( 2 )
أكد ( سلمان العودة ) : أن التيار الإسلامي ليس بديلا للواقع ولكنه جزء منه ومن ضمير الأمة الذي يشترك في تكوينه تيارات متعددة .
التعليق : هل يعقل منك هذا القول يا سلمان العودة .. .. .. لكن نحن أعرف الناس بك ، ولتبيين مكرك وتقلباتك الكثيرة يا " سلمان "
أذكرك بمحاضرتك المعنونة تحت اسم : ( يا لجراحات المسـلمين ) ، حيث قلت فيها : ( الرايات المرفوعة اليوم في طول العالم الإسلامي وعرضه إنَّما هي رايات علمانية ) .
وها أنا أنشر مقالة في الرد على زيف مقولتك من أقرب الناس إليكم يا ( سلمان العودة )
قال الكاتب / علي التمني
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت في الإسلام اليوم ـ وهو موقع الدكتور سلمان العودة ـ أقوالا للدكتور في لقائه في قناة الجزيرة اليوم الأحد 29 / 5 / 1427 ، وفي تقديري أن الموقع يرى أنها أهم ما جاء في اللقاء .
قال الدكتور سلمان العودة ( التيار الإسلامي جزء من الواقع وليس بديلا له ) ، ولنا أن نتساءل : متى صار الإسلام في معقله في الخليج العربي تيارا ؟ وكلنا يعلم أن التيار هو الشيء الطارئ على الأمر الأساس الذي هو قبله فهل الإسلام تيار طارئ ؟ وهل ثمة غيره مما يوازيه ويباريه ؟ وأيضا فالجميع يعلم أن من أطلق لفظ التيار الإسلامي على المسلمين - لأن كل مسلم عالما كان أو غير عالم فهو يعتقد أن الإسلام شامل لكل شيء في الحياة وكل مسلم فهو داعية إلى الإسلام - في أي بلد هم أعداء الإسلام ذاته والهدف من هذه التسمية التي تلقفها البعض مع الأسف حصر الإسلام في عدد محدود أطلقوا عليهم لفظا خطيرا مردودا هو الآخر وهو لفظ " الإسلاميين " بقصد تمييز كل من يدعو إلى الإسلام وعزله عن المحيط العام الذي هو المسلمون قاطبة .
ونتساءل أيضا متى صار الإسلام الذي يصفه الدكتور سلمان العودة بأنه " تيار " وأنه جزء من الواقع ؟ وهو في الحقيقة الواقع كله ، وإذا أخذنا بلفظ الدكتور وهو التيار الإسلامي ، فيا ترى ما هي التيارات الأخرى التي يراها مكونة للمجتمع المسلم ولأي كيان المسلم على أية بقعة على وجه الأرض ؟ وهل يرى للتيارات غير الإسلامية شرعية الوجود وتكوين المجتمعات المسلمة - وذلك بعيدا عن العبارة التي يتكئ عليها في العادة من يدعو إلى هذا الاعتراف بالقول: إن المجتمع المسلم يوجد فيه ليبراليون علمانيون وغيرهم - ونقول : وجودهم لا يعني الاعتراف بأن لهم الحق في أن يدعو إلى عقيدتهم المنافية للإسلام ، فالوجود شيء وإعطاؤهم شرعية التحرك والدعوة إلى مذاهبهم المنافية للدين شيء آخر ، ولكنني أستنتج من كلام الدكتور سلمان العودة أنه يرى أن لهم الحق في الحركة والدعوة إلى أفكارهم الهدامة والمنافية للإسلام فإن كنت مخطئا فأرجو من الدكتور سلمان العودة الإيضاح ، ولكن أرجو من القارئ التأمل جديا في عبارته التالية ( أن التيار الإسلامي ليس بديلا للواقع ولكنه جزء منه ومن ضمير الأمة الذي يشترك في تكوينه تيارات متعددة ) ومرة أخرى أتساءل : ما التيارت الأخرى التي راها الدكتور سلمان العودة مكونة لضمير الأمة غير التيار الإسلامي حسب وصفه ؟.
إن الداعية المسلم - وكل مسلم - يرفض رفضا قاطعا الاعتراف بأي فكر أو مذهب أو عقيدة تنافي الإسلام تحت أية لافتة ، كالعلمانية أو الليبرالية أو القومية أو أي مذهب أو عقيدة تنافي الإسلام أو تناقضه . ولست في حاجة لنقد عبارته التالية :
" وتابع الشيخ سلمان أن التيار الإسلامي يشهد إخفاقا في الجانب الاقتصادي " التي أعتبرها نوعا من التيئيس أو التخذيل .
إنني أدعو الدكتور سلمان العودة إلى مراجعة أفكاره هذه على ضوء الحقائق ومصلحة الدعوة إلى الله تعالى ، وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلى ما جاء في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل راد ومردود عليه ، والفصل هو فيما جاء الكتاب والسنة والفهم الصحيح للواقع على ضوئهما ، ولنعلم جميعا أن الكلمة ملك صاحبها فإذا انطلقت أصبح مملوكا لها ، وأننا مؤاخذون بما نقول أمام الله تعالى ، فلنتق الله فيما نقول ، وليكن قول أحدنا دائما في مصلحة الإسلام ، ورائدنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ".
والله الموفق .
علي التمني
أبها / الأحد 29 / 5 /1427
|