المحطة الثانية
قال الأخ الحبيب / عالي بن علي آل عالي .. ..
( وبعد ما فتحت قنوات تبادل الأفكار السريعة من فضائية وشبكات عنكبوتية ( الإنترنت )
خرجوا بثوبهم الخفي السابق بطريقتين :
الأولى: مدّ يد الولاء والطاعة لولاة الأمر ؟! ، لا خوفا ، ولا جبنا ؟! ، ولا إرغاما ؟! ،ولا عملية غسل للدماغ ؟! .
لما رأوا أن تحركهم ضد السلطان لا يأتي بفائدة حيث أن القوة والمنعة تجابههم في ذلك وأن لا فائدة من منازعته في الأمر ، اتجهوا إلى تسويق فكرهم بسيف ( السلطان ؟! ) حيث يظهرون له الموافقة في الظاهر فيسلمون من قبضته ، وهم في الباطن ينشرون سابق مذهبهم بشكل أكبر وأكثر .
وهذه طريقة البنا والإخوان المسلمين مع عبدالناصر ومن جاء بعده ، ومع سائر الحكومات الأخرى في الأردن وســوريا والكويت ونحوها .
وإلاّ فهم يرون أن الحكومات الأخرى أشد ( ضلالا ) من حكومة ( المملكة العربية ) ومع ذلك فإن إخوانهم من هذا الحزب استطاعوا نشر فكرهم بشكل واسع وسريع ؟! ، فلم يجنوا من نصب العداء للحكام فائدة فتفطنوا لذلك .
وخرجوا الآن بهذا الوجه ( البشوش ؟! ) للسلطان .
أما الطريقة الثانية : فهي تجلية الفكر الإخواني بشكله الذي أسس عليه .
فلا يعجب من به عجب عندما يرى بأن سفر الحوالي يصدر بيانا يخاطب فيه ( بوش ؟! ) ،
ويقول :( ولا زلنا نأمل أن تراجع الولايات المتحدة مواقفها وتكون أقرب إلى العدل لكي نرجع إلى حسن ظننا بها ، فلها سوابق تشجع على هذا الأمل وتبيّن كيف أنا كنا نبادلها الخطوة بخطوتين بل بالسير ميلين ) .
وقال : ( لقد حرصنا نحن المسلمين على انتخابكم ونحن نملك الأدلة على أن غالبية الأصوات المرجحة لفوزكم هي أصواتنا ، وأنا شخصياً نصحت المسلمين بذلك) .
ويقول عن أصل العداوة بيننا وبينهم : (، فهذه الأمة التي هي أكثر أمم الأرض عبادة لله وإيماناًَ بالعدل لم تفعل ذلك عن عداوة عنصرية أو نـزعة شريرة ) .
ويقول : ( هل يعني ذلك أننا نضمر الشرّ للشعب الأمريكي أو نعامله بعنصرية ؟ لا … أبداً ، فنحن نعتقد أن للشعب الأمريكي ـ جملةً ـ من صفات الخير ما يجعله أقرب الشعوب الغربية إلينا وأجدرها بأن نحب له الخير في الدنيا والآخــــرة ، فهو شعب يؤمن غالبيته العظمى بوجود الله ) .
إلى غير ذلك من التمييع الذي وقع فيه وهو في سعة من أمره لم يحتمه على هذا الخطاب لا عقل ولاشرع ؟! .
ولم يفوضه بإصدار هذا البيان لا سلطان ولا صغار الصبيان حتى يتحدث باسم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلها ؟! .
ويغرر الناس بأن هذه هي ديننا وهي قيمنا ؟! .
ولا يعجب من به عجب عندما يرى كبار الرموز الذين طالما والوا وعادوا على حبهم وبغضهم ودينهم الكثير من الشـــــــباب التائه عندما يرونهم وهم يصدرون بيان المثقفين الذي يدعوا إلى ( الحوار بين الحضارات ؟! ) حسب تعبيرهم .
والتلفظ بالفاظ أكثر رقة وعذوبة معهم .
بعدما كانت السنتهم سلاط حداد على دولة مسلمة ؟! ، وحكومة مسلمة ؟! .
هذا مما جعل براكين الغضب تنفجرعليهم من بعض أتباعهم الذين صرحوا بأنهم
( طالما سكتوا ؟؟!! ) و ( ترددوا ؟! ) في الرد عليهم وبعنف ، وما أسكتهم ولا ردهم إلاّ الحزبية المقيتة ؟! .
أقول : لا يعجب أحد من ذلك كلّه فهو دينهم من قبل ومن بعد ؟! .
وهو فكر البنا قبل ستين سنة ؟! ، أليس هو الذي يقول :
( فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القران حض على مصافاتهم ومصادقتهم ، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية ) ، من كتاب " الإخوان المسلمون : أحداث صنعت التاريخ " ( 1/ 409 ) .
ويقول أيضاً : ( إن الإسلام الحنيف لا يخاصم ديناً ولا يهضم عقيدة ، ولا يظلم غير المؤمنين به مثقال ذرة ) ، من كتاب " حسن البنامواقف في الدعوة والتربية " ( صحيفة : 163 ) .
و ضم في حزب الإخوان المسلمين في مصر ثلاثة من النصارى وهم ، لويس أخنوخ ، وثابت كريم ، ووهيب دوس ذكر ذلك صاحب كتاب " تصور الإخوان المسلمين للقضية الفلسطينية " (صحيفة : 23 ) .
فليربع على نفسه من ظن بأن القوم
( بدّلوا ؟؟!! ) و ( تبدلوا ؟؟!! ) و ( غسلت أدمغتهم ؟!! ) و ( الدولة أجبرتهم ؟! )
فإن هذا هو دين القوم ، ولكن الطريقة في الطرح تغيّرت ؟! .
ولا يعجب من به عجب من مقالة سلمان التي يكررها في كل محفل اليوم بملء فيه ؟! :
( نريد وحـدة الصـف لا وحـدة الــرأي ) .
وليبحث عن هذه المقالة قبل سني ســــجنه ؟! ، مع أنه كان يدين بها ، ويحضــــر محافل ( الإخوان المسلمين ) ويبرر أخطائهم وأخطاء قاداتهم .
ومع ذلك لم يجتر للسبب المذكور سابقا بأن يطرح مثل هذه القاعدة البنائية الإخوانية على مسامع ( الوهابيين ؟؟؟!! ) على اصطلاح الخصوم ؟! .
ولكن لما ركب الناس الصعب والذلول ، وانقشع الغبار ، وصدق الانتماء والتميز ، وظهر كل حزب بم في جعبته .
خرج العودة بعبارة شيخهم الأول ( حســـن البنا ؟! )
وكرر نفس عبارته التي يقول فيها :
( نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذربعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) .
فجاء سـلمان الآن وقال : ( نـريد وحدةالصف لا وحدة الرأي ؟! ) .
بل صرح القرني في حوار أجرته معه جريدة المدينة بأن :
( الكثير من العادات ترعرع عليها في بيئة كانت غير قابلة للنقاش وأنها تصل لمرتبة عالية من أهمية الممارسة ولا تقبل النقاش , وأنه أعاد النظر في هذا الشأن الآن . وكل هذه العلامات وغيرها يجعل من منطق الوسطية وأهميته ضرورة ملحة أن يتم ابرازه والتركيز عليه نهجاً لمحور الفكر الإسلامي, والغلو والتطرف ) .
وتأمل هذا الكلام وما قررته سابقا ، وهو أنهم من قبل كانوا في بيئة ( لايقبلون النقاش ؟! )
وأما الآن فخرجوا بدعوى ( الوسطية ؟! ) و ( فتح بابالحوار ؟!) . ونشاطهم ( الفكري؟!)
الآن أشد وأخطر و أوسع من نشاطهم سابقاً ، حتى ظهروا في المجلات والقنوات الفضائية ، وأنشئت لهم المواقع الرسمية في الإنترنت ، مما جعل فكرهم يزيد سعة وانتشارا وخطورة عن الحال الذي كان عليه من قبل) .
آخر من قام بالتعديل جروان; بتاريخ 04-07-2006 الساعة 01:51 AM.
|