لا حول ولا قوة إلا بالله ...
كنت كثيراً ما أردد : التاريخ لا يغفل ولا ينسى ولا يرحم ..
فما موقف أصحاب الكروش .. الخانعين على العروش .. المستميتين في الحفاظ عليها ولو ضاع ما ضاع .. من تراث الأمة .. ذلك التراث الذي توفر للأمة وكان ثمنه دماء الشهداء .. وجهاد الأولياء .. وتضحيات المخلصين الأوفياء .. الذي مضت الأمة في جمعه وإنجازه أربعة عشر قرناً من الصمود والجهاد .. ثم يأتي أصحاب الكروش .. وعباد القروش .. يضيعونه في سبيل تحقيق الشهوات والملذات .. من هذه الدنيا الرخيصة ..
انتبهوا جيدا!! فعيون التأريخ مفتوحة .. وأقلامه سيالة .. وصفحاته وفيرة .. ولكن اطمئنوا !! فسيكتب جميع جرائمكم .. بمداد من دم .. وستكون لغته الصدق والبيان .. تلك الفضيحة التي لا تحبون .. ألم يأتي على من قبلكم عشرات .. بل مئات السنين .. وما زال التـأريخ يذكرهم ويكتب عنهم .. فلقد دخلوه من أقذر أبوابه .. وما زال قراء التأريخ والسامعين به يلعنون أولئك الأشخاص .. ولا تسمع عنهم إلا الذم والشتم .. وذلك في أحسن الأحوال ..
إن القارئ للتأريخ يخاف ويحذر .. فلقد عرف عن التأريخ دقته وصدقه .. وأن هذه الجرائم الفضيعة لا تخرج حقيقتها إلا بعد فترة – قد تكون قصيرة - .. وكم سمعنا عن جرائم مخيفة أرتكبها بعض الحمقاء السفهاء .. فتلكم الناس عنهم في المجالس .. ومما زالوا في عداد الأحياء !! والله المستعان .
فانتبهوا لأنفسكم من التأريخ .. فهو لا يغفل ولا ينسى ولا يرحم .. وإن غفل فهو من الإمهال لكم .. لتكشف له أثوابكم .. وتفضح له عوراتكم .. ويكتبها للناس .. والله المستعان ..
الحديث ذو شجون .. ولو كتبت هنا لأطلت .. سلامي عليكم ورحمة الله ,,
|