السلام عليكم ..
بالنسبة للنقطة الأولى .. إليك كلام ابن فارس :
(بكو/ء) الباء والكاف والواو والهمزة أصلان: أحدهما البُكاء، والآخر نقصانُ الشيء وقِلّتُه.
فالأوّل بَكى يَبْكي [بُكاءً]. قال الخليل: هو مقصور وممدود. وتقول: باكَيْتُ فلاناً فبَكَيْتُه، أي كنتُ أَبْكَى منه.
قال النحويُّون: مَنْ قَصَرَهُ أجراه مُجْرَى الأدواءِ والأمراض، ومَن مَدَّه أجراه مُجْرَى الأَصواتِ كالثُّغاءِ والرُّغاء والدُّعاءِ. وأنشدَ في قصره ومَدِّه:
بكَتْ عَيْني وَحُقَّ لها بُكاهَا *** وما يُغني البُكاءُ ولا العَويلُ([6]) قال الأصمعيّ: بَكَيْتُ الرجل وبَكّيْتُه، كلاهما إذا بكَيْتَ عليه؛ وأبكَيْتُه صنعت به ما يُبْكِيه*. قال يعقوب: البَكّاءُ في العرب الذي يُنْسَبُ إليه فيقال بنو البَكّاء، هو عوف ([7]) بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، سُمِّيَهُ لأنَّ أُمَّه تَزَوّجَتْ بعد موت أبيه فدخل عوفٌ المنزلَ وزَوجُها معها، فظَنّهُ يُريد قَتْلَها، فبكى أشَدَّ البُكاء .
والأصل الآخَر قولُهم للناقة القليلة اللّبن هي بَكِيئَةٌ، وبَكُؤَتْ تَبْكُؤُ بكاءةً ممدودة. وأنشد:
يُقالُ مَحْبِسُها أدْنَى لِمَرْتَعها *** ولو تَعَادَى بِبَكْءٍ كلُّ مَحْلُوبِ([8]) يقول: محبسها في دار الحفاظ أقْرَبُ إلى أنْ تَجِدَ مرتعاً مُخْصِبا. قال أبو عُبيدٍ: فأما قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّا مَعْشَرَ الأنبياء بِكاءٌ" فإنّهُمْ قليلةٌ دُمُوعُهم. وقال زَيدُ الخيل:
وقالوا عامِرٌ سارَتْ إليكم *** بألفٍ أوْ بُكاً مِنْهُ قليلِ
فقولـه بُكاً نَقْص، وأصله الهمْز، من بكأت الناقةُ تَبْكَأُ([9])، إذا قَلَّ لبنُها، وبَكُؤت تبكُؤ أيضاً. وقال:
إنما لِقْحَتُنَا خابيةٌ *** جَوْنَةٌ يتبعها بِرْزِينُها([10]) وإذا ما بَكَأتْ أو حارَدَتْ *** فُضَّ عن جانِبِ أخْرَى طينُها
وقال الأسْعرُ الجُعْفِيّ([11]):
بَلْ رُبَّ عَرْجَلَةٍ أصَابُوا خَلّةً *** دَأَبُوا وحارَدَ لَيْلُهُمْ حتى بكا([12]) قال: حارَدَ قَلَّ فيه المطَر؛ وبَكَا، مثلُه، فترك الهمْز.
([1]) قبله كما في اللسان (بكل): * هذا غلام شرث النقيله *
([2]) البيت من مسدس الرجز جاء على التمام، كما ذكر ابن بري. انظر اللسان (13: 67). وجعله ثعلب في أماليه 541 صدر بيت وبيتا.
([3]) ديوان أوس 21 واللسان (بكل). وهو في صفة قوس.
([4]) في قوله تعالى: {أحدهما أبكم من الآية 76 في سورة النحل.
([5]) شاهده قوله:
فليت لساني كان نصفين منهما *** بكيم ونصف عند مجرى الكواكب
([6]) من أبيات تنسب إلى حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة. قال ابن بري: والصحيح أنها لكعب بن مالك. انظر اللسان (بكا) وسيرة ابن هشام 632 جوتنجن.
([7]) في الاشتقاق 179 أن اسمه "عمرو".
([8]) البيت لسلامة بن جندل السعدي، من قصيدة في المفضليات (1

2).
([9]) والمصدر البكء والبكوء، والبكاءة بالفتح وآخره هاء، والبكاء بالضم وآخره الهمزة.
([10]) البيتان لعدي بن زيد، كما في اللسان (برزن). وأنشدهما في (حرد) غير منسوبين. وفي الأصل: "خائبة جونها" محرف. ويروى: "باطية" بدل "خابية".
([11]) الأسعر لقب مرثد بن أبي حمران الجعفي الشاعر. وفي الأصل: "الأشعري" تحريف. وقصيدة البيت هي أول الأصمعيات.
([12]) روايته في الأصمعيات: "يا رب عرجلة".
## معجم مقاييس اللغة 1/ 274- 275 (نسخة إلكترونية) ##
إن يسّر الله سأحاول أن آتي ببعض النقاط ..
تحياتي