الغالي أريد حلا ..
لا أخفيك أني أعرف أحد الأصدقاء العزيزين جدا علي .. ومن المستقيمين أيضا ..
جلس ذات يوم يفيض علي ما في نفسه ..
وأنه أحبّ شخصا رآه في المدرسة .. طبعا صاحبي في الثانية الثانوية ..
وذاك الشخص أصغر منه بسنة واحدة ..
يقول أن حبه وقع بقلبي وقعا عجيبا جدا ..
وأنه يحاول أحيانا موافقة لحظة خروجه من المدرسة ليراه ..!!
أحيانا ينساه بين مشاغل الدنيا ..
ما إن انتهت الإحازة حتى نسيه كثيرا ..
ولا يبالي بشيء تجاهه ..
أرشد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى علاج واق من هذه المعضلة ..
حين قال اصرف بصرك .. فإن لك الأولى وليست لك الثانية ..
وكما يقال النظر سهم من سهام إبليس المسمومة ..
من الحلول :
ما ذكره الأحبة قبلي ..
ومنها أيضا : اشتغل بشيء يلهيك عنه .. وإن جاء طيفه في بالك فانسه .. فإن لم تستطع فتناساه وتشاغل عنه ..
وهاك أيضا حلول أخرى ..
1) مراقبة الله تعالى واستحضار اطلاعه وعلمه الذي وسع كل شئ ومعيته لعبده :
وقد تقدم قوله تعالى :{ وما تكون في شأن …الآية } ، { يعلم خَائِنَةَ الأعْيُنِ وما تخفي الصدور } ، { وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير } .
• عن ابن عباس قال كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله تعالى :{ ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين } .
قال ابن رجب : وكان وهب بن الورد يقول خف الله على قدر قدرته عليك واستحي منه على قدر قربه منك وقال له رجل :عظني فقال له اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك ..
وسئل الجنيد بم يستعان على غض البصر قال :بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره ..
2) الاستعانة بالله تعالى والتضرع إليه بالدعاء :
ومن ذلك الدعاء المشهور : اللهم طهر قلبي من النفاق و عملي من الرياء و لساني من الكذب و عيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
وأعتقد أن هذا من أعظم الحلول .. والمشكلة أن كثيرا من الناس غفل عنه والله المستعان .. فقل ما تجده يرفع يديه إلى ربه تعالى ..
3) إعفاف المرء نفسه بما شرع الله له من الأمور المشروعة :
• عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ..
4) انظر وتأمل في حال السلف رحمهم الله .. وكيف كان دأبهم في سد أبواب وذرائع الفتن .. فذاك طلى نفسه بالغائط أعزكم الله .. فقلب الله رائحته إلى رائحة مسك ..
فاشتهر بالمسكي ..
فإن قيل إن واقعنا يختلف عن السلف , بحكم أن انتشار الفتن عندنا كثيرة ..
فأقول : إقتدي بشباب زمانك .. الذين لا تزيغ لهم عين إلى ما حرم ربي ..
وما أكثرهم في زماننا .. ولا يحضرني شيء من المواقف الآن ..
5) حاول الإبتعاد عن مواطن الفتن .. كالأسواق , والمواقع الخليعة , والصور الفاضحة .. وتصور حالك لو مت على ذلك .. فستبعث عليه ..
6) اصحب الرفقة الصالحة الحسنة .. فالصاحب ساحب .. وقل لي من صاحبك أقل لك من أنت .. والمرء على دين خليله ..
فيا الله .. ما أروع تلك الثلة الذين يملؤون قلب المؤمن روحانية .. ويزيدونه صفاء وطهرا .. ووالله لقد لمست ذلك جليا بنفسي وعن تجربة شخصية ..
فقد عاشرت قوما من أقربائي لم يفتح الله عليهم , أسأل الله تعالى لهم الهداية , وكانت تصدر منهم ألفاظا سئية .. فوجدت نفسي أتلفظ أحيانا بما يقال .. رغم أني رافقتهم أياما لا تزيد على العشرة .. !
7) تفكر في الأسباب .. ومحصها جيدا .. وحاول تجنبها .. فستنجو حينها بإذن الله تعالى ..
وأخيرا أخي المبارك ..
مجرد أنك طلبت المساعدة .. واستنجدت بعد ربك بإخوتك فأبشر لن تخيب بإذن الله ..
فإن ذلك مدلول خير وبشرى عاجلة .. وعلامة خير وصلاح فيك ..
أسأل الله تعالى أن يردنا وإياك إليه ردا جميلا .. وأن يحفظ لنا سمعنا وأبصارنا ..
ويصرفها عن ما حرم علينا ..
ويقينا عذابه .. ويعجل لنا برحمته ومغفرته ..
إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
فائق حبي وأشواقي :
أبو الوليد ..