناك - أنه طبع تبعا لأكثرالنسخ باسم " أعلام الحديث ". " معالم السنن " لأبي سليمان الخطابي طبع في حلب , الطبعة الأولى في أربعة أجزاء , ثم طبع بعناية الشيخ أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي في ثمان أجزاء , مع المختصر للمنذري ومع التهذيب لابن القيم , فالمعالم على اختصاره كتاب ينبغي أن يعنى به طالب العلم . هناك أيضاً شرح لابن رسلان أحمد ابن الحسين الشافعي , شرح حافل مشحون بالفوائد لا سيما ما يتعلق بالفقه وأصوله وقواعده , فنسأل الله جل وعلا أن ييسر نشره , لأنه محقق وجاهز للنشر في رسائل علمية , أما النشر العام فلم يتيسر إلى الآن , شرح العيني شرح جيد إلا أنه ناقص .
السائل : العيني شارح البخاري ؟
الشيخ : نعم بدر الدين العيني شارح البخاري , لكنه ناقص , وطبع ما وجد منه في خمسة مجلدات أو ستة . ومن هذه الشروح بل من أهمها " عون المعبود " لشمس الحق العظيم أبادي شرح متوسط مطبوع في أربعة مجلدات كبيرة في الهند , هذه الطبعة جميلة نفيسة , إلا أنها مثل ما ذكرنا عن الطبعة الهندية لفتح الباري , أن الذي لم يتعود على الحروف الفارسية تصعب عليه قراءة هذه الطبعة , طبع بعد ذلك في المطبعة السلفية بالمدينة عن الطبعة الهندية , وطابعه لم يعرف أن يقرأ تلك الحروف الفارسية , فتصحف عليه كثير, إلا أن طبعته " لعون المعبود " أمثل من طبعته " لتحفة الأحوذي " مثلاً , والشخص هو نفسه , وطبعته " لتحفة الأحوذي " أمثل من طبعته " للموضوعات " لابن الجوزي , وطبعته " للموضوعات " أمثل بكثير من طبعته " لفتح المغيث " للسخاوي .
السائل : كلها نقلها عن الطبعة الهندية ؟
الشيخ : نعم فعون المعبود طبع بالهند وأخذ عنها , وتحفة الأحوذي أيضاً طبع بالهند وأخذ عنها , وفتح المغيث للسخاوي طبع بالهند وأخذ عنها , وهذا الرجل لا علاقة له بالعلم الشرعي , لكنه نشر بعض الكتب بمشورة من صاحب المكتبة السلفية , " عون المعبود " هذا كتاب متوسط , ونَفَس المؤلف حديثي , لا ينحاز إلى أي مذهب من المذاهب . ولذا وفق في كثير من مباحثه يُعنى بتخريجات المنذري , و تصويبات ابن القيم وتعليله للأحاديث , ونقل عن فتح الباري وغيره من الشروح , شرحه وسط يعني يفيد منه طالب العلم , ولا يضجره بطوله . " بــــذل المجهـود " للسهارنفوري , كتاب مطبوع أيضاً في عشرين جزءاً , لكنه يختلف عن عون المعبود , عون المعبود يشرح الحديث بنَفَس أهل الحديث لا ينحاز إلى مذهب , لكن هذا صاحب بذل المجهود ينحاز إلى مذهب أبي حنيفة , لا شك أنه وجّه بعض الأحاديث أو كثير من الأحاديث لخدمة المذهب , والكتاب لا يخلو من فائدة , فيه فوائد كثيرة جدا ولا يمكن بالنسبة لسنن أبي داود أن يستغني عنه طالب علم لطوله وكثرة مباحثه . هناك كتاب " المنهل العذب المورود " للشيخ محمود خطاب السبكي , " المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داود " هذا الكتاب أنجز منه مؤلفه عشرة أجزاء , وطريقته ترتيب مواد الشرح على الفنون , كما فعل العيني في " عمدة القارئ " فهو شرح مرتب , فيه طول , إلا انه لم يكمل , وشرح منه عشرة اجزاء , وشرع ابنه أمين بن محمود خطاب السبكي في إكماله , وخرج للابن أيضا ستة أجزاء , ويقال إنه أكمله أو قرب من إكماله .
__________________
أنت في الحياة إما تتقدم أو تتأخر فكن من السابقين المفلحين
الانصاري غير متصل